تحل على قطاع غزة يوم غد 27 من ديسمبر، الذكرى الأولى للحرب البشعة التي شنتها إسرائيل، والتي أدت إلى تدمير آلاف المنازل وتريد عشرات آلاف المواطنين، الذين اضطروا للسكن في الخيام، التي قدمتها لهم المؤسسات الإنسانية، ووكالة (الأونروا)، بانتظار الوعود المحلية والدولية، لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال. ولكن مع تبخر الوعود بالبناء والإعمار، فإن المواطن الغزي اضطر ومع ضغط الظروف المعيشية القاسية، ومع دخول فصل الشتاء، إلى بناء منزله المدمر بما توافر من مواد محلية، في ظل منع إسرائيل دخول مواد البناء من حديد وإسمنت وخلافه. وكان البديل لدى المواطن هذه المرة بدلا من الخيام التي أقام فيها لمدة عام، تشييد بيوت الطين والتي يحتاج تجهيزها إلى عمل شاق، حيث قال المواطن محمد عبد ربه، من «عزبة عبد ربه» في منطقة بيت لاهيا شمال القطاع، التي دمرها الاحتلال عن آخرها، إنه بعد تجهيز الطين تسكب في قوالب على شكل الحجر ثم تترك لثلاثة أيام كي تجف ثم يشرع البناؤون باستخدامها في بناء المنزل. ويروي محمد الذي كان يملك منزلا كبيرا أقيم على مساحة 250 مترا، وتعرض للقصف والتدمير أثناء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عام، وهو ما تركه وأسرته مهجرين ينتقلون من منزل إلى آخر، قبل أن يقطن في خيمة لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء. وقال عبد ربه إنه اضطر لبناء منزله من الطين، بعد أن اصطدم بمنع إسرائيل دخول الإسمنت والحديد ومواد البناء الأخرى بحجة أن الفصائل الفلسطينية تستخدمها في بناء الأنفاق وصناعة الصواريخ. المحاولات التي بدأت فردية، وبمبادرة من المواطنين الذين دمرت منازلهم، وحتى وكالة (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة لم تستطع كسر الحصار الإسرائيلي لإدخال مواد البناء، وبناء مدارس ومنازل اللاجئين الفلسطينيين الذين ترعاهم في قطاع غزة، الذين يمثلون 70 في المائة من عدد سكانه، فاضطرت هي الأخرى إلى بناء يغض ما تدمر بالطين، وقد قام مدير الوكالة في غزة الإيرلندي جون جينغ، بتدشين أول مدرسة تتكون من عدة فصول، بنيت بالطين على طراز جميل، في مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع.