أجرى وفد أرسله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تلبية لدعوة من الحكومة الجزائرية، لقاءات مع مسؤولين حكوميين وممثلي أحزاب سياسية، ركزت على مدى تأثير الدعوات المتزايدة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من الشهر المقبل. وأفيد أن الوفد «يحقق» في هذا الملف ليقدم إلى بان تقريراً عنه. وأرسلت المنظمة الدولية وفداً من ثلاث شخصيات ل «تقصي» طبيعة التحضيرات التي يجريها البلد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. وأكد ل «الحياة» مسؤولون التقوا أعضاء الوفد إن الأممالمتحدة «تتابع باهتمام بالغ فتور الشارع» إزاء الرئاسيات. وسيتضمن تقرير الوفد تقويماً للتحضيرات والضمانات التي قدمتها الحكومة لإعداد «انتخابات نزيهة وشفافة». ورغم أن الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى كان رسم «خريطة طريق» لمهمات المراقبين الدوليين وضعتها في حدود ضمان تطبيق شروط قانون الانتخابات ورصد نسبة التصويت، مؤكداً أن «استقدامهم لا يعني فتحاً للباب أمام الأجانب للتدخل في شؤون الجزائر»، فإن الأممالمتحدة ذهبت بعيداً في مناقشة ملفات الرئاسيات، خصوصاً ما يتعلق بالأسباب وراء «مقاطعة» أحزاب للاستحقاق. وسيراقب الانتخابات مئة من الاتحاد الأفريقي ونحو 80 من الجامعة العربية و8 من «منظمة المؤتمر الإسلامي» و6 من الأممالمتحدة. وكشف حزب «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» الذي أعلن تجميد نشاطاته ومقاطعة الرئاسيات، على سبيل المثال، أن الوفد الأممي طلب من قيادات الحزب في لقاء الأسبوع الماضي تحليلاً للأوضاع السياسية في البلاد مع اقتراب الانتخابات. وركز رئيس الحزب سعيد سعدي على نقطة تعديل الدستور التي وصفها أمام المبعوثين الأمميين ب «الانقلاب»، في تبريره «برودة» تعاطي الجزائريين مع الانتخابات. والتقى الوفد أيضاً قيادات «جبهة القوى الاشتراكية» التي قاطعت الرئاسيات. ومن المرشحين، التقى علي فوزي رباعين رئيس حزب «عهد 54»، وشخصيات حكومية آخرها نائب رئيس المجلس الشعبي مسعود شيهوب. وفي اليوم الرابع من الحملة الانتخابية، تعهد مرشح «الجبهة الوطنية الجزائرية» موسى تواتي إجراء تعديلات على الدستور في حال فوزه، لكن ليس قبل «أن يحل البرلمان لأن معظم النواب فيه وصلوا عن طريق الكوتا (المحاصصة)». واختار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ولاية سطيف، وهي ثاني أكبر مدن الجزائر، لمخاطبة الرياضيين، مؤكداً أن الرياضة «أولوية وطنية». وتوعد بمحاربة المرتشين في قطاع الرياضة. ووعد المرشح رباعين في وهران (400 كلم غرب العاصمة) برد الاعتبار للمجالس المنتخبة. وقال إن برنامج حزبه يدعو إلى أن تكون الصحافة «حرة ومستقلة ولإعطاء الفرصة لأصحاب المهنة». وتوجهت المرشحة لويزة حنون إلى ولاية معسكر وسعيدة غرباً، فيما أحيى المرشح محمد السعيد ثلاثة تجمعات في يوم واحد، في ولايات قسنطينة وأم البواقي وخنشلة. أما المرشح جهيد يونسي، ففضل ولاية بومرداس التي طالب منها برفع حال الطوارئ.