دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تحتفل باليوم الوطني الأربعين تحتفل دولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة بالذكرى الأربعين لإقامة الإتحاد بين أماراتها السبع (أبوظبي ، دبي ، الشارقة ، عجمان ، الفجيرة ، أم القوين ، رأس الخيمة) وحسب وكالة الأنباء الأماراتية (وام) فقد القى سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة كلمة لأبناء وبنات الأمارات بهذه المناسبة كما نقلت صحيفة (الخليج) الأماراتية عن (وام) كلمات بهذه المناسبة لجميع أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام أمارات الدولة وكبار المسؤولين الأماراتيين .. وفيما يلي نصوص هذه الكلمات نقلاً عن وكالة الأنباء الأماراتية. إذ أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ان اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ، الذي نحتفل بذكراه الأربعين هو مسؤولية اجتماعية وجماعية ومشروع نهضة وبرنامج عمل مستمر. وقال صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لليوم الوطني ان اختيار روح الاتحاد شعاراً لاحتفالات هذا العام تعبير صادق عن أصالة التجربة التي جسدت بصدق واقع ابن الإمارات في أصالته وقيمه وخصوصيته، مؤكداً أن اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي نعيشه اليوم إنجازاً سياسياً وواقعاً اجتماعياً واقتصادياً جاء ثمرة غرس طيب لآباء حملوا الفكرة أملاً وتولوها رعاية متفانين في إعلاء راية الاتحاد وتقويته. وأوضح سموه أن الآباء المؤسسين هم روح الاتحاد ومن سيرتهم تستخلص الأجيال العبر وتواصل تحمل المسؤولية في وطن زاه بماضيه ويفخر بحاضره المعطاء وغده الواعد مشيرا الى ان دولة الإمارات العربية المتحدة تبوأت مكانة مرموقة في المجتمع الدولي بفضل ما تحقق خلال أربعة عقود من الإنجازات في كل الميادين أصبحت بفضلها من أفضل الدول من حيث كفاءات الخدمات والسياسات العامة وصدقية الحكومة تجاه المجتمع وقوة الاقتصاد الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد عربي لتصبح دولة الإمارات مركزاً لاستقطاب رجال الأعمال من كل أرجاء العالم. وقال سموه إن مظاهر التقدم انعكست على جميع الجوانب التنموية في الدولة بما فيها التعليم والصحة والإسكان مشيراً إلى دور اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة الخاصة بتطوير مشاريع البنية الأساسية في مختلف إمارات الدولة. وأضاف سموه أن دولة الإمارات أولت البنية التحتية اهتماماً من أجل خدمة أهداف التنمية في جميع المجالات وأطلقت المبادرات والمشاريع الثقافية والإعلامية لتكون مركزاً إقليمياً للإعلام والثقافة والفنون وجسراً للتواصل الحضاري إضافة إلى ان دولة الإمارات أصبحت مركزاً مهماً للأنشطة الرياضية الإقليمية والدولية. وقال سموه إن مظاهر التقدم انعكست على جميع الجوانب التنموية بما فيها مساهمة المرأة في قوة العمل وتوفير الرعاية الاجتماعية الكاملة لجميع فئات المجتمع وإعطاء اهتمام خاص للشباب. وأضاف صاحب السمو رئيس الدولة ان الحفاظ على روح الاتحاد يتمثل في تمكين المواطن الذي يعد الأولوية الوطنية القصوى والرؤية المستقبلية الموجهة لجميع الاستراتيجيات والسياسات التي ستعتمدها الدولة في قطاعاتها كافة . ووجه سموه كل القيادات في الدولة الى الإصغاء إلى أصوات الناس والأخذ بها في الاعتبار عند التخطيط ووضع الأهداف واتخاذ القرارات مؤكدا ضرورة اهتمام الحكومات بما يحقق التواصل الفعال مع المواطن في كل مكان والاستماع إلى صوته والتعرف إلى توجهاته والاستجابة لتطلعاته التي تتطلب منا الانتباه وتستحق الاستماع. وأكد سموه أن توسيع المشاركة الشعبية توجه وطني ثابت وخيار لا رجوع عنه ، اتخذ بكامل الإرادة تلبية لطموحات أبناء شعبنا في وطن يتشاركون في خدمته وتطوير مجتمعه. وأشار سموه الى المرحلة الثانية في المسار المتدرج لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الانتخابات وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وانتخاب مجلس وطني جديداً بدأ أعماله وهو أكثر تعبيرا عن الإرادة الوطنية. وقال صاحب السمو رئيس الدولة إن دولة الإمارات العربية المتحدة تمضي قدماً في مسيرة النمو حيث تجاوز اقتصادها بفضل قوته وتنوعه وسلامة البيئة التشريعية آثار الأزمة الاقتصادية العالمية ويواصل الازدهار والنمو. وأشار سموه إلى الدور الإيجابي لقطاع الأعمال والإسهامات المشهودة له خلال الأربعين عاماً الماضية مطالباً سموه هذا القطاع بممارسات أكثر التزاماً بمسؤولياته المجتمعية بما يعزز مشاركته في بناء الوطن والحفاظ على المجتمع وتوجيه الاستثمار نحو الموارد البشرية المواطنة تدريباً واستقطاباً. وقال صاحب السمو رئيس الدولة إن دولة الإمارات تتبنى على المستوى الأمني والدفاعي استراتيجية أمنية وطنية تقوم على تعزيز إجراءات دعم وحفظ الأمن العام وتطبيق القانون لمواجهة الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظمة الدخيلة على مجتمعنا من خلال تطوير القدرات ورفع كفاءات العنصر البشري ، والتعامل بحسم وحزم مع كل ما من شأنه التأثير في الأمن والاستقرار الداخلي. وأكد صاحب السمو رئيس الدولة أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة قائمة في مبادئها وممارستها على الوسطية والاعتدال وصيانة الأمن والاستقرار واعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات الداخلية والخارجية والاحتكام للشرعية الدولية واحترام سيادة الدول وتطلعات الشعوب وإقامة علاقات تعاون مع كل دول العالم. أشار سموه إلى حرص دولة الإمارات على هذه المبادئ في النهج الذي اتخذته الدولة لدعم العمل الخليجي المشترك ، وحرص سموه على مواصلة العمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لاستكمال التكامل السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي ، مؤكداً سموه في هذا الصدد دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للجهود التي تبذلها القيادة في مملكة البحرين الشقيقة لتعزيز الحوار الوطني بما يحفظ أمنها ويعزز وحدتها. وفي ما يتعلق بالتحولات التي تشهدها عدد من الدول العربية الشقيقة أكد سموه احترام دولة الإمارات العربية المتحدة لخيارات شعوب هذه الدول ودعمها للجهود المبذولة لتجاوز هذه المرحلة بما يضمن لهذه الدول الوحدة والتماسك ويحقق للشعوب تطلعاتها ، مشيراً سموه إلى مواصلة دولة الإمارات لمساندتها الكاملة للأشقاء الفلسطينيين ودعمها لمساعيهم لاستعادة حقوقهم الشرعية وإعلان دولتهم المستقلة. وأكد سموه التزام دولة الإمارات بمسؤولياتها الدولية حيث تسعى بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإغاثية للدول النامية فضلاً عن مساهماتها في الجهود الدولية لحفظ السلام وإعادة الإعمار ومواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة ، وهو ما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين وإسهامها الفاعل في مختلف أنشطة الأممالمتحدة وبرامج وكالاتها المتخصصة مقدمة مساعدات بلغت قيمتها مليارات الدولارات مؤكداً مضي دولة الإمارات في سياستها بالالتزام بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل والعمل مع المجتمع الدولي لتجنيب العالم مخاطر الانتشار النووي. وقال سموه لقد قطعنا معاً أشواطاً مهمة وسنوات حافلة بالإنجاز والنجاح ونحن بعون الله ماضون في المسيرة المظفرة بثقة وثبات لبلوغ ما نصبو إليه من غد مشرق حافل بالخير والازدهار داعين الله أن يحفظ بلدنا قوياً آمناً وأن يمدنا بالعزم والقوة لحمايته والحفاظ عليه واحة للأمن والاستقرار والرخاء. وفي ما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله، بمناسبة اليوم الوطني الاربعين : أبنائي وبناتي إخواني وأخواتي المواطنون والمواطنات . