في سيدي بوزيد: يقتل صديقه ثم يمشي في جنازته و يتقبل تعازيه. الطمع,الجشع,حب المال,الأنانية,الحسد,الغيرة كلها أفات ما إن تصيب الإنسان إلا و تجعله قادرا على إرتكاب أبشع الجرائم حتى في حق أقرب الناس إليه. هذا ما ينطبق تماما على هذه الجريمة التي شهدتها مدينة منزل بوزيان التابعة لولاية سيدي بوزيد الواقعة في الجنوب الغربي من البلاد التونسية. فقد لقي أحد سكان المدينة حتفه على يد صديقه المقرب و يدعى الضحية محمد فاضل و هو متزوج منذ سنتين و قد رزق بتوأم يبلغان من العمر 11 شهرا. و كان الجاني و هو كما أسلفنا الذكر صديق الضحية المقرب قد إستدرج القتيل و أوهمه بالقيام برحلة صيد إلا أنه باغته بطلقة نارية من بندقية صيد كان قد إستلفها من أحد معارفه كانت كافية بوضع حد لحياته على الفور ثم قام القاتل بلف جثة صديقه ووضعها في الصندوق الخلفي للسيارة قبل أن يتحول بها نحو ضيعة فلاحية تبعد نحو 10 كلم عن مسرح الجريمة أين قام بالتخلص منها بإلقائها داخل أحد الأبار. و كان أحد رعاة الأغنام قد إكتشف وجود جثة أدمية داخل تلك البئر فقام على الفور بإبلاغ أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بسيدي بوزيد اللذين تجندوا للبحث في ملابسات الجريمة بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن حاكم التحقيق بابتدائية الجهة كما قامت وحدات الحماية المدنية برفع الجثة و تحويلها إلى قسم الطب الشرعي لتشريحها في مسعى لتحديد أسباب الوفاة. و بتواصل الأبحاث تمكن أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بسيدي بوزيد من إيقاف المشتبه به الذي إعترف بجريمته و أكد أن دافعه هو السرقة حيث قام بالإستيلاء على مبلغ 4700 دينار كان بحوزة الضحية ساعة وقوع الجريمة. لاكن الغريب في كل هذا أن الجاني و قبل التفطن إليه و إيقافه كان من ضمن المشيعين للقتيل إلى مثواه الأخير و كان يبكيه بكل حرقة بإعتباره صديقه المقرب كما كان يتقبل التعازي من جموع المعزين كما أكد ذالك شقيق الضحية و يدعى عز الدين.