تبا لنشرات الأخبار! كنت أعتقد أن الكلام حول المخاطر الصحية الناجمة عن متابعة نشرات الأخبار : مجرد شائعات حتى استيقظت صباح اليوم الخامس عشر من العدوان القذر على غزة وأنا مقطب الحاجبين!!..\"وبوزي\" يصل النصف متر..وعيناي الحمراوتان في حالة حركة سريعة!!..وهذه – والعلم عند الله – أعراض \"البارانويا\"!! (2) هل تلومني – عزيزي القارئ – عندما أصاب ب\"الإرتياب\"..! فأنا حين استمع وأشاهد بعبرة مخنوقة تلك التقارير المباشرة من غزة.. يقف أمامي المراسل \"المخلص!\" فيتكلم عن \"تجمّع\" كثيف بجوار مقر الاستخبارات الفلسطينية! دقيقة واحدة.. ثم يتمدد أمامي خبر عاجل \"قاني!\" أن الطائرات توقع عدد كبير من الشهداء في قصف المنطقة المجاورة لمقر الاستخبارات الفلسطينية! السؤال الأول: ماذا يفعل هذا المراسل؟! السؤال الثاني: هل إسرائيل \"الأسطورة التي لا تهزم\" بحاجة لتقارير مراسلين مساكين؟! السؤال الأهم من كل الأسئلة: هل أنا بخير؟! (3) الأمر تكرر أكثر من مرة! الخبر يسبق الكارثة! ثمة من يقول أن الأمر مصادفة! وثمة من يراها صدفة!..(لاتبحثوا عن الفرق..إنها البارانويا!) وثمة من يقول أنها حرفية بالعمل وذكاء وتوقعات ناجحة! وثمة من يقول أنها تدعيم لمعلومات الاستخبارات اليهودية!! وثمة من يقول أنها لم تحدث أصلا.. وبين كل أولئك.. أخوكم بين الأدوية الكيماوية والأدوية الشعبية والماء والزيت..وعلامات الاستفهام!! (4) صحيح أنني أبغض ذلك \"المصور\" الذي يحتضر أمامه \"انسان\" وهو يبحث عن الفوز بأجمل لقطة/صورة لهذا العام! ولكن أدرك – تماما – \"الجهاد\" الذي تقوم به الطواقم الإعلامية.. خصوصا ذلك المراسل الذي لا يستطيع أن يصف أبناء بلده ب\"الشهداء\" خوفا على \"رزقته!\" كما أدرك تمام الإدراك المشقة التي يمر بها المراسل وهو يقف بين \"نارين\" ففي هذا العصر لن تحصل على نبأ بارز وأنت جالس في غرفة الأخبار كما يقول الصحفي الأميركي المخضرم \"مايك ماذر\" .. ولكن!.. ماذا أسمي مايحدث أمامي! \"الارتياب\" أصاب غرفة \"المصطلحات\" في دماغي بصاروخ! لدرجة أنني لا أستطيع أن أفرق بين \"المراسل\" و \"العميل\"؟! من هو الجاسوس؟! ماهي الاستخبارات؟!.. هل هذه طريقة الاستخبارات الجديدة : استخبارات علنية؟! (5) لاتوجد فضائية عربية إخبارية يثق فيها المواطن العربي! هل لان كل قناة تسير حسب المصلحة الخاصة بعيدا عن الحياد؟! أم أن المواطن العربي مصاب بال\"بارانويا\" ايضا؟! \"المواطن العربي الغلبان\" - أيها السادة - ينظر للمراسل الذي يتحدث عن اسرائيل – أجلكم الله – بلهجة موضوعية: أنه عميل!!..لانه لايشفي غليله!! ثم ينظر للمراسل الذي يشتم اسرائيل – أجلكم الله – ويتحدث عن جرائمها بحدة ويفضح أعمالها : أن للقناة مصلحة خاصة.. وهذه النظرة لان \"السيد عربي\" لايستطيع الربط بين مايسمع ومايرى! كيف نداويه \"السيد عربي\" هذا..؟! (6) يسألكم الزمن! حين مر بكم وانتم في \"شخير!\" يا اثنان وعشرون \"بَدَنْ\"! كيف بعتوها في سوق \"الحرير\"؟! ويسألكم الزمن! يا اثنان وعشرون!! أيكم الذي قبض الثمن؟! منصور الضبعان