نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والأربعين لميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي رأت النور في الثاني من ديسمبر عام 1971، ونتذكر جهود الآباء المؤسسين الذين لم يتوانوا في بذل الغالي والنفيس، من أجل أن يُحولوا الحلم إلى حقيقة على هذه الأرض الطيبة، التي تشهد اليوم نهضة اقتصادية واستثمارية وسياحية وعلمية ومعرفية، تغطي مختلف مجالات الحياة، وعلى كافة الأصعدة، وينعم فيها أبناء دولة الإمارات بالرخاء والرفاهية، في حالة من التفاعل والتواصل مع أكثر من 200 جنسية في العالم. يتخذون من هذا البلد ملاذاً آمناً، وينعمون بالاستقرار وينسجمون مع المجتمع الإماراتي الذي يشكل نموذجاً فريداً في المنطقة، ولحمة جسدية واحدة، وارتباطاً روحياً ومعنوياً وعملياً. وها هم الأبناء يجنون ثمار ما زرعه الآباء، ويواصلون المسيرة التنموية التي نريدها عنواناً بارزاً ليس على المستوى الخليجي والعربي فحسب، بل على المستوى العالمي، وهي بالفعل كذلك، ويشهد لها القاصي والداني، ويتابعون تلك السياسات الحكيمة التي ميزت مواقف دولة الإمارات منذ اليوم الأول لتأسيسها على يدي مؤسس دولة الاتحاد وباني نهضتها، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، ويبنون عليها اليوم المزيد من صروح المنجزات التنموية النوعية بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، الأمر الذي جعلها تتبوأ مكانة مهمة في المشهد العربي والإقليمي والدولي، لما عرفت به من مواقف ثابتة وواضحة في التعاطي مع المواقف والأحداث الدولية، آخذة بعين الاعتبار أن مصلحة الشعوب هي الأسمى والأهم دوماً. وأصبح لنا من تجارب ومواقف وعلاقات قادتنا التاريخيين والحاليين التي نستنير بها في التفاعل مع مجريات الأحداث العالمية، لنكون كما نحن دوماً فاعلين ومؤثرين، خصوصاً فيما يتعلق بالتعاون والتنسيق، وليس أدل على ذلك حجم ومستوى العلاقة القوية والمتميزة بيننا وبين أشقائنا في المملكة العربية والسعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. ونشكر صحيفة الرياض لمبادرتها بإصدار ملحق خاص بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب الإماراتيين، والأشقاء في المملكة العربية السعودية، الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام والمحبة لما تشكله العلاقة المميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، التي يحرص كل منا على أن تكون نموذجاً خلاقاً يعكس روح التلاحم والتعاضد. *وزير خارجية دولة الإمارات