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحل علينا اليوم الذكرى الأربعون لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وقد تحقق لنا من الانجازات ما أرتقى بمكانة دولتنا إلى مصاف الدول المتقدمة ، وذلك بجهود مخلصة قادها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه الآباء المؤسسون رحمهم الله الذين عملوا في صمت مؤسسين لمسيرة تتوافق في أهدافها مع قيمنا الوطنية وثوابتنا الأصيلة وعلى نهجهم سنواصل المسيرة تحملا للمسؤولية وعملاً جاداً وصولاً بالوطن والمواطن إلى التقدم والازدهار. وفي هذا اليوم المبارك نتقدم بصادق التهنئة وعظيم التقدير لأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإلى إخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الوطني حكام الإمارات لما يحيطون به المسيرة الاتحادية من رعاية وما يبذلون من جهد حماية للوطن ودفاعاً عن مكتسباته وتلبية لتطلعات أبنائه. إن هذا الاتحاد الذي نعيشه اليوم انجازاً سياسياً وواقعاً اجتماعياً واقتصادياً لم يكن هبة أو منحة كما لم يكن مناله سهلاً يسيراً ، لقد جاء ثمرة غرس طيب لآباء حملوا الفكرة أملاً وتولوها رعاية متفانين في إعلاء راية الاتحاد وتقويته ، إنهم روح الاتحاد ومن سيرتهم تستخلص الأجيال العبر وتواصل تحمل المسؤولية في وطن زاه بماضيه ويفخر بحاضره المعطاء وغده الواعد. أربعون عاماً مضت وجهت الدولة خلالها كل جهودها ومقدراتها لخدمة الوطن والمواطن واستثمرت كل مواردها وطاقاتها لبناء دولة اتحادية عصرية رائدة رسخت قيم التلاحم والترابط والوحدة وعززت مفاهيم العمل والعطاء والمشاركة وعمقت مشاعر الاعتزاز بالوطن والفخر بإنجازات المسيرة الاتحادية المباركة. أيها المواطنون والمواطنات لقد صار لدولتكم مكانة مرموقة في المجتمع الدولي بفضل ما تحقق خلال أربعة عقود من انجازات عمت كل الميادين نجحنا في بناء حكومة اتحادية فعالة وحكومات محلية نشطة وتصنف دولتنا اليوم كواحدة من أفضل الدول من حيث كفاءة الخدمات والسياسات العامة ومن حيث صدقية الحكومة تجاه المجتمع وتحسب ضمن الدول الأكثر أمناً واستقراراً والأكثر استثماراً في الإنسان تعليماً وتأهيلاً كما نال نظامنا القضائي العدلي الإشادة لما يتصف به من نزاهة وما يتمتع به من ثقة. وبفضل قوة الاقتصاد وسلامة نهجه والسياسات الرشيدة القائمة على الانفتاح وتنويع مصادر الدخل تمتلك الدولة اليوم ثاني أكبر اقتصاد عربي إذ ارتفع ناتجها المحلي الإجمالي من 6،5 مليار درهم عام 1971 إلى 1248 مليار درهم مع نهاية عام 2011 ليرتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2011 إلى نحو 174 ألف درهم سنوياً وازداد حجم التجارة الخارجية من 13 مليار درهم في عام 1971 إلى 1737 مليار درهم عام ،2011 وارتفع إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي من 30 في المئة إلى 71 في المئة خلال الفترة نفسها، فضلاً عن امتلاك الدولة لقطاع مشاريع صغيرة ومتوسطة حيوي نشط كما حقق القطاع الصناعي انجازات مشهودة تمثلت في زيادة عدد المنشآت وإقامة مناطق صناعية كبرى جذبت استثمارات ضخمة أسهمت في تحقيق استراتيجية الدولة الرامية إلى تطوير القاعدة الاقتصادية والإنتاجية وتنويع مصادر الدخل. لقد أصبحت الدولة مركز استقطاب لرجال الأعمال من كل أرجاء العالم ونقطة جذب للاستثمارات الأجنبية وتصدرت على المستوى العربي مؤشرات بيئة الاقتصاد الكلي وسوق السندات والبيئة المؤسسية والتمويل الدولي، وذلك لجودة المناخ الاستثماري وتعدد وتنوع الفرص المتاحة. ورغم تركيزنا على تطوير قطاع النفط والغاز وصناعاته باعتباره العمود الفقري لاقتصادنا وصناعة الطاقة في بلادنا إلا أن الدولة تنويعاً لمصادر الاقتصاد وتلبية للاحتياجات المتنامية للطاقة تتجه بقوة إلى الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والنووية، بما يخفض من استهلاك البلاد من الطاقة التقليدية ويزيد من كمية النفط والغاز المتاحة للتصدير ، وقد تمثل هذا التوجه في مبادرة مدينة (مصدر) واستضافة بلادنا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا). إن إيماننا بالعلم والمعرفة أساساً للنمو والتقدم كان محرك الاهتمام بالتعليم العام والعالي إذ ارتفع عدد المدارس من 74 عام 1971 تضم 32 ألفاً و800 طالب وطالبة إلى 1186 مدرسة حكومية وخاصة في عام ،2011 تضم نحو 800 ألف طالب وطالبة ووصل عدد مؤسسات التعليم العالي إلى 76 مؤسسة اتحادية ومحلية وخاصة تغطي كل إمارات الدولة، وتعمل في تنسيق وتعاون لتوفر لأبنائنا فرص تعليم عال متنوع ومتميز في شتى حقول المعرفة. وفي المجال الصحي أولت الدولة هذا القطاع اهتماماً خاصاً وعملت على توفير خدمات نوعية عالية المستوى شملت الخدمات العلاجية والوقائية والتعزيزية ورعاية الطفولة والأمومة وقد وصل عدد المستشفيات الحكومية إلى أكثر من 92 مستشفى و246 مركزاً للرعاية الصحية الأولية ورعاية الأمومة والطفولة ، إضافة إلى عشرات المستشفيات الخاصة وآلاف العيادات المتخصصة مقارنة بعدد 7 مستشفيات فقط و12 مركزاً صحياً في عام ،1971 وتسعى الدولة للارتقاء بهذا القطاع الحيوي ليكون واحداً ضمن الأفضل على مستوى العالم من حيث جودة الممارسات والخدمات ومستوى الكوادر الطبية ومعدلات التوطين وزيادة مساهمة القطاع الخاص. وفي مجال الإسكان شيدت الدولة ووزعت آلاف المساكن الشعبية وأنشأت مدناً عصرية متكاملة الخدمات انتشرت في جميع المناطق وتنفذ وزارة الأشغال منذ عام 2007 خطة وطنية للإسكان تغطي احتياجات المواطنين خلال السنوات العشرين المقبلة، إضافة إلى المشاريع التي ينفذها برنامج الشيخ زايد للإسكان والأخرى المثيلة التي ترعاها مختلف إمارات الدولة، كما عملنا على صياغة استراتيجية وطنية للإسكان يجري تنفيذها في تنسيق كامل مع برامج الإسكان المحلية. وفي هذا المقام لا بد من الإشارة إلى الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ مبادرات رئيس الدولة الخاصة بتطوير مشاريع البنية الأساسية في مختلف إمارات الدولة بما يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة وقد تجاوز الإنفاق على هذه المشاريع 7 مليارات درهم وسيتواصل الدعم تحقيقا لأهداف المبادرات ، لقد كان همنا منذ البداية توفير بنية تحتية أساسية تخدم أهداف التنمية في جميع المجالات فأنشأت الدولة الطرق والمنافذ البحرية والجوية وتوسعت فيها بما يخدم طموحات البلاد الاقتصادية والتجارية والمالية والسياحية وأطلقت العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية والإعلامية بما يدعم توجهها الاستراتيجي لتكون مركزاً إقليمياً للإعلام والثقافة والفنون وجسراً للتواصل الحضاري وبفضل المنشآت والتسهيلات الرياضية أصبحت الدولة مركزاً مهماً للأنشطة الرياضية الإقليمية والدولية. وعملت الدولة على حماية البيئة وتحسين إدارة الموارد الطبيعية والمائية والزراعية والحفاظ على التنوع البيولوجي والأنواع الحيوانية والنباتية البرية والبحرية المهددة بالانقراض إلى جانب حماية وتنمية الثروة السمكية والتوسع في إنشاء المحميات الطبيعية ، وكان ما تحقق في هذا المجال تحت رعاية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان انجازاً فائقاً أكسب بلادنا مكانة مرموقة إقليمياً ودولياً في مجال العمل البيئي. لقد انعكست مظاهر التقدم على جميع الجوانب التنموية في الدولة بما فيها زيادة مساهمة المرأة في قوة العمل وتوفير الرعاية الاجتماعية الكاملة لجميع فئات المجتمع مع إعطاء اهتمام خاص للشباب والفئات الضعيفة ، خاصة المعاقين والمسنين ، مما جعل الكثير من المنظمات الدولية تصنف دولتنا بين الدول الأكثر رخاء ورفاهاً على مستوى العالم ، وسنستمر في العمل لتطوير مواردنا البشرية والارتقاء بمهاراتها وقدراتها إيماناً منا بأن الإنسان هو هدف التنمية وغايتها وأداتها ووسيلتها ، وسنستمر كذلك في تشجيع الكفاءات الوطنية لتأخذ مكانها الطبيعي في مسيرة النهضة الحاضرة انطلاقاً نحو مستقبل أكثر إشراقاً. أيها الأخوة والأخوات إن الاتحاد الذي نحتفل بذكراه الأربعين اليوم هو مسؤولية اجتماعية وجماعية إنه مشروع نهضة وبرنامج عمل مستمر واختيار (روح الاتحاد) شعاراً لاحتفالات هذا العام تعبير صادق عن أصالة التجربة التي جسدت بصدق الواقع الإماراتي في أصالته وقيمه وخصوصيته. إن الحفاظ على روح الاتحاد يتمثل في تمكين المواطن وهو