حذر مشاركون في ندوة نظمتها وزارة الزراعة في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، بعنوان "الأبعاد البيئية والمائية للجدار الفولاذي" من المخاطر البيئية والمائية المترتبة على بناء هذا الجدار الذي شرع الجانب المصري بإقامته، مؤخراً، في عمق المنطقة الحدودية الفاصلة بين جنوب قطاع غزة والأراضي المصرية. واعتبر وزير الزراعة المقال الدكتور محمد الأغا خلال الندوة، أن استمرار مشروع بناء الجدار الفولاذي يشكل خطراً يهدد التربة في القطاع وينذر بكوارث بيئية ومائية. وأشار إلى أنه ستتم الاستعانة بمياه البحر لضخ المياه في هذه الأعماق التي تصل إلى 30 متراً، الأمر الذي سيتسبب في تلوث المياه الجوفية نتيجة وصولها إلى الخزان الجوفي الأكثر عذوبة في قطاع غزة وتدميره تماماً. وأضاف الأغا أنه لم تصلهم أي دراسات أو وثائق أو معلومات أو مخططات حول هذا المشروع برمته، لافتاً إلى أن المشاريع الهندسية العملاقة ذات الأثر البيئي الخطير عادة ما تتم دراستها وتقييمها من الأطراف ذات العلاقة. ودعا كافة الأطراف والمؤسسات البحثية والعلمية والحقوقية إلى العمل على منع إقامة هذا المشروع الذي وصفه بالكارثي. من جهته، تحدث مازن البنا من سلطة المياه، عن تأثير الجدار على مصادر المياه الجوفية، مؤكداً أن إنشاء جدار فولاذي في باطن الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة من شأنه أن يؤثر سلباً وبشكل كبير على مصادر المياه الجوفية في تلك المنطقة. وتوقع تدهور نوعية هذه المياه بعد إنشاء هذا الجدار لاحتمال تسرب ملوثات من سطح الأرض إلى باطنها وبالتالي إلى المياه الجوفية نتيجة حدوث خلخلة في طبقات التربة غير المشبعة كنتيجة مباشرة لعمليات الحفر الخاصة بهذا الجدار أو إحلال تربة رملية غير متماسكة ذات نفاذية عالية بدلاً من التربة الأصلية المتماسكة ذات النفاذية المنخفضة. وأشار إلى أن الخزان الجوفي الساحلي يعتبر من الخزانات الجوفية الأكثر حساسية للتلوث في العالم وذلك لقرب مستويات المياه الجوفية فيه من سطح الأرض بالإضافة إلى طبيعة ونوعية التربة الرملية غير المشبعة عالية النفاذية في كثير من الأماكن. وأضاف أن الجدار سيتم إنشاؤه بالقرب من المناطق المأهولة، كما أن هناك احتمالاً كبيراً لحدوث تآكل وتصدع في هيكل هذا الجدار على المدى البعيد نتيجة وجوده في بيئة رطبة خاصة في موسم الأمطار، منوهاً إلى احتمال انتقال بعض العناصر الثقيلة والنادرة المكونة لهذا الجدار ووصولها إلى هذه المياه وبالتالي تلويثها. وحول الآثار البيئية للجدار حذر بهاء الدين الأغا من سلطة جودة البيئة من خطر الجدار على عناصر البيئة الطبيعية في كلا الجانبين الفلسطيني والمصري، لاسيما على عنصري المياه الجوفية والتربة. وقال إن إنشاء الجدار يتسبب في تقطيع واقتلاع عدد كبير من الأشجار التي سيمر الجدار بها، وهي الأشجار المزروعة على مساحة بطول 10 كيلومترات وعرض يتراوح بين 40 و70 متراً، مقدراً عدد هذه الأشجار بأكثر من 20 ألف شجرة.