يتوجّه غداً الخميس الناخبون الجزائريون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في رابع انتخابات رئاسية تعددية تشهدها الجزائر، وإن كان ثمة إجماع على أنها لن تحمل مفاجآت عند إعلان أن الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة فاز بها. وكثّفت الأجهزة الحكومية في الساعات التي أعقبت نهاية الحملة الانتخابية للمرشحين الستة، من دعواتها إلى ضرورة المشاركة في الاقتراع بهدف إفشال دعوات المعارضة إلى «المقاطعة»، بالتزامن مع إجراءات أمنية في كبريات المدن الجزائرية. ويتنافس على منصب الرئاسة ستة مرشحين أوفرهم حظاً بوتفليقة الذي يسعى إلى الحصول على ولاية ثالثة. وهو أطلق خلال حملته الانتخابية وعوداً بالعمل على إخماد نار الفتنة وإعادة الأمن والسلم والاستقرار. «انحياز» واشتكى منافسون لبوتفليقة خلال الحملة الانتخابية مما سمّوه «انحيازاً» من الإدارة لمصلحة بوتفليقة. ورصدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في دراسة أعدتها عن تناول وسائل الإعلام المحلية للحملة الانتخابية، «إنحياز» الإعلام الحكومي للرئيس المرشح بوتفليقة. وجاء في الدراسة التي عرضت نتائجها، أمس، أن التلفزيون والإذاعة والصحف التابعة للدولة «أقصت في شكل تام كل الأصوات المنادية إلى مقاطعة الرئاسيات وأعطت حيّزاً مهماً جداً للأصوات الداعية إلى المشاركة». ويصوّت في هذه الانتخابات قرابة 20.6 مليون ناخب جزائري مسجلين في القوائم الانتخابية، منهم أكثر من 900 ألف مسجلين في الخارج. وتحتل فئة الناخبين البالغين من العمر بين 31 سنة و40 سنة صدارة الهيئة الانتخابية حيث تمثل 24 في المئة من الهيئة الناخبة، وتشير إحصاءات وزارة الداخلية إلى أن عدد المسجلات من النساء للانتخابات يفوق نسبة 55 في المئة، فيما بلغت بالنسبة إلى الرجال المسجلين 45 في المئة. وشرعت أجهزة الأمن في الجزائر العاصمة في استخدام أجهزة كشف عن المتفجرات، وكان واضحاً، أمس، أن الحواجز الأمنية الرئيسية في داخل الولاية والتي تسهر عليها فرق الشرطة المرورية، قد زُوّدت بهذه الأجهزة، سيما الواقعة منها على مقربة من مراكز التصويت في انتخابات الغد. منافسو بوتفليقة وفي ما يأتي نبذة أوردتها وكالة «فرانس برس» عن المرشحين الخمسة المنافسين لبوتفليقة في الانتخابات الرئاسية. - لويزة حنون (56 عاماً): المرأة الوحيدة بين المرشحين. ترشحت إلى انتخابات 2004 وحصلت على 1 في المئة من الأصوات وتتزعم حزب العمال (تروتسكي). وهي تتمتع بشهرة لنضالها من أجل حقوق المرأة ومكافحة الرأسمالية والخصخصة التي أدت إلى «تسريح مئات آلاف الأشخاص»، على حد قولها. ونجحت لويزة حنون المتحدرة من عنابة (شرق) والمتحمسة دائماً والحادة اللهجة، في فرض نفسها كشخصية بارزة في المعارضة لصراحتها التي يعترف بها حتى خصومها. وهي تدعو إلى إعادة تأميم المؤسسات التي بيعت للقطاع الخاص واعادة الاعتبار للوظيفة العمومية وتطالب ب «السيادة الوطنية» على المحروقات والموارد المنجمية والمائية والاتصالات. - علي فوزي رباعين (54 عاماً): ترشح في 2004 (0.63 في المئة). يعتبر نفسه «وطنياً» متشبعاً بمبادئ حرب التحرير (1954-1962). قُتل والده خلال تلك الحرب وكانت أمه من «المجاهدات». وحكم عليه بالسجن 13 سنة لأنه كان سنة 1965 من مؤسسي رابطة حقوق الإنسان. وعفي عنه في 1987 وأسس حزب «عهد 54» (اشارة الى سنة 1954 التي اندلعت فيها الثورة الجزائرية). - محمد جهيد يونسي (48 سنة): الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني (الاسلامية) وأصغر المرشحين سناً في انتخابات التاسع من نيسان (ابريل). يمثل المعارضة الاسلامية. ولد في عنابة (شرق) وهو متزوج وأب لستة أبناء ويدعو إلى المصالحة والتغيير بالوسائل السلمية والنضال. ويقول إنه يريد إعادة «الأمل» الى الجزائريين، ويدعو إلى المصالحة الوطنية وإلى عفو عام عن الاسلاميين المسلحين. وتخرج يونسي في الهندسة الميكانيكية من جامعة عنابة ثم حصل على شهادة الدراسات المعمقة في السمعيات من جامعة لوي باستور في ستراسبورغ (شرق فرنسا) ودكتوراه في علم الآلات من مدرسة باريس المركزية. - موسى تواتي (56 عاماً): زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية ومرشحها للانتخابات. كان يعمل في الجمارك قبل دخول المجال السياسي بتأسيس حزبه سنة 1999. ولد في بني سليمان قرب المديةجنوب العاصمة وهو أب لثلاثة أبناء وعمل في الوظيفة العمومية من 1972 إلى 1988. ويعتبر موسى تواتي نفسه معارضاً ويدعو إلى وطنية منفتحة واقتصاد متنوع ومن دون تبعية للمحروقات. وقد فاجأ حزبه الجبهة الوطنية الجزائرية في الانتخابات البلدية في تشرين الأول (اكتوبر) 2007 بفوزه بالمرتبة الثالثة وراء جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي. - محند أوسعيد بلعيد أو محمد السعيد (62 عاماً): زعيم حزب الحرية والعدالة الذي تأسس أخيراً من معارضين إسلاميين. ويدعو محمد السعيد الذي كان ناطقاً باسم الإسلامي المعتدل أحمد طالب الابراهيمي في الانتخابات الرئاسية سنة 1999، إلى «تخفيف معاناة المواطنين اليومية» وإلى تغيير بالطرق السلمية والمصالحة الوطنية واعادة توزيع «عادل» لثروات البلاد. ولد في بو عدنان قرب تيزي وزو في منطقة القبائل (شرق) وهو أب لثلاثة أبناء. حصل على ليسانس في الحقوق سنة 1971 وعمل في التلفزيون الرسمي ومديراً عاماً لوكالة الانباء الجزائرية (1981-1982) ثم مدرّساً، وأنهى مشواره خلال التسعينات في المجال الديبلوماسي الذي التحق به مع بداية ثمانينات القرن الماضي.