رفضت مراكز تأهيل المعاقين في العاصمة المقدسة استيعاب 300 طفل وطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة بحجة محدودية طاقتها الاستيعابية وعدم قدرتها على تحمل تكاليف خدمتهم التي تتجاوز 900 ألف ريال في العام الواحد، وفي الوقت الذي أبدت فيه أسر المعاقين استعدادها لدفع الرسوم السنوية للتأهيل تمسكت المراكز برفضها قبولهم، الأمر الذي يكرس معاناة هذه الأسر في ظل عدم وجود مراكز متخصصة تحتضن أبناءهم، حيث تشير إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية إلى ازدياد كبير في عدد المصابين بالإعاقات العقلية كالتوحد ومتلازمة داون خلال العشر السنوات الأخيرة. إلى ذلك أكدت عدد من الأسر أنها راجعت جميع مراكز التأهيل في العاصمة المقدسة في محاولة لقبول أبنائها غير أن محاولاتها باءت بالفشل، ويطالب هؤلاء بزيادة الطاقة الاستيعابية للمراكز لإنهاء معاناتهم وتحقيق طموحاتهم في التحاق أبنائهم بالمراكز المتخصصة التي تطبق أحدث المعايير العلمية في التعامل مع مثل هذه الحالات الخاصة، إضافة إلى الكفاءة التي يمتاز بها الكادر البشري هناك. وفي المقابل أكدت الدكتورة نيرمين قطب مديرة التدريب والتأهيل في أحد مراكز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أنه من خلال استقبال المركز لعدد من أسر ذوي الاحتياجات قام المركز بتدقيق جميع الحالات وتطابقت شروط القبول على نحو 90 طفلا، ولا تزال على قائمة الانتظار لعدم استطاعة المركز قبولهم في الوقت الحالي، حيث يقوم المركز حاليا بخدمة 80 طفلا وهو الحد الاستيعابي الأقصى للمركز طبقا للمساحة وللكوادر البشرية المؤهلة للتعامل مع هذه الحالات. خيرية محمد مديرة أحد مراكز التأهيل أكدت بأن المركز يعتمد بشكل كبير على ما يقدم من العمل التطوعي التي تقدم للمركز سنويا للتخفيف من وطأة المبالغ الكبيرة التي يحتاجها المركز لتقديم خدمات ذات جودة عالية، حيث تبلغ تكلفة الطفل الواحد سنويا في مثل هذه المراكز 30 ألف ريال. يذكر أن المركز شهد بالتعاون مع جمعية أم القرى النسائية بمكة وقسم علم النفس بجامعة أم القرى فعاليات الملتقى الرابع لدعم وتطوير أداء الأسر والعملين في مجال التربية الخاصة.