الأولوية الوطنية القصوى والرؤية المستقبلية الموجهة لجميع الاستراتيجيات والسياسات التي ستعتمدها الدولة في قطاعاتها كافة خلال السنوات العشر المقبلة ، فتمكين المواطن هو مشروعنا للعشرية الاتحادية الخامسة ، مشروع نؤسس به لانطلاقة وطنية أكبر قوة وثقة ، مشروع مرتكزاته إنسان فاعل معتز بهويته وأسرة متماسكة مستقرة ، ومجتمع حيوي متلاحم يسوده الأمن والعدل يعلي قيم التطوع والمبادرة ، ونظام تعليمي حديث متقدم وخدمات صحية متطورة واقتصاد مستدام متنوع قائم على المعرفة وبنية تحتية متكاملة وبيئة مستدامة وموارد طبيعية مصانة ومكانة عالمية متميزة. إن هذه المرتكزات هي ذاتها التي على هديها أرسى آباؤنا دعائم هذه الدولة فاستجابة لرغبات الناس ، وآمالهم توافقوا على إطار دستوري لحكم اتحادي رشيد يساوي بين الناس ويضمن حرياتهم ويطلق طاقاتهم ويعبئ مواردهم ويوسع الخيارات أمامهم عبر مؤسسات اتحادية قوية تؤدي عملها في تكامل مع الحكومات المحلية وبتنسيق تام مع قطاعات المجتمع قاطبة. وسيكون همنا الأول تحقيق هذه الرؤية وتفعيلها واقعاً معاشاً بما يحقق طموحات القيادة والمواطنين في مستقبل أكثر أماناً وأكثر ازدهاراً وسيكون مجلس الوزراء مسؤولاً عن تحويلها إلى برامج ومشاريع ذات أهداف محددة ومعايير واضحة ، وقد أنجز مجلس الوزراء الإطار الاستراتيجي للعشرية الخامسة المتمثل في وثيقة (رؤية الإمارات 2021م). أيها المواطنون الكرام إننا نتقدم بثقة نحو عقد يقوده أبناء وبنات الوطن وكلمتي للقيادات كافة هي : أصغوا إلى أصوات الناس خذوها في الاعتبار وأنتم تخططون وتضعون الأهداف وتتخذون القرارات ، ففي عالم تتنوع فيه وسائل الاتصال الجماهيري وأدوات التواصل الاجتماعي أصبح من الضرورة أن تهتم الحكومات بما يحقق التواصل الفعال مع المواطن في كل مكان والاستماع لصوته والتعرف إلى توجهاته والاستجابة لتطلعاته التي تتطلب منا الانتباه وتستحق الاستماع. وتأسيساً على ذلك نؤكد أن توسيع المشاركة الشعبية توجه وطني ثابت وخيار لا رجوع عنه اتخذناه بكامل الإرادة وسنمضي في تطويره تدرجاً بعزم وثبات تلبية لطموحات أبناء شعبنا في وطن يتشاركون في خدمته وتطوير مجتمعه ، ولقد أنجزنا بنجاح المرحلة الثانية في المسار المتدرج الذي اتخذناه منهجاً لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الانتخابات وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتوسيع صلاحياته وتعزيز دوره وتوجت المرحلة بانتخاب مجلس وطني جديد بدأ أعماله وهو أكثر تعبيراً عن الإرادة الوطنية نأمل أن يؤدي دوره في تعاون تام مع الجهاز التنفيذي وتداولاً مسؤولاً لقضايا الوطن وتأثيراً إيجابياً في عملية صنع القرار. أبناء الوطن الأعزاء لا فرق بين مواطن ومواطن في دولتنا والجميع سواسية في الحقوق والواجبات والغاية الرئيسة للنشاط الحكومي في كل أوجهه هي تحسين نوعية الحياة وضمان استدامة التقارب المعيشي بين مواطني الدولة وتمتع الجميع بفرص متكافئة ومزايا منصفة تجري في محيط اجتماعي وأسري سليم يشعر فيه الجميع بالعدل والاستقرار ، وهذا ما نحن ماضون فيه عبر العديد من المبادرات التي تغطي بمشاريعها التطويرية والإسكانية والخدمية إمارات الدولة ومناطقها كافة. وضمن هذه الجهود فإن التعليم أولوية قصوى وسيحصل ابتداء من العام المالي 2012 على حصة أكبر من مجمل الميزانية العامة للدولة بما يوفر الإمكانات المطلوبة لتطوير منظومته والارتقاء بمخرجاته وربطه بمتطلبات التنمية وسوق العمل ، وسيكون على رأس هذا الاهتمام النهوض بأوضاع العاملين في القطاع واعتماد مناهج متطورة تعمق الانتماء وترسخ الهوية وقيم الوسطية والاعتدال ، وتأخذ بعين الاعتبار التطورات العالمية في مجالات النظم والعلوم والتكنولوجيا واللغات ، وفي إطار حرصنا على إنشاء جيل قادر على تحمل المسؤوليات ومواصلة النهضة أطلقت الدولة مجموعة متكاملة من السياسات التي تستهدف تعظيم قدرات النشء والشباب وتوفير الظروف التي تمكنهم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً ورياضياً ، وتحفزهم على الانخراط الفاعل في العمل التطوعي وتنمية المجتمع فأنشأنا وزارة تعنى بشؤونهم وأسسنا الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ، وشهدت رعاية الطفولة تقدماً ملحوظاً فتأسس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ، وعلى القدر نفسه من الأهمية جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية ملحة وبفضل التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجل متميز في مجال حقوق المرأة فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الأنشطة جميعها من دون تمييز والأبواب جميعها مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور. الأخوة المواطنون والمواطنات إن بلادنا تمضي قدماً في مسيرة النمو وقد تجاوز اقتصادها الوطني وبفضل جاذبيته وقوته وتنوعه وسلامة البيئة التشريعية التي يعمل في إطارها آثار الأزمة الاقتصادية العالمية ويواصل اليوم الازدهار مدعوماً بالأداء الجيد للقطاعات الاقتصادية وتحسن مستويات السيولة وزيادة الفوائض المالية ، غير أن توسيع قاعدة الاقتصاد وتنويعه والارتفاع بمعدلات نموه مؤشرات على أهميتها وأولويتها ليست غاية في حد ذاتها ، وإنما وسيلة لغاية أكبر هي سعادة الإنسان وتماسك الأسرة وتلاحم المجتمع وسيادة الوطن ولتحقيق ذلك جاء النموذج التنموي الذي اعتمدته (رؤية الإمارات 2021) نموذجاً إنسانياً مجتمعياً مستداماً غايته تمكين المجتمع والارتقاء بقدرات أفراده ومعارفهم ومهاراتهم ، وبهذا فهو خريطة طريقنا إلى المستقبل والمدخل الرئيس للتصدي للتحديات التي تواجهها الدولة والمجتمع وعلى رأسها قضية الهوية الوطنية والخلل في سوق العمل وانخفاض الإنتاجية وضعف معدلات الإحلال والتوطين ، وقد شرعنا بالفعل في خطوات جادة في هذا الاتجاه فأنشأنا المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية وأسسنا الهيئة الوطنية للمؤهلات وصندوق خليفة لدعم التوطين وغيرها ، ونأمل بأن تكون مبادرات جميع هذه الجهات مدخلاً واقعياً لمعالجة التحديات التي تواجه مسار التوطين وتخفيض الطلب على العمالة الوافدة وتعظيم فرص التأهيل والتدريب المتاحة أمام العمالة المواطنة بما يرفع من مهاراتها ويرتقي بقدراتها ويعزز الطلب عليها. ومع الإقرار بالدور الإيجابي لقطاع الأعمال وإسهاماته المشهودة خلال الأربعين عاماً الماضية إلا أن هذا القطاع مطالب اليوم بممارسات أكبر التزاماً بمسؤولياته المجتمعية بما يعزز من مشاركته في بناء الوطن والحفاظ على المجتمع والارتقاء بالإنتاجية وتوجيه الاستثمار نحو الموارد البشرية المواطنة تدريباً واستقطاباً خلقاً للمزيد من فرص العمل الجاذب الكريم. أيها المواطنون والمواطنات إن دولتنا على المستوى الأمني والدفاعي تتبنى استراتيجية أمنية وطنية تقوم على تعزيز إجراءات دعم وحفظ الأمن العام وتطبيق القانون وتطوير القدرات ورفع كفاءة العنصر البشري إلى جانب الحرص على مواجهة الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظمة الدخيلة على مجتمعنا والتعامل بحسم وحزم مع كل ما قد يؤثر في الأمن والاستقرار الداخلي ، وبحمد الله نمتلك اليوم القدرة على الدفاع عن مكتسباتنا الوطنية وحماية مصالحنا الحيوية وقد أولينا قواتنا المسلحة اهتماماً خاصاً باعتبارها الدرع الواقي الحامي لسيادة واستقلال وأمن الوطن وحافظت تلك القوات بفعالية في حفظ الأمن والسلام الدوليين وأثبتت كفاءة في تقديم العون للدول الشقيقة والصديقة وستظل قواتنا المسلحة مصدر فخرنا ومحط ثقتنا. أيها الإخوة والأخوات الكرام لقد أكدت التحولات التي تشهدها المنطقة العربية سلامة الأسس والثوابت التي قامت عليها دولتنا منذ تأسيسها ، والمرتكزة على الإعلاء من شأن الإنسان وصون كرامته وضمان حقوقه باعتباره أساس استقرار المجتمعات وجوهر أمن الدول وتأسيساً على هذا كانت سياستنا الخارجية القائمة في مبادئها وممارساتها على الوسطية والاعتدال وصيانة الأمن والاستقرار ، واعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات الداخلية