مررت في احدى الصباحات على زميل لي باكستاني الجنسية لغرض العمل واذا به منهمكا في قراءة كتاب شكله الخارجي اقرب لكونه قاموس اكسفورد أما ماكان بداخله فكان مبهم الهوية بالنسبة لي على الأقل وبما اني اعاني من هوس القراءة أحببت أن أشبع فضولي فلم أتردد بسؤاله عن موضوع هذا الكتاب ,قرأ لي أسمه: "عوارف المعارف" وبما أن اسمه فيه من الغموض الشئ الكثير سألته عن المعنى فقال بانه عن الصوفيه وكيفية التقرب الى الله بأفضل الطرق,وكيف نصبح أصدقاء "للرب" على حد تعبيره وانه في طريقه للتصوف ,واذا بصرخة تدوي من احدى زميلاتي تتبعها شهقه:استغفر الله ماذا يقول؟؟! ولماذا غير مذهبه الصحيح طريق السلف الصالح؟واردفتْ تقول بأنه مسكين وانها ترثى لحاله فقد سلك الطريق الخاطئ وانه يجب ان يتراجع فسألتها بدوري ماذا تعرفين عن الصوفيه؟قالت لاشي لكن مااعرفه بأن كبار العلماء كفروا الصوفيين وبانها احدى الفرق الضاله,قلت لها هل تعرفين بأن الصوفيه طائفة من المسلمين وبأن لقب "الصوفي"يطلق على كل من ينقطع عن الدنيا زهداً وعبادةَ,وبأن هناك الكثير من كبار العلماء متصوفين كالغزالي,وابن العربي,وابن حجر وغيرهم,وحتى ابن تيميه على الرغم من تشدده وهجومه على هذه الطائفه فكان لا يرى بأسا في بعض افكارهم وماجاءو به: (طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله) مجموع الفتاوى. أصبحت صديقتي تتمتم بأن ماندرسه في "السعودية" هو الدين الصحيح وبأن هذا هو الطريق الوحيد للوصول الى الله فأخبرتها بأنه لا اعتراض على ماتقولين ولكن كل انسان مجبول على الظن بأن ماتربى عليه هو الصحيح ولن يشغل نفسه بالتفكير والبحث وهذا عكس ماأمرنا الله به فكانت اول ايه :"اقرأ باسم ربك الذي خلق",وجل ماأرمي اليه هنا بأن لكل مذهب اسلامي ظروفه التي نشأ بسببها وبأن كلا منها يتميز عن الاخر بشئ يجعل أصحابه يظنون بأنهم هم الفرقه الناجيه وبأن الجنة ماسخرت الا لهم,وجملة القول بأنه يبحث عن الله في كل مكان بين طيات الكتب,وفي احرف القران ولعله وجد الصوفيه هي مااستكانت لها نفسه ووجد بأنه أقرب لله بهذه الوسيله اكملت صديقتي الاستغفار لاستماعها لي ولذنب هذا الرجل الذي لايزال في رحلة بحثه عن الله. فاطمة صالح