في الوقت الذي أبدى فيه رؤساء بعثات الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ارتياحهم للانتخابات الرئاسية الجزائرية، واعتبروا أنها كانت شفافة، أعربت الولاياتالمتحدة عن "قلقها" من المزاعم التي تحدثت عن حصول تزوير في الانتخابات التي انتهت إلى فوز الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بأكثر من 90% من الأصوات، ولكن من دون أن تشكك في شرعية هذه الانتخابات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد آكر للصحافيين "قبل كل شيء سنكون سعيدين بالتعاون مع الرئيس بوتفليقة في الوقت الذي يبدأ فيه ولايته الثالثة". وأضاف، خلال مؤتمر صحافي، "نريد التعاون معه في الوقت الذي يواصل فيه إصلاحاته الاقتصادية والسياسية والمصالحة التي بدأها خلال ولايتيه السابقتين". وتابع "علمنا بأن هناك شكاوى وبأن بعض أحزاب المعارضة قاطعت الانتخابات، وسنتعاون مع الحكومة الجزائرية لحل هذه المسألة". وأضاف "نحن قلقون من هذه المسائل، ونأمل أن ترد عليها الحكومة، ولكن في الوقت الراهن لا نرى أي سبب يدفعنا للظن بأننا لن نواصل التعاون مع الرئيس (بوتفليقة) خلال ولايته المقبلة". وفاز الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بولاية ثالثة بحصوله على نسبة 90.24% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس، وبلغت نسبة المشاركة فيها 74.54% حسب النتائج التي أعلنت الجمعة. وتحدث منافسو بوتفليقة الأربعة عن "حالات تزوير". وانتقد كل من الإسلامي المعتدل محمد السعيد وموسى تواتي مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية نسبة مشاركة "مبالغ فيها"، في حين تحدث جمال بن عبد السلام مدير حملة مرشح حركة الإصلاح الإسلامية محمد جهيد يونسي عن نسبة "مضخمة"، بينما توقعت المعارضة تلك النسبة بما بين 18% إلى 25%. انتخابات "حرة وديمقراطية" من جهتهم، أعرب رؤساء بعثات الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عن ارتياحهم للانتخابات الرئاسية الجزائرية، واعتبروا أنها كانت "حرة وديمقراطية". وقال رئيس بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الإفريقي رئيس موزمبيق السابق يواكيم شيسانو إن "الانتخابات كانت حرة وشفافة ونزيهة". وأضاف "ليس هناك أي شك حول صدقية الأرقام التي أعلنت في هذه الانتخابات. لم نتلق أية شكوى من قبل المرشحين". وأوصى شيسانو مع ذلك السلطات الجزائرية ب"إدارة أفضل للبطاقات الانتخابية التي لم تستعمل" خلال الانتخابات المستقبلية، ولكنه لم يتحدث عن "سوء استعمالها". وأضاف "بالنسبة للانتخابات المقبلة، قلنا للسلطات أن تدير بشكل أفضل البطاقات الانتخابية التي رماها الناخبون في سلال المهملات، وكذلك البطاقات التي لم تستعمل". ومن ناحيته، قال ممثل الجامعة العربية الشاذلي نفاتي إن الانتخابات جرت في "جو ديمقراطي". وأكد أن "المواطنين صوتوا بدون أي إكراه"، ولكنه تحدث عن غياب ممثلين عن بعض المرشحين في مكاتب الانتخابات. أما رئيس بعثة منظمة المؤتمر الإسلامي طوفان سوكرو فقد أعرب عن "ارتياحه لحسن سير عمليات التصويت". وأعيد انتخاب الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثالثة مع 90.24% من الأصوات مع نسبة مشاركة وصلت إلى 74%، حسب النتائج الرسمية التي أعلنت الجمعة.