يتوجه الناخبون الجزائريون غدًا الخميس إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في رابع انتخابات رئاسية تعددية تشهدها الجزائر ، وسط توقعات بفوز الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وحسبما ذكرت جريدة "الحياة" اللندنية ، كثّفت الأجهزة الحكومية عقب انتهاء الحملات الانتخابية من دعواتها إلى ضرورة المشاركة في الاقتراع بهدف إفشال دعوات المعارضة إلى المقاطعة، بالتزامن مع إجراءات أمنية في كبريات المدن الجزائرية. ويصوّت في هذه الانتخابات قرابة 20.6 مليون ناخب جزائري مسجلين في القوائم الانتخابية، منهم أكثر من 900 ألف مسجلين في الخارج. وشرعت أجهزة الأمن في الجزائر العاصمة في استخدام أجهزة كشف عن المتفجرات، وكان واضحاً، أن الحواجز الأمنية الرئيسية في داخل الولاية والتي تسهر عليها فرق الشرطة المرورية، قد زُوّدت بهذه الأجهزة، سيما الواقعة منها على مقربة من مراكز التصويت في انتخابات الغد. ويتنافس على منصب الرئاسة ستة مرشحين أوفرهم حظاً بوتفليقة الذي يسعى إلى الحصول على ولاية ثالثة ، حيث وعد خلال حملته الانتخابية وعوداً بالعمل على إخماد نار الفتنة وإعادة الأمن والسلم والاستقرار. واشتكى منافسو الرئيس الجزائري خلال الحملة الانتخابية مما سمّوه "انحيازاً" من الإدارة لمصلحة بوتفليقة ، حيث أكدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن التلفزيون والإذاعة والصحف التابعة للدولة أقصت في شكل تام كل الأصوات المنادية إلى مقاطعة الرئاسيات وأعطت حيّزاً مهماً جداً للأصوات الداعية إلى المشاركة. المرأة الوحيدة : وحسبما ذكرت وكالة "الصحافة الفرنسية" ، تعد لويزة حنون البالغة من العمر 56 عامًا المرأة الوحيدة بين المرشحين ، حيث سبق أن رشحن نفسها عام 2004 وحصلت على 1 في المئة من الأصوات وتتزعم حزب العمال (تروتسكي) ، وهي تتمتع بشهرة لنضالها من أجل حقوق المرأة ومكافحة الرأسمالية والخصخصة التي أدت إلى تسريح مئات آلاف الأشخاص، على حد قولها. وتدعو حنون إلى إعادة تأميم المؤسسات التي بيعت للقطاع الخاص واعادة الاعتبار للوظيفة العمومية وتطالب ب السيادة الوطنية على المحروقات والموارد المنجمية والمائية والاتصالات. وطني متشبع: وينافس بوتفليقة أيضا علي فوزي رباعين (54 عاماً) ، وسبق أن ترشح أيضا في 2004 ، حيث يعتبر نفسه وطنياً متشبعاً بمبادئ حرب التحرير (1954-1962) ،وقُتل والده خلال تلك الحرب وكانت أمه من المجاهدات. وحكم عليه بالسجن 13 سنة لأنه كان سنة 1965 من مؤسسي رابطة حقوق الإنسان. وعفي عنه في 1987 وأسس حزب «عهد 54» . المرشح الأصغر سنا: والمنافس الثالث هو محمد جهيد يونسي (48 سنة): الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني (الاسلامية) وأصغر المرشحين سناً في انتخابات التاسع أبريل/ نيسان يمثل المعارضة الاسلامية. ولد في عنابة (شرق) وهو متزوج وأب لستة أبناء ويدعو إلى المصالحة والتغيير بالوسائل السلمية والنضال. ويقول إنه يريد إعادة الأمل الى الجزائريين، ويدعو إلى المصالحة الوطنية وإلى عفو عام عن الاسلاميين المسلحين. وتخرج يونسي في الهندسة الميكانيكية من جامعة عنابة ثم حصل على شهادة الدراسات المعمقة في السمعيات من جامعة لوي باستور في ستراسبورغ (شرق فرنسا) ودكتوراه في علم الآلات من مدرسة باريس المركزية. وطنية منفتحة واقتصاد متنوع: والمنافس الرابع موسى تواتي (56 عاماً): زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية ومرشحها للانتخابات. كان يعمل في الجمارك قبل دخول المجال السياسي بتأسيس حزبه سنة 1999. ولد في بني سليمان قرب المديةجنوب العاصمة وهو أب لثلاثة أبناء وعمل في الوظيفة العمومية من 1972 إلى 1988. ويعتبر موسى تواتي نفسه معارضاً ويدعو إلى وطنية منفتحة واقتصاد متنوع ومن دون تبعية للمحروقات. وقد فاجأ حزبه الجبهة الوطنية الجزائرية في الانتخابات البلدية في تشرين الأول (اكتوبر) 2007 بفوزه بالمرتبة الثالثة وراء جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي. توزيع للثروات: والمنافس الخامس هو محند أوسعيد بلعيد أو محمد السعيد (62 عاماً) وهو زعيم حزب الحرية والعدالة الذي تأسس أخيراً من معارضين إسلاميين. ويدعو محمد السعيد الذي كان ناطقاً باسم الإسلامي المعتدل أحمد طالب الابراهيمي في الانتخابات الرئاسية سنة 1999، إلى تخفيف معاناة المواطنين اليومية وإلى تغيير بالطرق السلمية والمصالحة الوطنية واعادة توزيع عادل لثروات البلاد. انخفاض نسبة المقاطعة: وأظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرت أمس الثلاثاء أن نسبة من يشاركون في الانتخاب من العينة بلغ 59 بالمائة، أي تسجيل نسبة مقاطعة بواحد وأربعين بالمائة. ويجدد 71 بالمائة من الناخبين الثقة في الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة فيما تكسب زعيمة حزب العمال الويزة حنون 4, 9 من أصوات معارضيه مقابل نحو 3 بالمائة لرئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي و 3, 1 بالمائة للمرشح الحر محمد السعيد و 2, 1 بالمائة لرئيس حزب عهد 54» علي فوزي رباعين و 6, 0 بالمائة للمرشح الإسلامي رئيس حركة الاصلاح محمد جهيد يونسي. وأفادت النتائج أن نسبة النساء أكثر في الإقبال على الاقتراع بنسبة 64 بالمائة من مجموع المشاركين. وأن 54 بالمائة من المقبلين على المشاركة لا يعرفون برامج المتنافسين وأن الاختيار سيتم في الغالب على تاريخ المرشح وشخصه وليس على البرنامج. و توقعت الدراسة أن تسجل ولايات تيزي وزو كبرى ولايات القبائل و باتنة مسقط رأس الرئيس السابق اليمين زروال و عنابة التي ينتمي إليها الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد أعلى نسبة مقاطعة في انتخابات الغد.