في ظل الأجواء المعقدة للحصار الذي يعيشه سكان قطاع غزة، وما يصاحب ذلك من اعتداءات إسرائيلية متواصلة تهدف إلى مواصلة التضييق والتنغيص على المواطنين في حياتهم اليومية، فإن شريحة الصيادين الغزيين تعتبر من أكثر الفئات التي تتعرض لاعتداءات قوات الاحتلال، من خلال قصف مراكبهم وممتلكاتهم ومنعهم من الصيد لأيام متواصلة؛ بحجة البحث عن أسلحة مهربة في البحر عبر مراكبهم. من جهته، قال نقيب الصيادين نزار عياش إن نحو 3600 مركب للصيد تعمل في شواطئ غزة (تعول ما يقارب 50.000 أسرة)، يعانون من سياسة الاعتقال المستمر بحقهم ولأتفه الأسباب، مؤكدا أن ادعاءات الإسرائيليين كاذبة والاعتقالات تجري بلا أي ذنب يقترفه الصياد، موضحا أن ما يقارب عشرة صيادين شهريا يجري اعتقالهم ويتعرضون للضرب والتحقيق المهين، ومن ثم يفرج عنهم دون مراكب صيدهم. الصياد عاطف (23 عاما) من الذين اعتقلهم الاحتلال من على متن قاربه، أوضح بعضا من ملابسات عملية الاعتقال، إذ قال إنه أثناء عملية الصيد وفي نحو الساعة الثالثة عصرا «كنت وخمسة من الصيادين على متن قارب الصيد ففوجئنا بالطراد الإسرائيلي يقترب منا ويطلق جنوده النار في الهواء في محاولة لاعتقالنا، وأرغمونا على خلع ملابسنا والنزول في الماء في البرد القارس، ليجري بعدها تقييدنا وتعصيب أعيننا والذهاب بنا نحو ميناء أسدود، ومن ثم دخلنا في غرفة حجز لعدد من الساعات جرى أثناءها الإساءة إلينا بأشكال مختلفة، وعند الإفراج عنا صادروا مركب الصيد بما عليه من أسماك ومعدات». وقال إنه سيواصل البحث عن لقمة العيش التي يعيل بها أسرته. أما الصياد زكي (50 عاما) الذي صادرت بحرية الاحتلال مركبه رابع أيام عيد الأضحى المبارك فقال إن عمليات الاعتقال التي تجري تكون داخل المنطقة المسموح لنا بالصيد فيها وهي أربعة كيلو مترات فقط، علما أن اتفاق أوسلو سمح لنا بالصيد لمسافة 12 كيلو مترا، موضحا أن ممارسات جنود جيش الاحتلال تتمثل في إطلاق النار على المراكب، وتعطيل المعدات، وتقييد الأيادي، وتعصيب الأعين ثم الدخول في مراحل مختلفة من التحقيق، مبينا أنه سأل أحد الضباط الإسرائيليين عن سبب اعتقالهم ومصادرة مراكبهم، فأجابه الضابط: حينما تفرجون عن شاليط سنفرج عن مراكبكم. وأوضح زكي أن عمليات المضايقات والاعتقال موجودة منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.