ما أعظمَ الطاعات الكثيرة التي يسَّرها الله لعباده كانت فعلية أو قولية ! فبِها سعادة الدارين, قال صلى الله عليه و سلم ( سِيرُوا، هذا جُمْدان ، سبَقَ المُفرِّدُون ) قالوا: وما المفرِّدُون ؟ يا رسول الله قال ( الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات ) رواه مسلم . و جُمْدان : جبل, فالجبال جعلها الله أوتادا للأرض ورواسي تحفظها , كي لا تضْطرِب , قال تعالى : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) 6 , 7 , النبأ , و قال تعالى : ( وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) 15, النحل, و هي في تسبيح لله دائم ، قال تعالى : ( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ) 18, ص. فالجبال صامِتة, لكنها ناطقة بذكر الله تعالى, و الجبال قويَّة شديدة, لكنها تتصَدَّع من خشْية الله, قال تعالى: ( لو أنزلنا هذا لقرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله.. ) الحشر , و هذا تنْبِيه للغافل عن ذكر الله , و الذي لا يلِين قلبه عند تلاوة الأذكار وسماعها , و هي تسجد كسائر المخلوقات لله جلَّ جلاله طائعة . قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ.. ) 18, الحج. و كذلك الأذكار حيَاة للقلوب , و طمأنِينة ، قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) 38, الرعْد , و كلَّما تقرَّب المسلم من الله زاد إيمانه , و صار يذكر الله بقلبه و لسانه ,ما بين التَّسبيح و التحميد و التهليل و التكبير، وتلاوة القرآن ، و دُعاء الله تعالى وسؤاله جميع الحاجات الدينية والدنيوية، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) 41, 42, الأحزاب , والإكثار من ذكْر الله تبارك وتعالى ودعاؤُه في جميع الأوقات والمناسبات، في الصباح والمساء، وعند النوم واليقظَة، ودخول المنزل والخروج منه، وعند دخول المسجد . أ/ عبد العزيز السَّلامة / أُوثال