قُتِلَ 51 شخصاً في موجة عنف في العراق أمس الجمعة، معظمهم خُطِفُوا وأُطلِقَت عليهم النار، في أعمال عنف جديدة تذكِّر بالنزاع الطائفي الذي شهدته البلاد قبل سنوات. وتأتي عمليات القتل هذه وسط تصاعد العنف الذي خلَّف أكثر من 600 قتيل هذا الشهر. وتم خطف عديد من المقتولين من منازلهم وعُثِرَ على جثثهم في وقت لاحق، ما يزيد من المخاوف من دخول العراق في عمليات قتل طائفية تشبه تلك التي عانت منها البلاد من العام 2005 وحتى 2007. وذكرت السلطات في وقت سابق من يوم أمس أنها عثرت على جثث 18 شخصاً من بينهم اثنان من وجهاء القبائل وأربعة رجال شرطة وضابط في الجيش برتبة رائد، ملقاة في مزرعة بالقرب من منطقة الطارمية شمال بغداد. وأكد ضابط برتبة ملازم أول في شرطة الطارمية مقتل 18 شخصاً بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش وأربعة من عناصر الشرطة واثنان من زعماء العشائر، بعد اختطافهم على يد مسلحين بعد منتصف ليلة الخميس. وقال ضابط في الشرطة برتبة عقيد إن «مسلحين مجهولين يرتدون زي قوات الأمن ويستقلون سيارات عسكرية قاموا باختطاف 18 شخصاً بينهم ضابط في الجيش برتبة رائد، بذريعة الاعتقال لدواعٍ أمنية للاشتباه بهم، من منازلهم في قرية مجبل في منطقة الطارمية» ذات الغالبية السنية الواقعة إلى الشمال من بغداد. وتابع «عند الصباح عثر الأهالي على جثث الضحايا مقتولين بالرصاص، ملقاة في مزرعة قريبة من قريتهم». وأكد مصدر طبي في الطب العدلي في بغداد تلقي جثث 18 شخصاً مقتولين بالرصاص في الرأس والصدر. وتعد الطارمية «45 كلم شمال بغداد» من المناطق المتوترة وتشهد أعمال عنف متكررة. وفي حادث مماثل، قُتِلَ سبعة عمال بعد اختطافهم أمس الأول في مدينة تكريت «160 كلم شمال بغداد». وقال ضابط في الشرطة برتبة رائد «عثرنا على جثث سبعة أشخاص قُتِلُوا نحراً في حي القادسية» الواقع في شمال مدينة تكريت. وأضاف إن «الضحايا عمال في ملعب رياضي يقع غرب مدينة تكريت، خُطِفُوا أمس الأول وعثرنا على جثثهم أمس». وأكد مصدر طبي في مستشفى تكريت «تلقي جثث سبعة رجال مقتولين نحراً قبل ساعات قليلة»، دون الإشارة إلى تفاصيل أكثر، في حين تحدث ضابط برتبة عقيد في الشرطة عن «العثور على جثتين كاملتين وخمس رؤوس لرجال دون جثث». كذلك، تم العثور على ثلاث جثث إضافية تعود إلى نساء في شرق بغداد وتحمل آثار تعذيب ورصاص في الرأس، وفق ما أفاد مسؤولون مرجحين أن يكون الضحايا قُتِلُوا في وقت سابق أمس. وفي أنحاء أخرى من العراق أمس، أسفرت هجمات في بغداد وما حولها وفي مدن الموصل وبعقوبة وكركوك عن مقتل 23 شخصاً، بحسب مسؤولين. وقُتِلَ خمسة أشخاص في تفجير عند ملعب لكرة القدم غرب بغداد، كما قُتِلَ ستة أشخاص في هجوم بالرشاشات على بيت شرق العاصمة. ويشهد العراق منذ أبريل الماضي تصاعداً في أعمال العنف التي يحمل بعضها طابعاً طائفياً. وتأتي الهجمات الأخيرة في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في الثلاثين من أبريل المقبل.