على رغم مرور أكثر من عام على كارثة جدة، أعادت أمطار أمس (الأربعاء) التي استيقظ على إثرها أهالي المحافظة الساحلية، شريط ذكريات تلك الكارثة، وتسلل الهلع إلى نفوسهم معيدين أحداث «كارثة الأربعاء الأسود». ووافق هطول الأمطار بغزارة أمس (الأربعاء) اليوم نفسه الذي شهدت فيه عروس البحر الأحمر أسوأ سيناريو أضرار، وأسهم في انتشار حال من الذعر والخوف بين عدد من سكان المدينة الساحلية، إذ لم تغب عن غالبية الأهالي ذكرى الكارثة على رغم مرور أكثر من عام على حدوثها. وفي الوقت الذي كانت تهطل فيه الأمطار بغزارة على غالبية أحياء وشوارع مدينة جدة، وارتفعت معدلات الخوف والاضطراب والهلع لدى الأهالي خصوصاً بعد اتصالات مديري المدارس بأولياء أمور الطلاب لتعجيل حضورهم لاصطحاب أبنائهم، لم تمر ذكرى اليوم المقترن بالهلع والذعر على سكان جدة مرور الكرام، إذ ارتفع معدل القلق والانزعاج في أوساط قاطني الأحياء التي ارتبط اسمها بالحادثة (قويزة، النخيل، الجامعة) إذ عانوا من «حادثة أربعاء جديدة»، واضطروا إلى مغادرة دورهم ومنازلهم بعد العواصف الرعدية وقوة هطول الأمطار بغزارة مخلفة حال استياء وقلق من تكرار كارثة السيول التي جابهوا فيها الأمرين سابقاً. وأكد أحد سكان الحرازات المواطن عبدالهادي الجهني أن هطول الأمطار بغزارة في جدة ظل يشكل هاجساً كبيراً على الأهالي ويعيد الذكرى المؤلمة للأمطار التي شهدتها المنطقة قبل أكثر من عام، مشيراً إلى أن مكمن الخوف يأتي بسبب ضعف البنية التحتية لعدد من شوارع المدينة إضافة إلى عدم وجود قنوات تصريف للمياه المتجمعة في الأحياء وما تسببها من أضرار جسيمة على القاطنين والمارة. وقال: «إنني شعرت ببعض الخوف عند اتصال مديري المدارس التي يرتادها أطفالي الذين شددوا على ضرورة حضوري لإخراجهم في ظل تزايد سقوط الأمطار». موضحاً أن حال المدينة حالياً لم تكن أفضل من السابق، مضيفاً: «هناك أمور كثيرة لم تتغير إذ يكثر الزحام، إضافة إلى تعطل حركة السير بسبب تكدس المياه في أماكن متفرقة». من جهته، تحسر مواطن في حي الجامعة عبدالله الزهراني على مصادرة الوضع في جدة فرحتهم بهطول المطر، وتابع: «إن شعور الفرح بهطول الأمطار في مدن أخرى يتبدل إلى خوف وهلع عندما يحدث في جدة على اعتبار ذكرى الكارثة المفجعة»، متمنياً أن لا تتكرر مجدداً في الوقت الحالي. وزاد: «الهلع الذي أصاب سكان الحي منذ حادثة السيول العام الماضي، لا تزال تتراءى أمام أنظار سكان الحي الذين أصبحوا يخافون من أي هطول للأمطار أو عواصف رعدية، ويراقبون تحذيرات الأرصاد أولاً بأول». وأكد أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها الأحياء أمس تسببت في إحداث نوع من الذعر بين الأطفال والنساء، نظراً إلى كثافة تساقطها على الحي إلى درجة كان يتوقع الأهالي معها حلول الكارثة المؤلمة، إذ كان بعض السكان يتهيؤون للخروج من الحي في حال تزايدها عن المعدل الذي رصدوه»، لافتاً إلى أنهم فوجئوا بعواصف ترابية تتبعها أمطار غزيرة تضرب حيهم والأحياء المجاورة، والأمر الذي زاد من خوفهم أن الأماكن التي خططوا اللجوء إليها هي الأخرى ستكون غير مطمئنة لهم. وأفاد أن بعض جيرانه ذهبوا إلى مراقبة كميات الأمطار التي هطلت على جبال شرق الخط السريع لاستباق دهم أي سيول للحي من تلك المنطقة، وأخذ الاحتياطات اللازمة في حال تيقنهم بأنها ستفضي إلى مثل كارثة «الأربعاء الأسود».