استعادت الحاجة التونسية "نفيسة القرمازي" البالغة من العمر سبعين عاماً بصرها بعد أن كانت قد فقدته قبل عام ونصف إثر تعرضها لجلطة في الدماغ، وظلت طيلة تلك الفترة لا ترى ما يدور حولها إلى أن كتب الله لها الحج هذا العام، وبعد وقوفها على صعيد عرفات أخذ لسانها يلهج بالدعاء لله عز وجل بأن يرد لها بصرها مبتهلةً إلى ربها بقلب خاشع فاستجاب الله لدعائها، حيث فاجأت من حولها بالسير لوحدها بعد أن كانت لا تسير إلا بمعاونة أبنائها. وقالت الحاجة نفيسة: "حضرت إلى المملكة قادمةً من بلادي للحج لأول مرة، ولم أبصر شيئاً طيلة رحلتي، وكان هاجسي الوحيد وأمنيتي بأن أرى المشاعر المقدسة وبيت الله الحرام، وبعد وقوفي بصعيد عرفات، لجأت إلى الله سبحانه وتعالى وألححت عليه في الدعاء، ولم يردني خائبةً، وكنت أكثر من قول (يارب أنا جيتك بصيرة إن شاء الله ترجع لي بصري) وأكرمني الله بإعادة بصري، فالحمد لله والشكر له على نعمته التي وهبني إياها في أطهر البقاع، وأفضل الأوقات فقد أبصرت من حولي في المخيم رقم 108 بصعيد عرفات ورأيت ألوان الخيمة التي أقطن فيها، وقد أصبح المخيم الذي أقيم فيه يعج بالتهليل والتكبير بعد أن رأوني ساجدةً لله على هذه النعمة، ثم بدأت أسير على قدميَ بمفردي".الرياض.