أعلنت مصادر طبية وامنية عراقية اليوم الجمعة مقتل 22 شخصا في العراق بينهم 18 بعد خطفهم من قبل مجموعة مسلحة ترتدي بزات قوات الأمن في منطقة الطارمية شمال مدينة بغداد، في أعمال عنف جديدة تذكر بالنزاع الطائفي الذي شهدته البلاد قبل سنوات. ويأتي مقتل الضحايا مع تصاعد موجة العنف وتزايد سقوط ضحايا داخل منازلهم في مناطق متفرقة في العراق الذي يعاني من تدهور الأوضاع الأمنية. وتذكر أعمال العنف الجديدة هذه بالنزاع الطائفي الذي ضرب البلاد بين عامي 2006 و2008. وأدت موجة العنف إلى مقتل أكثر من ستة آلاف شخص خلال الأشهر الماضية من العام الحالي، الأمر الذي دعا بغداد إلى البحث عن مساندة دولية لمحاربة الإرهاب قبل أشهر قليلة من إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال ضابط في الشرطة برتبة عقيد لوكالة فرانس برس أن "مسلحين مجهولين يرتدون زي قوات الأمن ويستقلون سيارات عسكرية قاموا باختطاف 18 شخصا بينهم ضابط في الجيش برتبة رائد، بذريعة الاعتقال لدواعي أمنية للاشتباه بهم، من منازلهم في قرية مجبل في منطقة الطارمية" ذات الغالبية السنية الواقعة إلى الشمال من بغداد. وتابع "عند الصباح عثر الأهالي على جثث الضحايا مقتولين بالرصاص، ملقاة في مزرعة قريبة من قريتهم". وأكد مصدر طبي في الطب العدلي في بغداد تلقي جثث 18 شخصا مقتولين بالرصاص في الرأس والصدر. وأكد ضابط برتبة ملازم أول في شرطة الطارمية مقتل 18 شخصا بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش وأربعة من عناصر الشرطة واثنان من زعماء العشائر، بعد اختطافهم على يد مسلحين بعد منتصف ليلة أمس الخميس. وتعد الطارمية (45 كلم شمال بغداد) من المناطق المتوترة وتشهد اعمال عنف متكررة. من جهة أخرى، قتل أربعة اشخاص بينهم امرأة في هجمات متفرقة شمال بغداد. ففي بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة أن "انفجار عبوتين ناسفتين بعد منتصف ليلة امس (الخميس) في حي الكاطون وسط المدينة، أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة بينهم امرأة بجروح". وأضاف أن "مسلحين مجهولين اغتالوا شخصا أمام منزله في قضاء الخالص" إلى الشمال من بعقوبة. وأكد الطبيب رائد نعيم في مستشفى بعقوبة حصيلة الضحايا. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال ضابط في الشرطة برتبة نقيب أن "مسلحين مجهولين اغتالوا رجلا وزوجته واصابوا ابنتهما بجروح، بعد مهاجمتهم داخل منزلهم في قضاء سنجار" إلى الغرب من الموصل ، وأكد مصدر طبي في الطب العدلي حصيلة الضحايا. كما خطف نجل مدير الوقف الشيعي في كركوك حبيب سمين ديدار على يد مسلحين مجهولين لدى مروره في جنوب مدينة كركوك، وفقا لمصادر أمنية. وتأتي الهجمات غداة مقتل 38 شخصا في هجمات متفرقة بينها 12 سيارة مفخخة في عموم العراق، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وأدت الهجمات اليومية خلال الاسبوع الماضي في عموم العراق إلى مقتل نحو 200 شخصا، فيما قتل أكثر من ستة آلاف شخصا في عموم البلاد خلال الاشهر الماضية من العام الحالي، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية. ويشهد العراق منذ نيسان/ابريل الماضي تصاعدا في اعمال العنف التي يحمل بعضها طابعا طائفيا. ودفع استمرار العنف رئيس الوزراء نوري المالكي إلى مناشدة المجتمع الدولي المساعدة في محاربة الارهاب الذي بلغ اسوأ معدلاته منذ 2008. وتأتي الهجمات الأخيرة في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في الثلاثين من نيسان/ابريل المقبل.