أعلنت الجزائر أمس فوزاً متوقعاً للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بولاية ثالثة بعد حصوله على أكثر من 90 في المئة من أصوات المشاركين في الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل يومين، لكن اللافت كان نسبة المشاركة «القياسية» التي تجاوزت 74.5 في المئة، والتي أجمع منافسو بوتفليقة والمعارضة على التشكيك فيها. وبحسب الأرقام التي أعلنها وزير الداخلية نور الدين زرهوني أمس وفاجأت المراقبين، لم تقارب نسبة المشاركة غير المسبوقة منذ إعلان التعددية في الجزائر في نهاية الثمانينات ثلاثة أرباع الناخبين فحسب، بل تجاوزت 90 في المئة في بعض الولايات وقاربت مئة في المئة في ولايات أخرى، مسجلة 97.42 في المئة في ولاية خنشلة (400 كلم جنوب شرقي العاصمة). وقال زرهوني في مؤتمر صحافي لإعلان النتائج إن بوتفليقة حصل على 90.24 في المئة، أي نحو 13 مليون صوت من مجموع 20.6 مليون مسجلين في القوائم الانتخابية، لم يصوت منهم خمسة ملايين. وحلت زعيمة «حزب العمال» لويزة حنون في المرتبة الثانية ب604 آلاف صوت، أي بنسبة 4.22 في المئة، فيما جاء رئيس «الجبهة الوطنية الجزائرية» موسى تواتي في المركز الثالث بعدما صوّت له 330 ألف ناخب، أي 2.31 في المئة، ثم المرشح الإسلامي محمد جهيد يونسي الذي صوت له 176 ألف ناخب، أي 1.37 في المئة. ولم يتمكن كل من علي فوزي رباعين ومحمد السعيد من تجاوز عتبة الواحد في المئة. وبين نسب التصويت المعلنة، كانت المشاركة في ولايات القبائل الأكثر جذباً لاهتمام المراقبين، خصوصاً أنها كانت منطلقاً لأبرز الدعوات إلى مقاطعة الاستحقاق الذي حشدت الدولة أجهزتها لتحقيق أكبر مشاركة فيه. وبلغت نسب المشاركة في ولاياتها الثلاث، بجاية 29.36 في المئة، وتيزي وزو 30.75 في المئة، والبويرة 66.47 في المئة. وبدا لافتاً تشديد وزير الداخلية على أن هذه المشاركة «سابقة» في تاريخ المنطقة. وقال إن النسب «كانت ربما مرشحة للارتفاع أكثر»، لولا المشادات التي نشبت بين أنصار المعارضة ومواطنين كانوا في طريقهم للتصويت. وأعلن أن يوم الاقتراع شهد «خمس عمليات متفرقة نفذها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي خلفت قتيلاً واحداً في الناصرية في ولاية بومرداس». وفي حين نوه بوتفليقة في رسالة شكر إلى الجزائريين ب «المشاركة القوية» ورآها «تعبيراً صادقاً عن تعلقهم بوطنهم وإرادتهم الحرة»، شكك المرشحون الخمسة الذين نافسوه في نسبة المشاركة المعلنة رسمياً، وتحدث بعضهم عن حدوث عمليات «تزوير» وانتهاكات خلال الاقتراع. واتفقت معهم في التشكيك في نسبة المشاركة المعلنة رسمياً أحزاب معارضة قدرت أن النسبة الفعلية لم تتجاوز 18 في المئة. لكن مصادر رسمية قالت ل «الحياة» إن غالبية احتجاجات المرشحين كانت «تقنية» ولا تتعلق ب «تزوير» النتائج.