تونس - أ ف ب، رويترز - تظاهر مئات التونسيين في العاصمة التونسية أمس احتجاجاً على تفشي البطالة وللتعبير عن تضامنهم مع شباب منطقة سيدي بوزيد، في وسط غرب البلاد، التي شهدت اشتباكات مع الشرطة أسفرت عن مقتل شخص واصابة عدد آخر برصاص قوات الامن أول من أمس الجمعة. وانطلقت التظاهرة، التي شارك فيها نقابيون وحقوقيون وطلاب ومدونون، من بطحاء محمد علي امام مقر الاتحاد التونسي للعمل لتجوب شارع المنجي سليم. ورفع المتظاهرون شعارات «يا حكومة عار عار الأسعار شعلت نار» و»الشغل استحقاق» و»لا لا للاستبداد» و»الحرية كرامة وطنية». وقدر نقابيون عدد المتظاهرين بنحو 500 شخص. وألقى بعضهم كلمات طالبوا فيها بحق الشبان الحاصلين على شهادات في عمل كريم يكفل حياتهم. وقال سفيان الشورابي، احد المشاركين في التظاهرة، ان المواطنين خرجوا بشكل عفوي للتعبير عن التعاطف مع شبان سيدي بوزيد المطالبين بحقهم في العمل. من جهته قال النقابي سليمان الرويسي ان المسيرة رسالة الى شبان سيدي بوزيد بأنهم ليسوا وحدهم، وان مطالبهم مشروعة وتتطلب حلولا عاجلة. واضاف «نحن هنا ايضاً لنقول (للحكومة) كفى للمعالجة الامنية، لأن الوضع سيزداد تعقيداً في حال استمر الوجود الامني بسيدي بوزيد والرقاب والمزونة والمكناسي وبوزيان». وكانت مصادر رسمية ونقابية أكدت أول من أمس ان مواجهات عنيفة اندلعت الجمعة بين متظاهرين والشرطة في ولاية سيدي بوزيد واسفرت عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى بينهم رجال شرطة. وقال محمد فاضل، العضو في نقابة التعليم الثانوي التونسية، ان المواجهات اندلعت في مدينة منزل بوزيان، الواقعة على بعد 60 كلم من سيدي بوزيد قبل عدة ايام، وأسفرت (الجمعة) عن مقتل المتظاهر محمد عماري (18 عاما) الذي اصيب برصاصة في صدره. وأضاف ان الشرطة استقدمت تعزيزات من سيدي بوزيد حاصرت منزل بوزيان (280 كلم جنوب العاصمة تونس) ومنعت الدخول اليها والخروج منها، كما اعتقلت عدداً كبيراً من الاشخاص. وشارك نحو الفين من سكان منزل بوزيان في التظاهرة التي وصفها المسؤول نفسه بانها كانت «عنيفة جدا». وذكر ناطق باسم وزارة الداخلية والتنمية التونسية ان «احداث شغب حدثت ظهر الجمعة (...) أحرقت خلالها مجموعات من الافراد عربة لأحد القطارات واضرمت النار في ثلاث سيارات للحرس الوطني قبل ان تهاجم مركز الحرس بالمدينة». واضاف ان «المجموعات حاصرت مركز الحرس الوطني وقذفته بالزجاجات الحارقة والحجارة وأضرمت النار فيه، بينما حاول عدد من الافراد اقتحامه بالقوة». واوضح ان «عناصر الحرس الوطني وجهت تحذيرات الى المهاجمين لكنهم واصلوا محاولتهم اقتحام المركز مستخدمين الزجاجات الحارقة ما اضطر بعض عناصر الحرس الى استعمال السلاح في نطاق الدفاع الشرعي عن انفسهم، الأمر الذي ادى الى مقتل احد المهاجمين وجرح اثنين آخرين فيما اصيب بعض عناصر الحرس الوطني بحروق بينهم اثنان في حالة غيبوبة». وتشهد ولاية سيدي بوزيد اضطرابات اجتماعية منذ 19 كانون الاول (ديسمبر) الجاري بعد يومين من محاولة انتحار اقدم عليها بائع متجول احتجاجاً على مصادرة الشرطة لعربته التي يستخدمها لبيع الخضر والفواكه في المدينة. ولاحقاً أحرق البائع نفسه واصيب بحروق يعالج منها في المستشفى قرب العاصمة.