يقولون \"الحاجة ام الاختراع\" و\"للضرورة أحكام\"، هذا ينطبق على أهالي قطاع غزة، ممن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم خلال حربها الأخيرة والتي أدت الى تدمير آلاف المنازل والمؤسسات والممتلكات. ويقدّر عدد المنازل التي هدمت في قطاع غزة بحوالي 20 ألف منزل، إضافة إلى العشرات من المنشآت الحكومية والمساجد والمدارس والعيادات. وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد، ومنع إدخال مواد البناء تفاقمت معاناة أهالي قطاع غزة، ولاسيما أصحاب المنازل المدمرة والذين أصبحوا بدون مأوى. المعاناة الشديدة دفعت الغزيون الى التفكير في بدلائل تعود الى عهد الآباء والأجداد، لتقيم من برد الشتاء وحر الصيف. ويعتمد الفلسطينيون في الوقت الحالي في تشييد مبانيهم على الخرسانة المسلحة والأسمنت، لكن في ظل انعدامه لجئوا الى إعادة أعمار بيوتهم بواسطة الطين المتوفر في غزة ولا تطاله يد الحصار. الفلسطيني (أبو محمد) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بدأ في بناء منزل المدمر خلال الحرب الاسرائيلية من الطين. وقال ل (السعودية): إنه بدأ في هذه الخطوة بعد أن فقد الأمل في دخول مواد البناء واعادة الاعمار، مشيراً الى أن ذلك يعتبر أفضل من السكن في خيمة. واضاف كان أبائنا وأجدادنا قبل خمسين سنة يعيشون في بيوت طينية، فهي دافئة في الشتاء وباردة في الصيف، منوهاً الى أسرته تتكون من 13 فرداً. من جانبه، يفكر محمد عبد ربه هذه الأيام بجدية في باعادة بناء بيته بالطين، لأنه متوفر ورخيص. وأكد ل (السعودية)، أن الحديد والأسمنت غير متوفرين في غزة بسبب الحصار الاسرائيلي ولا يوجد أمل برفع الحصار واعادة اعمار ما دمره الاحتلال. وقال وهو يتفقد منزله المدمر في عزبة عبد ربه شمال شرق قطاع غزة: إنه سئم الانتظار والعيش في خيمة، مؤكداً أن بيت الطين أفضل كما سمع ممن هم أكبر منه سناً. فمن جهتها، شكلت وزارة الأشغال العامة والاسكان في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، لجنة لإجراء دراسات عملية لإنشاء نماذج من الأبنية والمنشآت الطينية والاستفادة من ركام وأنقاض المنازل والمباني المدمرة. وقال ر وزير الأشغال العامة والإسكان يوسف المنسي في بيان تلقت (السعودية) نسخة منه، أن حكومته ستقيم نماذج من هذه المباني منها مسجد ومدرسة وعيادة، وسيتم تقييمها كتجربة، ومن ثم البدء في التوسع بتنفيذ هذه المشروعات، حيث تسعى الحكومة في قطاع غزة لتطوير فكرة إنشاء المباني الطينية عوضا عن المباني التي تستخدم الاسمنت لشحه في غزة وبسبب أيضا تأخر إعادة اعمار القطاع. وأضاف المنسي بإمكانياتنا المحدودة نستطيع إنشاء مباني ذات طوابق محدودة قد تفي بالغرض\"، مشيرا إلى أن المشكلة تبقى في التشطيبات النهائية للمباني والمنشآت التي يتم بنائها من الطين مثل الأبواب والشبابيك والتركيبات الكهربائية والصحية. وشدد على تصميم أهل غزة لتجاوز هذه المرحلة وتحديه، منوها الى أن حكومته تبذل جهودا كبيرة في التواصل مع الحكومات والمؤسسات العربية والدولية من اجل فتح المعابر وإدخال الأسمنت ومواد البناء للقطاع. وأشار إلى أن الحكومة في غزة تواصل اتصالاتها وجهودها من أجل العمل على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وبدء تنفيذ مشاريع الأعمار وإعادة الحياة لقطاع غزة.