والخارجية والاحتكام للشرعية الدولية واحترام سيادة الدول وتطلعات الشعوب وإقامة علاقات التعاون مع كل دول العالم التي أصبحت تنظر إلى دولة الإمارات بكل تقدير واحترام وتحرص على مد جسور الصداقة معها بكل أبعادها وصورها. وقد ظهر الحرص على هذه المبادئ في النهج الذي اتخذناه لدعم العمل الخليجي المشترك ونحن حريصون على مواصلة العمل مع إخواننا في مجلس التعاون الخليجي لاستكمال التكامل السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي ومن واقع انتمائنا الخليجي نتابع باهتمام ما يحدث في مملكة البحرين الشقيقة ، مؤكدين دعمنا التام للجهود التي تبذلها قيادتها لتعزيز الحوار الوطني بما يحفظ أمنها ويعزز وحدتها ، كما أننا نتابع باهتمام التحولات التي تشهدها عدد من الدول العربية الشقيقة مؤكدين احترامنا لخيارات شعوبها ودعمنا للجهود المبذولة لتجاوز هذه المرحلة ، بما يضمن لهذه الدول الوحدة والتماسك ويحقق للشعوب تطلعاتها مواصلين مساندتنا الكاملة لأشقائنا الفلسطينيين داعمين بقوة مساعيهم لاستعادة حقوقهم الشرعية وإعلان دولتهم المستقلة، كما نحرص على تقديم كل ما من شأنه دعم الاستقرار والأمن والتنمية في الدول الإسلامية الصديقة . وفي سياق مسؤولياتها الدولية تسعى دولتنا بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنمائية للدول النامية ، فضلا عن مساهماتها في الجهود الدولية لحفظ السلام وإعادة الإعمار ومواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة وهو ما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين وإسهامها الفاعل في مختلف أنشطة الأممالمتحدة وبرامج وكالاتها المتخصصة مقدمة مساعدات بلغت قيمتها مليارات الدولارات ، كما أننا ماضون في سياستنا الملتزمة بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل والعمل مع المجتمع الدولي لتجنيب العالم مخاطر الانتشار النووي. الأخوة والأخوات إن أمن الدولة واستقرارها أمانة والحفاظ على هذه الأمانة مسؤولية لا تردد فيها ولا تهاون وقد كانت وستظل قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الشرطية والأمنية هي الدرع القوي والسياج المنيع لصون الأمانة وحماية أمن واستقرار الوطن والمواطن فلهم منا في هذا اليوم التحية قادة وضباطاً وجنوداً ، مقدرين إخلاصهم وتفانيهم في أداء الواجب وما يبذلون من جهد للرقي بقدرات بلادنا الدفاعية والأمنية ونتوجه بخالص التقدير لأبناء هذا الشعب الوفي لما أبدوا من تلاحم ووفاء ووحدة صف وعمق وعي والتحية للمقيمين بيننا من أبناء الدول الشقيقة والصديقة. لقد قطعنا معاً أشواطاً مهمة وسنوات حافلة بالإنجاز والنجاح ونحن بعون الله ماضون في المسيرة المظفرة بثقة وثبات لبلوغ ما نصبو إليه من غد مشرق حافل بالخير والازدهار داعين الله أن يحفظ بلدنا قوياً آمناً وأن يمدنا بالعزم والقوة لحمايته والحفاظ عليه واحة للأمن والاستقرار والرخاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أكد أن عجلة التنمية لم تتوقف منذ عام 1971 الشيخ محمد بن راشد : المسيرة مستمرة بقيادة خليفة وطاقات أبناء وبنات الإمارات وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله ، كلمة إلى مجلة (درع الوطن) بمناسبة اليوم الوطني الأربعين ، في ما يلي نصها : أربعون عاماً من الإنجازات الوطنية الشاملة تحققت لشعبنا ودولتنا التي باتت باعتراف القاصي والداني دولة التميز والريادة في شتى الميادين ، وهذا بالطبع لم يتحقق ، ولا يمكن تحقيقه من دون رؤية صائبة وبعيدة المدى ، معززة بالعزيمة والإرادة التي تقهر المستحيل ، لأن كلمة مستحيل لم تعد مدرجة في أجندة دولة الإمارات. أربعون عاماً ، ومنذ بزوغ فجر الثاني من ديسمبر عام، 1971 لم تتوقف عجلة التنمية التي أدارها المغفور له الشيخ زايد بدعم ومؤازرة المغفور له الشيخ راشد، طيب الله ثراهما ، والمسيرة مستمرة بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، وطاقات أبناء وبنات شعبنا في كل مواقع العمل والإنتاج ، وصولاً إلى ما نطمح إليه من مستقبل مزدهر حافل بالآمال والتطلعات التي ستترجم إلى حقائق وإنجازات على الأرض ، تقطف ثمارها أجيال شعبنا اللاحقة . ونحن سنترك لهذه الأجيال الوطنية الواعدة إرثاً حضارياً وثقافياً وإنسانياً ليس من السهولة بمكان التفريط بهذا الإرث العريق ، لأنه في صلب ذاكرة شعبنا ، وعلى الجميع إحياء هذه الذاكرة من خلال الاحتفال بمناسباتنا الوطنية وعلى رأسها يومنا الوطني المجيد ، نظراً لما ينطوي عليه هذا اليوم من معان وطنية سامية أهمها الولاء للوطن وقيادته التي أجزلت العطاء في الماضي ، وما انفكت تحرص وتعمل على كل ما من شأنه توفير الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لأبناء وبنات شعبنا على امتداد حدود الوطن الغالي. إن احتفالات شعبنا بيوم دولتهم الوطني كل عام يرافقها إضافة لبنة أو لبنات جديدة إلى بنيان دولتنا الشامخ، فالاحتفال لا يقتصر على رفع الشعارات والزينة وتعطيل العمل في وزاراتنا ومؤسساتنا الوطنية ، بل هو احتفال بما أنجزناه من مرافق إنسانية وعمرانية وثقافية وخدمية وصحية وتعليمية ، كلها توظف في خدمة المواطن وإسعاده لأن الوطن لا يبنى بالعمارات ، بل يبنى ويعلو بناؤه بالإنسان المستقر المتعلم القادر على حماية وطنه والحفاظ على سمعته وإنجازاته ، والدفاع عن مكتسباته الوطنية ليس بقوة السلاح أو بإرادة القوة بل بالعلم والإبداع والتفوق. إننا نسطر قصة نجاح أبهرت العالم بفصولها ونتائجها، ونعمل في الوقت عينه على بناء جسور التواصل بين شعبنا وشعوب العالم اقتصادياً وثقافياً وإنسانياً وعلمياً إيماناً منا بأهمية العلاقات الإنسانية بين الدول والشعوب ودورها في توطين أركان السلام والعدل والمساواة لكل شعوب الأرض. يا أبناء وبنات شعبنا العظيم : إننا نتطلع وإياكم إلى بناء مستقبل واعد نصنعه معاً بروح الفريق الواحد ونحافظ على جذورنا العربية الأصيلة ، وفيه نفتح صدورنا وقلوبنا للأشقاء والأصدقاء ، ونمد نظرنا إليهم لنتعرف أكثر إلى ثقافاتهم وحضاراتهم ، وبهذا الانفتاح الذي يتجسد في سياستنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً نستطيع مواصلة السير والوصول إلى العالمية وتفعيل دور دولتنا الحبيبة في الأوساط المالية والاقتصادية والسياسية والثقافية والإنسانية. وبهذه المناسية الوطنية الغالية لابد من التنويه بأهمية دور مؤسساتنا الوطنية التي تشمل الوزارات والهيئات والدوائر وغيرها في عملية البناء وتحقيق التنمية المستدامة ، وانطلاقاً من نظرتنا لدور هذه المؤسسات الوطنية شرعنا منذ رئاستنا للحكومة في عهد أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ، في إعادة تنظيم وتفعيل دورها في خدمة المواطن ، وتحقيق التطور في الأداء المؤسسي الحكومي وإدخال المعلوماتية في جل خدماتها التي تقدمها للجمهور ، وإلى ذلك عملنا كحكومة على ترسيخ ونشر مفهوم الشفافية والمصارحة في العمل الحكومي ، كي نضمن الوصول إلى المعايير الدولية في تقديم الخدمات الحكومية بكل أشكالها ومحاسبة المقصرين في عملهم ، ومكافأة المبدعين والحريصين على حماية سمعة دولتنا وإعلاء مكانتها كدولة مؤسسات لا دولة شعارات. ونحن والحمدلله استطعنا كحكومة ، وبتوجيهات ودعم ومباركة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، أن ننتقل بمؤسساتنا الوطنية إلى مرحلة من الشفافية والأداء الوظيفي والصراحة والمكاشفة والاستخدامات التقنية يمكن القول إنها وصلت إلى المقاييس العالمية بنسبة تسعين في المئة ، ونطمح للوصول بها إلى نسبة 100% بتعاون الجميع وغيرتهم على وطنهم وهويتهم الوطنية. ويشرفني أن أنتهز تسجيل هذه الكلمة في مجلتنا الوطنية (درع الوطن) ، التي أثبتت جدارتها كمجلة متخصصة في الشؤون العسكرية على مدى أربعين عاماً من مسيرتها الصحافية الإعلامية أن أهنئ كل العاملين فيها، والذين أسسوها وكل الذين تعاقبوا على إدارة وتحرير وإخراج هذه المجلة الرائدة في ميدان العمل الصحفي المتخصص، وأتمنى لهذه المطبوعة العزيزة استمرار التطور والتقدم على درب الكلمة الصادقة والإعلام الهادف