\"السعودية\"زكريا المدهون\"غزة\" يواجه الصيادون الفلسطينيون في قطاع غزة يومياً اعتداءات ومضايقات جمة من قبل الزوارق الحربية الاسرائيلية متمثلة بإطلاق النار والاعتقال وتدمير مراكب صيدهم وحرمانهم من الصيد. ويؤكد العديد من الصيادين أنهم يعيشون واقعاً مريراً وصعباً بفعل الملاحقات والمضايقات اليومية من قبل الزوارق الحربية الاسرائيلية، مما يكلفهم أحياناً أرواحهم، وأحياناً أخرى مصادر رزقهم الوحيد بعد تدمير وتخريب مراكب صيدهم. معاناة الصيادين في غزة لم تتوقف عند هذا الحد، بل هناك مشاكل أخرى تواجههم تتمثل في انقطاع \"الوقود\"، حيث تعمل مراكبهم على الوقود، مما يجبرهم عن التوقف عن العمل لأيام طويلة. الصياد إسماعيل الشرافي (55 عاماً)، يمارس مهنة الصيد منذ أكثر من ثلاثين عاماً، قال: إنه يفكر بالتوقف عن عمله وترك هذه الحرفة بسبب القرصنة الاسرائيلية والمضايقات والملاحقات التي يتعرضون لها يومياً. وأشار الصياد الشرافي وهو يجلس لتصليح شباكه قرب ميناء الصيادين في مدينة غزة، الى قيام \"الطراد\" وهو سفينة حربية بملاحقتهم يومياً واطلاق النار عليهم بحجة تجاوزهم المساحة المخصصة للصيد. وأكد أن هذه المساحة ضيقة جداً لا تتجاوز عدة كيلو مترات، ما أثر على كمية الصيد التي يحصلون عليها، منوهاً الى أنها لا تساوي التعب والسهر وثمن الوقود. من جهته، أكد الصياد محمد بكر أن الزوارق الحربية الاسرائيلية تقوم بين الحين والآخر بإطلاق النار بكثافة من أسلحة ثقيلة باتجاه الصيادين رغم التزامهم بالتعليمات. وأشار بكر إلى أن الزوارق تجبر الصيادين على مغادرة البحر وترك شباك الصيد عرضة للتلف والخراب، موضحاً أن المعاناة التي يعيشها الصيادون ليست بالبسيطة إضافة إلى مجموعة العوائق التي يلاقونها في مهنتهم، كالنقص الحاد في معدات الصيد من أحبال وقطع غيار لصيانة المراكب والمولدات والشباك. وأكد نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، أن خسائر قطاع الصيد المباشرة خلال فترة الحرب على غزة تتجاوز الأربعمائة ألف دولار، بسبب الأضرار التي لحقت بقوارب الصيد ومعدات الصيادين، فيما بلغت قيمة الخسائر غير المباشرة أكثر من مليون وسبعمائة ألف دولار أمريكي. وأوضح عياش، أن خسائر الصيادين المباشرة منذ بدء الانتفاضة تزيد عن السبعة عشرة مليون دولار أمريكي، مؤكدا ان الأمور ستزيد سوءا في حالة استمرت اعتداءات الاحتلال حيث ان ما نسبته عشرة بالمائة فقط من مراكب الصيد تعمل فقط في هذه الآونة. وحذر من خطورة خسارة الصيادين لموسم الصيد الحالي الذي بدأ فعليا قبل عدة أيام، بسبب تقليص الاحتلال مسافة إبحار الصيادين إلى ثلاثة أميال، واعتداءاته المستمرة بحق الصيادين من إطلاق للنار واعتقال وتدمير لقوارب الصيد. وأشار إلى أن ثلاثة آلاف صياد باتوا يعيشون تحت خط الفقر، مطالبا ببلورة برنامج لدعم وتعويض الصيادين أسوة بالقطاعات الأخرى، واصفاً ما يقوم به الاحتلال بعملية قرصنه تستهدف مقدرات الشعب وحقوقه المشروعة.