المشهد الأخير في وداع أحمد والده يجهش بالبكاء. شهدت الطائف أمس ودائعية حزينة للطفل أحمد وهو محمول على أكتاف الأهالي لمقبرة العباس بعد أسبوعين من قصته «الدموية» التي أبكت العيون وأقلقت المضاجع، مسدلا الستار على قصة لايزال صداها يتردد في أرجاء المحافظة ألما على تفاصيلها ومعاناة لفراق طفل لا ذنب له سوى أنه عاش 4 أعوام ببراءة، حيث شيع أكثر من 1000 شخص من أهالي الطائف أمس الطفل المغدور به من قبل (زوجة أبيه)، وذلك بعد أن أديت عليه صلاة الميت في مسجد العباس عقب صلاة الظهر مباشرة بعد أسبوعين من قتله، فيما تم نقل جثمانه من قبل جموع المشيعين إلى مقبرة العباس، قبل أن تتقبل أسرته العزاء في ذات المقبرة. وفي الوقت الذي سيطر الحزن على أجواء التشييع منذ بدايتها بنقل جثمان الطفل من والده وأقاربه باتجاه المقبرة، توقفت الحركة في الشارع المجاور للمقبرة لكثافة الحضور والذين حرصوا على المشاركة في التشييع ومواساة ذوي الطفل. إلى ذلك، تقدم كبار المشاركين في التشييع ومراسم الدفن قائد قاعدة الملك فهد الجوية اللواء طيار ركن فياض بن حامد الرويلي وعدد من زملاء والد الطفل في جهة عمله، فيما شارك آخرون من المواطنين والذين بدأت عليهم علامات الحزن لوقع المصاب والذي كان الحدث الأبرز بالمحافظة طيلة الأسبوعين الماضية. ولم يتمالك والد الطفل فهد الغامدي نفسه وهو يشاهد طفله يوضع في القبر لينهار داخل المقبرة ويجهش بالبكاء بينما كان جد أحمد لوالده متماسكا لحظة عملية الدفن. وتزامن دفن جثمان الطفل أحمد مع نقل قاتلته من السجن العام إلى منزل زوجها بحي الشرقية وسط حراسة مشددة لتمثيل جريمتها بعد أن صدقت هيئة التحقيق والادعاء العام أقوالها شرعا في المحكمة الشرعية. وأغلقت الجهات الأمنية الشوارع المحيطة بمنزل الجانية أثناء تمثيلها الجريمة ومنع الدخول والخروج من العمارة التي كانت تسكن فيها الزوجة القاتلة مع زوجها وطفله المجني عليه, كما أغلق أيضا الشارع المحيط بالمنزل. قصة أحمد والتي بدأت قبل أسبوعين بادعاء اختفائه من قبل زوجة أبيه (القاتلة) صبيحة يوم الثلاثاء قبل الماضي، وذلك قبل أن تعترف يوم الأربعاء الماضي بقتله ورمي جثته في عمارة مهجورة بحي معشي، فيما تم دفنه أمس في مقبرة العباس في الطائف. وبدفن "طفل الطائف القتيل" يُسدل الستار على إحدى أبشع الجرائم في المحافظة، التي تناقلتها وسائل الإعلام، وتفاعل معها أطياف المجتمع السعودي، حيث أفضت تحقيقات الجهات الأمنية إلى ضلوع زوجة والده في قتله، عقب أن اعترفت بضربه بعصا وضرب جسده بالأرض حتى فارق الحياة، ثم قامت بوضعه في كيس نفايات ونقله إلى حي آخر ووضع جثته في عمارة تحت الإنشاء.