وأداء رسالتها الوطنية النبيلة على أكمل وجه. وختاماً، لابد أن رفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ، حفظه الله ، وإنه لفخر عظيم أن أنوه بتوجيهات سموه السديدة ودعمه اللامحدود لبناء جيش وطني قوي ، قائم على مبادئ العدالة والقيم العربية والإسلامية الأصيلة والولاء لتراب هذا الوطن العزيز وقيادته وشعبه مدافعاً وحامياً لمكتسبات دولتنا واستقلالها وسيادتها. ويسعدني في هذا المقام أن أهنئ أخي ورفيق دربي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الساهر على مصلحة الوطن ، وتحصينه بقواته المسلحة الباسلة ، الذي يتابع سموه شؤونها وتطوير مكوناتها عدة وعتاداً وعلوماً وإخلاصاً للوطن والقائد والشعب ، والتهنئة موصولة لأبنائي وإخواني ضباط وأفراد قواتنا المسلحة الذين يصلون الليل بالنهار تدريباً وتأهيلاً وإعداداً لمواجهة التحديات ، وتحقيق التفوق في مجال العلوم العسكرية الحديثة والتدريب والمهارات كي تبقى العين الساهرة والسياج الحصين لأمن واستقرار دولتنا وشعبنا ومجتمعنا. والتهنئة أيضاً بهذا اليوم الوطني المجيد أزفها إلى أبناء وبنات وطني الذين أثبتوا للعالم جدارتهم وقدرتهم على مواجهة الصعوبات بالتحدي والإبداع والتميز في شتى الاتجاهات وعلى كل المسارات ، إننا نفتخر بهذا الشعب المثابر الذي يحقق إنجازات عظيمة عاماً بعد عام، ويسجلها التاريخ على صفحات بيضاء ناصعة ستظل مصدر إلهام وإبداع لأجياله المتعاقبة. أكد أن الاتحاد غيّر وجه الحياة بالإمارات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي : زايد قائد المسيرة قل الزمان أن يجود بمثله وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كلمة إلى مجلة (درع الوطن) بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها : أربعة عقود تمر على اتحادنا (وقد كان لنا ما أردنا) دولة عصرية قوية ، شعب أبي يعيش بكرامة يحافظ على هويته يتمتع برغد العيش ، إنجازات عظيمة تفخر بها البلاد ويشار إليها بالبنان ، إنه واقع مشرق وراءه ماض مشرف يسير نحو مستقبل أكثر إشراقاً بإذن الله. هذا هو فعل اتحادنا، هذا هو إنجازنا لبلادنا الذي تعاهدنا عليه وإخواننا حكام الإمارات مع قائد المسيرة الذي قل الزمان أن يجود بمثله المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، خططنا وأسسنا ورسخنا وأنجزنا وكان الاتحاد وعلى امتداد مسيرته ، رحل من بيننا من رحل كما رحل قائدها ومبدعها ، ولكن المسيرة مستمرة بكل ما أوتينا من قوة وجهد وحكمة لأننا جميعا وعينا مكمن القوة ، وآمنا بالدرس (الاتحاد قوة) فكان الاتحاد غايتنا ، وكان اتحاداً رائداً سيقف عند محطته التاريخ طويلاً ليسجل التقدير والإعجاب بتلك التجربة الفريدة في الإيثار وتفضيل مصلحة الوطن وأبنائه على كل مصلحة وغاية. حققنا الكثير وما ينتظرنا أكثر وأهم ، فاليوم تشهد مسيرة الاتحاد تحولاً عظيماً نحو ديمقراطية حقيقية تبدأ مسيرتها بتحقيق انتخابات برلمانية تسير بالبلاد نحو تجربة جديدة تختبر فيها إرادتها من جديد تحت قيادة حكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، وتشارك فيها ابنة الإمارات التي أصبحت جديرة بالمشاركة في مختلف أوجه الحياة العملية بتعلمها وعلمها وحفاظها على هويتها ببناء شخصيتها على أسس سليمة. إنه وقت العمل بمزيد من الجهد والإخلاص من كل أبناء الإمارات كل في موقعه وخاصة الشباب الذين نؤمن بأنهم الحياة والحركة وبأنهم وقود المستقبل وصناع التطور ، والأبواب كل الأبواب مفتوحة أمامهم للمشاركة في دفع عجلة التقدم بمسيرة الاتحاد خطوات واسعة للأمام، فلتشتد السواعد لتحقق أملنا في تحمل الأجيال الجديدة للمسؤولية بكل الإخلاص وبكل الوعي بقيمة ما حققه الاتحاد لبلادنا وبكل القوة للمحافظة على إنجازاته. وليكن العلم هو سلاحنا الماضي في وجه التحديات ونحن نسير نحو المستقبل اليوم نتذكر ونذكر بأن اتحادنا غيّر وجه الحياة في الإمارات إلى الأبد وأعلى من قيمة الإنسان فجعله على رأس الأولويات لأنه الثروة الحقيقية للبلاد ، لأنه الهدف ، وقد انتقل الاتحاد بأبنائه من التفرقة إلى الوحدة ومن الخوف إلى الأمان ومن البطالة والجهل إلى العلم والمعرفة وجعلهم يعيشون في ظل منظومة صحية وتعليمية وثقافية واقتصادية مواكبة لأرقى المعايير العالمية ، إنه الاتحاد وحده الذي حول إماراتنا إلى دولة عصرية يرفرف علمها عالياً بين الأمم. فليكن حرصنا على اتحادنا أكثر من حرصنا على الحياة نفسها ولنتذكر ونذكر بأنه بين الأمم لا توجد أماكن للكيانات الصغيرة ولن توجد، ففي (الاتحاد قوة) وفي التفرقة ضعف وتلاش. الشيخ حميد بن راشد النعيمي : الاتحاد هو الروح التي تسري في وجدان كل الأمة وجه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان ، كلمة إلى مجلة (درع الوطن) بمناسبة اليوم الوطني الأربعين في ما يلي نصها : نحمد الله أن حقق لنا هذا الاتحاد الذي ننعم بثماره ، ونحمد الله الذي هيأ لنا قيادة رشيدة صنعت هذا الإنجاز ، ونحمد الله أننا نحتفل بالذكرى الأربعين ليومنا الوطني تحت شعار (روح الاتحاد) وقد أصبح الاتحاد هو الروح التي تسري في وجدان كل الأمة والحبل المتين الذي يجمعنا ويشد بعضنا إلى بعض في تآزر وتكاتف وتلاحم يجمع بين كل المواطنين وبين إمارات الدولة السبع. في هذا اليوم المبارك أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله، وإلى أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 1971 سطر التاريخ بمداد من نور ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن حول حكام الإمارات حلم الأجيال إلى حقيقة قائمة توجوا بها جهود أعوام من العمل المضني واللقاءات المستمرة لتنطلق أول تجربة اتحادية فريدة من نوعها في عالمنا العربي. اليوم نتذكر عطاء وتضحيات أجيال سابقة أعطت لهذه الأرض الكثير ، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، ومعه إخوانه الكرام الذين تتذكر الأجيال أسماءهم بالتقدير وتزن أعمالهم بميزان الاحترام والتعظيم. قاد الشيخ زايد موكب التأسيس والبناء ، فقدم العطاء الجزيل الذي سيظل أبد الدهر يطوق أعناقنا وسنظل قاصرين أن نوفيه حقه وشكره ، ويكفي زايد فخراً أنه بحكمته وإيمانه استطاع قيادة شعبه إلى أنجح مسيرة اتحادية حضارية وكان الأجمل والأروع هو الحفاظ على هذه التجربة والتأكيد على تطويرها لما فيه مصلحة شعب الإمارات وفخر الأمة العربية. إن في قيادتنا الحالية الأسوة الحسنة والمثل الحي ، فقد اختصنا الله بقيادة تجل وتوقر بناة دولتنا وصناع نهضتنا وتضع دائماً الوطن في حدقات عيونها ، وما فتئت تجدد العزم وتخلص النية في كل عمل ترجو من ورائه رفعة الوطن وعزة المواطن ومهما كثرت التحديات وتعاظمت الابتلاءات سوف تتواصل المسيرة فالطريق الذي سلكه زايد سائرون عليه حتى نؤدي الأمانة بكمالها والرسالة بتمامها. يسعدنا أن يأتي اليوم الوطني الأربعين هذا العام بإضافة جديدة وإغناء آخر لتجربتنا في المشاركة الوطنية عبر انتخابات المجلس الوطني 2011 التي تعزز نهج الشورى ، وهي استمرار لما بدأ في العام 2006 بانتخاب نصف أعضاء المجلس بعد أن وصلت دولتنا إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والإعلامية. إن انتخابات المجلس الوطني تفتح طريق المشاركة على أوسع أبوابه نحو آفاق الديمقراطية المتنامية التي لا تبلغها الشعوب إلا بنهج التطور المتدرج المرتكز على خصوصيتها والملبي لاحتياجاتها والمعبر عن آمالها، وإن هذه الخطوة من شأنها تعزيز وتقوية وتفعيل المؤسسات الاتحادية بما يقع على المجلس الوطني من استحقاقات جديدة في المرحلة المقبلة تعبر عن نبض المواطن الإماراتي. لقد نهضت دولة الاتحاد المباركة على ساقين قويتين قوامها العلم والمعرفة والتحديث الاجتماعي ثم طارت نحو الآفاق العربية والعالمية بجناح البناء الاقتصادي المنفتح على العالم وتطوراته وبجناح الثقافة والعلوم والآداب والفنون. وقد استطاعت الدولة الاتحادية وبتوفيق من الله تطوير الموارد البشرية المواطنة التي هي هدف التنمية وغايتها فسخرت الدولة كل مصادرها المالية لخدمة المواطن وبذلت كل طاقتها لتسليح