تحفل بعض الأسواق والمحال التجارية بكثير من البضائع منتهية الصلاحية أو المعروضة بشكل يعرضها للتلف بشكل كبير، دون اكتراث من قبل أصحابها، الذين يحاولون تصريفها كيفما اتفق لزبون غافل، أو محتاج لا يهمه انتهاء الصلاحية أو لا يعلمه من الأساس، أو لآخر لا يريد أن يضيع وقته في البحث عن تاريخ الصلاحية؛ الأمر الذي يؤدي إلى تعرضهم لكثير من المشكلات الصحية، خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية. والمتجول في الأسواق والمحال الصغيرة يلحظ أن بعضها تستغل الأرصفة ومساحات الأبواب لتكديس كراتين تحتوي على كمية من المواد الغذائية، مثل الأجبان والبسكويت والعصائر، وغيرها من المواد التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء، حيث يقام عليها مزاد لتصريفها بأسعار أقل. جهل وإهمال وفي شارع الوزير في حي منفوحة بالرياض، حيث كان المكان يعج بالحركة والنشاط التجاري، أظهر بعض الباعة والمشترين ل”الشرق” جهلهم بموضوعات انتهاء الصلاحية والتسمم الغذائي، ف(أبوعلي) السبعيني أكد جهله التام بالأمر، مشيراً إلى أنه يشتري من المحال التي تعرض بضائع رخيصة؛ حتى يستطيع أن يلبي احتياجات أسرته الكبيرة. أما سعيد (أربعون سنة)، الذي اشترى كل ما يريد من حلويات كانت معروضة للبيع على قارعة الطريق بنصف سعرها الأصلي، ففاجأنا قائلاً إنه لا يدري أين يكتب تاريخ الصلاحية، ولا يعرف كيف يقرأه. والسيدة أم مصطفى (مقيمة عربية) كانت هي الأخرى غير مكترثة لأمر الصلاحية، حيث كانت تشتري بنهم مواد غذائية قاربت على الانتهاء بحجة أن أسعارها زهيدة. نبيعها بعلمهم البائع حسين ذكر أنهم يشترون هذه البضائع التي قارب تاريخ صلاحيتها على الانتهاء بأسعار مخفضة من التجار الكبار، ثم يبيعونها للمستهلكين، لكنه أشار إلى أنهم يخبرون المشترين بأمر هذه البضاعة. لكنه لم يستطع الإجابة عن تساؤل “الشرق” بخصوص عرضها في ظروف غير مناسبة وتحت أشعة الشمس، التي تؤثر كثيراً على تلك المواد التي كتب صانعها تحذيراً على عبواتها بعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة، أو تخزينها قرب مواد أخرى معينة، وغيرها من الإرشادات. ظروف التخزين من جانبه، أكد نائب رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء لشؤون الغذاء، الدكتور إبراهيم المهيزع، أنه طالما كانت هناك مدة متبقية في تاريخ مدة الصلاحية، فإن الأمر يرتبط بعد ذلك بعملية التخزين والتعرض للحرارة. وذكر أن الخطر الحقيقي من سوء التخزين والتعرض للشمس يكمن في المواد الغذائية المعلبة؛ لأن الحرارة يمكن أن تقصر عمر المادة الغذائية إلى نصف المدة المحددة لاستهلاكها، أو تسبب تغييراً في الخواص الفيزيائية، فكل منتج مدون بجانب مدة الصلاحية ظروف التخزين؛ لأنها مهمة لكي يبقي المنتج محتفظاً بخواصه الغذائية. وعلى المستهلك ملاحظة أي تغيير على المنتج، سواء في الشكل أو الطعم. العناصر الثلاثة وأضافت الاختصاصية سلمى الزيد أن مدة الصلاحية بالنسبة للمنتجات الغذائية في غاية الأهمية. ولكن هناك مسألة أخرى لا تقل عنها أهمية، وهي فوائد تلك الأغذية؛ إذ إن هناك ثلاثة عناصر رئيسية تعمل منفردة أو مجتمعة على تقلص هذه الفوائد، وهي (الضوء والحرارة والأكسجين). ثم إنه من الضرورة الحذر الشديد من المنتجات المنتهية الصلاحية المكدسة في المنزل، وحماية أفراد العائلة منها، حتى نتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي. ولفتت إلى أن شراء سلعة بقيت على تاريخ صلاحيتها أيام قليلة يعدّ تصرفاً غير سليم؛ لأنه لا يعرف ظروف تخزينها. التسمم الغذائي وشدد الدكتور فهد الرشود على التخلص من المنتجات المنتهية الصلاحية؛ لأنها أصبحت فاسدة، وقد تسبب خطراً على مستهلكها، مثل التسمم الغذائي الذي تكون علامته غثياناً، وتقيؤاً، وإسهالات، ومغصاً في البطن، وحمى. “الشرق” حاولت الاتصال بالمختصين في وزارة التجارة للتعليق على المشكلة، وعلى مدى أربعة أيام، لكن دون جدوى. بعض المواد الغذائية تُركت في العراء
سيدة تشتري بعض السلع الغذائية المخفّضة من أحد المتاجر (الشرق)