الجيل الجديد بالعلم والمعرفة. ونحن واثقون تمام الثقة من أن هذا الجيل الناهض قادر بالعزم والمثابرة والجد والاجتهاد والعلم والعمل والإخلاص والأمل ، وبإذن من الله وتوفيقه ، أن يبلغ بهذا الوطن كل غاياته ويحقق أقصى طموحاته وغالي أمانيه. خلال أربعة عقود في ظل الاتحاد تحولت الإمارات إلى دولة عصرية مزدهرة ينعم مواطنوها بالرخاء والأمن فشيدت البنى التحتية باعتبارها أساساً لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مستوى الرفاهية للمجتمع حرصا منها على توفير الحياة الكريمة للمواطن. وفي ظل الاتحاد أيضاً تحققت إنجازات عظيمة بحيث صارت دولتنا مضرب المثل بين دول العالم لما تتمتع به من تقدم اقتصادي وتنمية متوازنة وأمن راسخ جعلها تحظى باهتمام العالم واحترامه لها وخير دليل على ذلك ما نشاهده ونلمسه من إقامة الكثير من المعارض الدولية والمهرجانات العالمية والمسابقات الرياضية في كل الإمارات وعلى مدار العام كله. ورغم تقلبات الأوضاع الاقتصادية والمالية العالمية فقد حققت الدولة طفرات اقتصادية لم يسبق لها مثيل أعطت الاتحاد بعده ومغزاه الحقيقي في نفوس كل أبناء الوطن مما جعل الإمارات نموذجاً متفرداً للدولة العصرية ذات الاقتصاد المتطور. وشهدت بلادنا في ظل الاتحاد نهضة تنموية وعمرانية وزراعية كبرى فاقت معدلات انجازها كل المقاييس وارتفع مستوى معيشة الفرد بمعدلات عالية بفضل مبدأ المساواة وتوزيع الثروات وتوافر الخدمات الحديثة والتي وصلت إلى كل مواطن حتى في المناطق النائية. ونالت المرافق الصحية نصيبها الكامل من العناية التي لا تنفصل عن العناية بصحة الإنسان من أجل مواطن معافى في بدنه قادر على العمل والإنتاج وقد انتشرت المستشفيات والمراكز الصحية في كل إمارات الدولة لتصبح الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في تقديم الرعاية الصحية. وشهد مجال الطرق إنشاء العديد من الطرق الحديثة التي امتدت إلى كل إمارات الدولة وبأحدث المواصفات العالمية وترافق ذلك مع تشييد أحدث الموانئ والمطارات. ولم يغب عن دولة الاتحاد الاهتمام بالتراث لربط الأبناء بقيم وتقاليد وموروثات الآباء والأجداد فجاء الاهتمام بمختلف الرياضات البحرية التي تمثل مرحلة زاهية في تاريخنا. إن الذكرى الأربعين لليوم الوطني لدولتنا هي مناسبة لتجديد العهد لصاحب السمو رئيس الدولة ، حفظه الله ، على مواصلة المسيرة لأجل الغد الأكثر إشراقاً وازدهاراً ، نبارك لقيادتنا وشعبنا هذه الذكرى الوطنية العزيزة. الشيخ حمد بن محمد الشرقي : الاتحاد طريق القوة والعزة والمنعة والخير وجه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة كلمة إلى مجلة (درع الوطن) بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها : يوم الثاني من ديسمبر/ كانون الأول لا يشبه في عظمته إلا عظمة إرادة الرجال المؤسسين للاتحاد ، من آمنوا بأن الاتحاد هو طريق القوة والعزة والمنعة والخير وعاهدوا الله على الإخلاص والعمل لتوفير الحياة الكريمة للشعب وعملوا بجد واجتهاد وفي حناياهم روح الاتحاد ليصنعوا مجداً تليداً يشار إليه بالبنان رافعين بإنجازاتهم علم الإمارات عالياً خفاقاً ليعانق هام السحاب ، رجال يسكننا حبهم كما يسكن خيرهم الدنيا فرحم الله من غادر الحياة ، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، وأمد الله بعمر من واصل المسير على النهج ذاته خليفته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، وسدد خطاه. وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة ودولتنا الإمارات في الذكرى الأربعين لقيام الاتحاد بأبهى حلة لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى الله تعالى بوافر الحمد والشكر على جزيل نعمه وعلى ما وفقنا فيه من إنجازات إنسانية وعمرانية. وإنه ليسعدني أن أرفع أسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله ، ولإخواني أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى شعب الإمارات الوفي بهذه المناسبة الغالية علينا جميعا. ليست مصادفة أن يحظى الثاني من ديسمبر بمكانة كبيرة في حياة أبناء الإمارات وإخوانهم العرب داخل وخارج الدولة وكل إنسان يعرف الإمارات وبانيها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، ويحب من خلفه وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله. فقد كانت قيادة (زايد) الخير هي من أهم الدعائم التي ارتكز عليها الاتحاد وحقق من خلالها معجزة اسمها (دولة الإمارات العربية المتحدة) نقشتها الإرادة والحكمة ، حيث آمن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، منذ البداية بفكره الثاقب وعمله الدؤوب أن الاتحاد مصيرنا ومحقق طموحاتنا لذا أبصرناه بكل إخلاص ووفاء يعمل على غرس بذور الوحدة والترابط في كل أنحاء الوطن. نحتفل اليوم بعرس الإمارات الذي تجسدت ملامحه سابقاً في المشاركة الوطنية الديمقراطية بانتخابات المجلس الوطني الاتحادي ونجدد الفرحة وقلوبنا عامرة بالأمل في حاضرنا البهي ومستقبلنا الأبهى وقيادتنا الرشيدة تسعى للتمكين ودعم المواطن في كل المجالات لأنها تثق بقدراته وكلها يقين أنه سيبذل الغالي والنفيس ليعطي ويشارك في بناء صرح الوطن. فقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل الله تسير بخطى واثقة ثابتة من مجرد صحراء لا لون أخضر يسكنها ولا معلم يميزها إلى صورة أخاذة للتفاعل الحي بين المبادرات الجريئة والأصالة الحضارية والإبداع الإنساني بأجمل تجلياته فأصبحت دولتنا تتمتع بمكانة عظيمة راسخة إقليمياً وعربياً وعالمياً ، وأصبحت عضواً فاعلاً في الأسرة الدولية تحظى باحترام وتقدير الجميع. وامتدت النهضة إلى الناحية التعليمية والثقافية في كل الإمارات وتنوعت ما بين مدارس ومعاهد وجامعات أسهمت في تخريج أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة ومدركة وواعية ومنتجة ، كما حظيت الأسرة في دولتنا بالرعاية والاهتمام بتوفير كل سبل العيش من عمل ومسكن ونرى ذلك جلياً في مشروع زايد للإسكان الذي يساعد على بناء سكن جيد يجد فيه المواطن الراحة والاستقرار. قبل الختام لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى الله العلي القدير بأن يغفر الله لفقيد الوطن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، ويسكنه فسيح جناته ويسدد خطى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، ويديم علينا الأمن والأمان. أكد أن الانتخابات تشكل ثمرة الإنجاز الشيخ سعود بن راشد المعلا : دولتنا مجتمع للعدل والعيش الهانئ الرغيد وجه صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين كلمة إلى مجلة (درع الوطن) بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها : تهل علينا الذكرى الأربعون لليوم الوطني المجيد ودولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت نتائج انتخاباتها لنصف ممثلي شعب الإمارات في المجلس الوطني الاتحادي حيث كان تطوراً يسجل التاريخ بأنه من إنجازات رئيس دولتنا الفتية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، حفظه الله ، والبلاد مقدمة الآن على تلك المشاركة الثانية في شؤون الحكم ، إضافة إلى ثمار الإنجاز المرافق لها بإتاحة الفرصة للمرأة بأن تترشح وتنتخب لعضوية المجلس الوطني وهو حق من حقوقها ، حيث أثبتت تلك التجربة الحديثة قريبة العهد بأن المرأة في الإمارات قد صارت وبحق جديرة به وكان من حسن الطالع نيل إمارة أم القيوين شرف الفخار به في هذا السبيل ولا شك في أن تلك المبادرة توضح بجلاء اتجاه صاحب السمو رئيس الدولة وصاحب السمو نائبه وأصحاب السمو حكام الإمارات لوضع الوطن على مدارج التطور الدستوري لممارسة شؤون الحكم الرشيد بمشاركة أبنائه وبناته. وقد درجنا فيما مضى من أعياد وطنية على أن نجعل من ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل نستعرض فيها ما أنجزناه من طموحاتنا بشأن منهاجنا الوطني لمواصلة تطوير دولة الاتحاد وعزتها والارتقاء المتواصل بسبل العيش فيها ، وما نسعى لتحقيقه من ذلك وكنا نستلهم في تأملاتنا خطة الطريق التي انتهجها مؤسس هذا الصرح العظيم طيب الذكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، ورفاق دربه الغر الميامين وقد طمأنتنا قيادة الشيخ خليفة بأننا على ذلك النهج القويم سائرون. وكانت أولى اهتمامات دولة الاتحاد تنمية مواردها وتهيئة سبل الحياة فيها لتكون مجتمعاً للكفاية والعدل والعيش الهانئ الرغيد ليس لمواطنيها فحسب بل لكل من هيأت له سبل العيش فيها أيا كان ما يمارسه من نشاط مشروع بها سواء كانت غايته منفعة ذاتية أو مصلحة مشتركة مباشرة أم غير مباشرة ويتجلى ذلك في اهتمام قياداتها على كل المستويات بأن تكون وقد صارت بحق مجتمعاً تتوفر فيه البيئة المستوفية للمعايير السليمة للمجتمع الإنساني المعافى وتتخذ من التطور العلمي هادياً ومرشداً لها. وعلى الرغم مما حباها الله به من نعمة النفط فها هي تتصدر المستثمرين في مجالات الطاقة المتجددة استشرافاً للمستقبل والتطور وتداعياته وإدراكاً من المسؤولين بأنه حتى في حالة حلول مصادر طاقة أكثر ملاءمة للحفاظ على البيئة فإن النفط سيظل سلعة قيمة كمادة أولية للكثير من المنتجات الصناعية ذات الجدوى الاقتصادية العالية. ولم تقتصر اهتمامات دولتنا بالشؤون العالمية على ما يحدث في المجال العربي والآسيوي بل تعدته وعلى الأخص في الشؤون الإنسانية إلى المجال العالمي فقد صار علم دولتنا خفاقاً ، حيثما حلت كارثة عامة فأصبحت مثالاً يحتذى به في التعاون الدولي وبث روح التعاون والإخاء بين الشعوب . وفي الختام نتضرع إلى المولى العلي القدير أن يكلأ دولة الاتحاد برعايته وأن يحقق ما نصبوا إليه من رفعة وازدهار لها وأن يسبغ الصحة والعافية على رئيس الدولة ونائبه وإخوانهما حكام الإمارات. أكد أن القوات المسلحة درع الوطن المنيع الشيخ سعود بن صقر القاسمي : اتحادنا انطلق من الإيمان والإرادة والعزيمة الصلبة التي لا تلين وجه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة كلمة إلى مجلة (درع الوطن) بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها. تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً في الثاني من ديسمبر 2011 بحلول الذكرى الأربعين لليوم الوطني الذي يمثل يوماً خالداً في تاريخ دولة الإمارات ، حيث نتذكر مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، وإخوانه الرواد بناة الاتحاد الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى سائلين العلي القدير أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته. إن احتفالنا بقيام الاتحاد لا يمثل احتفالاً بمجرد ذكرى تاريخية عابرة ، وإنما هو انبعاث لكيان انطلق من الإيمان والإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد وإخوانه الرواد ، وتجسيداً لأحلام وتطلعات شعب الإمارات في إنشاء كيان عصري تسوده روح التعاون والتكامل والمساواة والإيمان. أربعون عاماً من العمل الدؤوب في البناء والتشييد والتعمير في ظل القيادة الرشيدة التي حققت نهضة تنموية في جميع المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية في ظل استقرار أمني وسياسي ومساندة للقضايا العربية والإسلامية والإنسانية. فعلى الصعيد المحلي وانطلاقاً من إيمان دولتنا بأن الإنسان المتعلم هو الدعامة الأساسية التي يمكن أن يعتمد عليها الاتحاد جاء اهتمام الدولة بتوفير المدارس والمعاهد والكليات ومؤسسات التعليم الفني والمهني والجامعات بمختلف فروعها وتخصصاتها لإعداد جيل من المؤهلين يكون قادراً على تحمل مسؤولياته في جميع المجالات بكل كفاءة من أجل النهوض بالمجتمع وتطوير قدراته وإمكاناته ليتمكن من مواكبة مسيرة الحضارة في جميع الميادين. وانسجاماً مع هذا النهج أيضاً تواصلت مسيرة الإنجازات في ميادين الصحة ، حيث تحققت طفرة في مجال الخدمات الصحية والطبية من حيث تنوعها وتوسع انتشارها وإدخال أحدث التقنيات العلاجية في مستشفيات الدولة العامة والخاصة ، ما أسهم في بناء مجتمع سليم معافى. ولقد تم إنجاز البنية التحتية من مدن وطرق وجسور وموانئ ومطارات ، وأقيمت العديد من المشروعات الصناعية الكبرى ، كما أولت الدولة اهتماماً كبيراً بقطاع الزراعة والثروة السمكية والحيوانية والتجارة والسياحة وشجعت الاستثمار في هذه المجالات وحثت على تطويرها وعلى توفير المناخ الملائم لنجاحها. كما أولت الدولة اهتماماً خاصاً بقضايا المرأة التي حققت مكاسب كبيرة من خلال تبوئها لمناصب عليا في الدولة، وإقرار العديد من التشريعات التي تكفل حقوقها. أما في مجال الدفاع والأمن فقد حرصت الدولة على توفير كل الإمكانات وتسخير الموارد لتعزيز دور القوات المسلحة باعتبارها الدرع المنيع لهذا الوطن، فتم إنشاء المعاهد والكليات العسكرية وتزويدها بالخبرات والكوادر المتميزة والاهتمام بتسليح قواتها حتى تتمكن من الدفاع عن تراب الوطن الغالي ، كما أن الدولة أوكلت للشرطة والأمن دوراً مهماً وفعالاً في تحقيق المهام الكبيرة الملقاة على عاتقها ، وذلك ضد أية محاولة لتعكير صفو الأمن والاستقرار. وعلى الصعيد العربي كرست قيادة دولتنا الرشيدة بما تتحلى به من الحكمة وبعد النظر والحنكة السياسية الكثير من الجهد والوقت لتحقيق الوفاق بين الأشقاء العرب وحل خلافاتهم بالمنطق السليم من أجل تعزيز التضامن العربي وتوحيد الصف وتأكيد دور الأمة العربية ومكانتها في العالم. ويشهد تاريخ دولة الإمارات مواقفها في خدمة القضايا العربية والإسلامية العادلة ، بل الإنسانية جمعاء، على أساس الحق والعدل والمساواة ودعواتها المتكررة لتضامن الأمة ووحدتها ومساهمتها المادية في كثير من المشروعات التنموية لهذه الدول ، الأمر الذي أكسب دولة الإمارات بفضل قيادتها الحكيمة احترام وتقدير الجميع على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية كافة. وفي إطار هذا النهج السياسي الحصيف والمتزن حرصت دولتنا على إطلاق العديد من المبادرات السلمية لإنهاء الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات العربية المتحدة الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) بالحوار المباشر والمفاوضات وتأكيد حق الإمارات الثابت في الجزر الثلاث وقد لقيت دولة الإمارات تجاوباً ودعماً كبيراً في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي لبحث الحلول لإنهاء قضية الجزر المحتلة مع إيران، ونأمل في أن تستجيب إيران لصوت العقل فتعيد الجزر المحتلة لأصحابها الشرعيين وبذلك تسود علاقات الود والإخاء وحسن الجوار معها. ولا يسعنا ونحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة إلا أن نتوجه بأسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله ، وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات ، وإلى أولياء العهود ، وإلى شعب الإمارات الأبي ، متمنين لهم المزيد من التقدم والازدهار. راجين من الله العزيز القدير أن يسدد على طريق الخير خطانا ومتوكلين عليه سبحانه في أن يكتب لنا النجاح والتوفيق فيما نسمو إليه من جهد لإبقاء اسم وعلم دولتنا الإمارات الحبيبة خفاقاً بين الأمم ، وأن يطرح الله البركة والنماء في هذه الأرض الطيبة الطاهرة ليجعلها دوماً بلاد خير وعطاء لكل شعوب الأرض. ننتظر دوراً فاعلاً للنخبة الإماراتية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان : الإمارات بعد الأربعين بقيادة خليفة ستكون أكثر ازدهاراً ورقياً وجه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة كلمة بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها : يحل اليوم الوطني لدولتنا مقبلاً من زمن غير بعيد تجلت فيه عزيمة المؤسسين وحكمة قائد وإصرار شعب على الوحدة في البداية توقع كثيرون له الفشل الذريع ، حتى إذا ما مرت الأعوام الثلاثة الأولى من عمره تولى كل الإمارتيين الدفاع عنه لأنهم اقتنعوا بأن المصير واحد كما عبر عن ذلك إنجاز المؤسس القائد الشيخ زايد ، يرحمه الله. أضاف سموه في كلمة تصدرت العدد الأخير من مجلة (الإعلام والعصر) التي تصدر عن مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، في عددها الخاص بالذكرى الأربعين لليوم للوطني : اليوم تبلغ دولتنا سن الرشد وقد حققت الكثير من أهداف الاتحاد لكن لا يزال الطريق أمامنا طويلاً ونحن عازمون بحول الله على الوصول إلى مرحلة أكثر رقياً وازدهاراً بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، لأن مرحلة التمكين هي خطاب الحاضر والمستقبل ، وهي أيضاً تعلق الهمم بتحقيق الآمال الكبرى وذلك لن يكون بالتمني ولكن بالعمل الصالح والجاد وهو ليس واجب القيادة فقط ولكن واجب الشعب أيضاً إذ عليه أن يغتنم فرص الرخاء والعدالة والحرية ليثبت ذاته ويساهم بشكل فاعل في تطوير وطنه. وأضاف سموه قائلاً : لقد كنا حقاً في مستوى التحدي والاستجابة من خلال تاريخنا وفكرنا العربي وقد ظهر بعد ذلك في البناء والتعمير وتعميم الخير على كل الإماراتيين بل وعلى غيرهم من أمم الأرض ما استطعنا لذلك سبيلاً. وأشار سموه إلى أن الاحتفال باليوم الوطني واجب وحق شرط ألا يكون مجرد شعور عام بالفرح تهز أصحابه ذكريات المروءة وحكمة القادة المؤسسين دون العمل بها كما أنه ليس حالة خاصة لجمع الشعب ولا هو مجرد مظهر فلكلوري ، إنه أهم وأكبر من ذلك بكثير ، إنه إقبال من أجل البناء ووفاء بالعهد ، ورعاية للأمانة ، وقناعة بالتوطين داخل الأنفس. وأضاف سموه : اليوم لم يعد الحديث عن الماضي بما فيه من إنجازات كافياً ولا حتى الحديث عن الحاضر بالرغم من كونه مفرحاً ومبهجاً سواء بالنسبة لطموحاتنا أو مقارنة مع باقي دول العالم إنما علينا الاهتمام بالمستقبل خاصة وأن كل الاستراتيجيات والخطط والمشاريع التي يتم تنفيذها في الوقت الراهن هدفها العيش في المسقبل ، وإذا كنا نرى أن الاستمرار في النجاح يتطلب تجنب الأخطاء أو التقليل منها والتنبيه إليها بل والتعبير بصوت مسموع عن كل القضايا المطروحة فذلك لأننا نسعى من أجل المستقبل وحين يكون تفكيرنا على هذا النحو نصل بكل تأكيد إلى أهدافنا المنشودة وذلك من خلال مساهمة الأجيال بجد ووعي في التحضير للزمن الإماراتي المقبل. ونوه سموه بدور النخبة الإماراتية بقوله : ننتظر إذن دوراً فاعلاً للنخبة المثقفة في إمارات ما بعد الأربعين تتخذ من حكمة زايد مرجعية ومن اتحاد الإمارات حماية ومن قيادة خليفة قدوة وتجاوباً ومن تحقيق استراتيجيات الدولة هدفاً ومن أحداث أمتها والعالم درساً ومن إدراك الأخطار تبصراً ومن وضعها المميز في دولتها مغنماً ، نخبة لا تتولى يوم زحف الأفكار الهدامة ولا تركن للرخاء وتؤمن بقيمة العمل ، نخبة واعية لدورها ورسالتها متحملة لمسؤولياتها قي ظل دولة متصالحة مع عصرها ومشاركة فيه. وانتهى سموه إلى القول : إمارات ما بعد الأربعين ليست حلماً لأننا تجاوزنا الحلم وحققناه منذ أربعة عقود ولا هي واقع لأن لحاضر اليوم واقعه الخاص ، إنها استراتيجيات نسعى بعزم لتحقيقها هي في عالم الغيب من حيث النهايات ولكنها حق لجهة الدعوة إليها والعمل من أجلها وشباب اليوم هم قادتها فليتبؤوا مقاعدهم من الآن في دولة المستقبل التي تلوح في الأفق ملامحها سترث من إمارات اليوم الكثير لكنها ستعبر عن زمانها الخاص وعن قناعات أهله. الشيخ محمد بن زايد آل نهيان : خليفة يواصل مسيرة العطاء مجسداً معاني النبل والصدق والوفاء وجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمة، بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها : يكشف لنا الثاني من ديسمبر من كل عام مدى الإصرار والمثابرة في بناء الوطن ، ويؤكد عزيمة الرجال الذين هبوا لبناء صرحه وتعزيز بنيانه ودعم أركانه ، ولعل الذكرى هذا العام تحمل في طياتها خصوصية العقود الأربعة من عمر دولتنا الغالية التي انطوت على جهد وصبر وكفاح لتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المكانة المرموقة التي وصلت إليها ، وتكون مضرب المثل، ورمز الساعين إلى تقدم أوطانهم ورفاهية شعوبهم. وتحكي مسيرة الأربعين عاماً بصدق قصة اتحاد هذا الوطن الذي اختط له نهجاً واضحاً ، يقوم على مضاعفة الجهود والاستغلال الأمثل للزمن ، بما يحقق تطلعات القيادة الحكيمة في تقوية دور الحكومة الاتحادية من خلال وضع التشريعات الفعالة والسياسات المتكاملة في التخطيط والتنفيذ ، وتعزيز التنسيق والتكامل الفعال بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والتركيز على منهجيات التخطيط الاستراتيجي والتطوير المستمر للأداء والتفوق في النتائج ، آخذين في الاعتبار إدارة الموارد الحكومية بكفاءة. وما يميز التجربة الإماراتية إنسانية توجهاتها وشمولية اهتماماتها ، ففي أربعة عقود من المسؤولية الوطنية والإبداع المميز ، برز اتحادنا دولة حديثة قوية تسمو بروح العدالة واحترام وحماية حقوق الإنسان في تجسيد رائع لمنظومة المثل والقيم العربية الإسلامية الحقيقية الأصيلة ، وقد ترجمت إيمانها هذا بالعمل على نشر ثقافة الانفتاح وإشاعة مفاهيم الصداقة ، وقبول واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة ، التي توفر للشعوب فرص الانصراف إلى بناء الأوطان والمجتمعات وتأمين العيش الكريم. واتحادنا اليوم كما هو بارز للعيان يضطلع بأداء كفؤ تقف خلفه همة عالية ، كاشفاً عن حرصه الدائم على مواكبة الحداثة والاستفادة من الجديد على مستويات العلم والفكر ، ليكون اليوم شاهداً حياً على التطور والتقدم في وطننا العربي ، ومحيطنا المجاور ، وفي أرجاء المعمورة من دون المساس بتراثنا العريق. إنها إماراتنا الغالية ، فنحن تحت راية الاتحاد عشنا وتحت سمائه ترعرعنا وكبرنا ، وفوق أرضه ازدهرنا وتقدمنا ووصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من خير وعز ورخاء ، فهنيئا لنا جميعاً بعيده الأربعين ، هنيئاً لشعب هذه الملحمة التي ، سطرها وأسسها ، طيب الذكر المغفور له ، بإذن الله ، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات ، لقد أثبتم من خلال الإنجازات التي تحققت أنكم على قدر المسؤولية في بناء صرح الاتحاد على قواعد راسخة وأسس قوية. إننا في هذه الذكرى نجد أنفسنا أمام دولة تنهل من مسيرة البناء التي أرساها الآباء المؤسسون، فمنذ تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، حفظه الله ، قيادة دفة سفينة الاتحاد ، وسموه سائر على درب المغفور له ، بإذن الله تعالى ، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، مواصلاً العطاء ومجسداً معاني النبل والصدق والوفاء كلها وصولاً إلى رفاه البلاد وخيرها واستقرارها ، مؤمناً إيماناً راسخاً بمقولته إن (آمالنا لدولتنا لا سقف لها وطموحاتنا لمواطنينا لا تحدها حدود وتوقعاتنا للمستقبل تزداد يقينا ونحن نستقبل عهداً جديداً يعكس رؤى وطنية طموحاً ، لمرحلة آخذة في التشكل تدريجياً تكريساً لمبادئ أعلناها تمثل ميثاق عمل وخريطة طريق لمرحلة سمتها الشورى وسيادة القانون ونهجها تحديد المسؤوليات وتفويض السلطات والمساءلة ، وغايتها إقامة العدل وتمكين أفراد هذا المجتمع كلهم من الإسهام الفاعل والمشاركة الإيجابية في صنع المستقبل). إن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك عن يقين أن الإنسان هو هدف عملية التنمية وأداتها في الوقت نفسه ، ومن هنا سيظل الاهتمام بالتنمية البشرية غاية هذه القيادة ومقصدها ، وقد حرصنا على بناء الإنسان باعتباره اللبنة الأساسية في المجتمع واضعين الخطط والبرامج الطموح لإعداده وتأهيله ، ليكون متسلحاً بأحدث التقنيات والوسائل العلمية المتطورة ، بما يصقل مواهبه ومهاراته، ويؤهله على النحو المطلوب لسوق العمل مبتكراً ومنتجاً ومساهماً حقيقياً في مسيرة النهضة الوطنية إلى جانب الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ليكونوا منتجين ومساهمين حقيقيين في التنمية الشاملة للوطن ، حيث إن مسيرة أربعين عاماً من اتحادنا المبارك أكدت بما لا يدع مجالاً للشك ان المواطن يعد عنصراً مهماً في تقدم الدولة ، وسيظل شريكاً في صناعة المستقبل بما يدعم التجربة التنموية في البلاد. مرتبة متقدمة وفي هذا السياق فقد حققت دولة الإمارات مرتبة متقدمة بين دول العالم في مجال التنمية البشرية ، حيث احتلت المركز ال30 في تقرير دليل التنمية البشرية لعام ، 2011 الذي تصدره الأممالمتحدة ، من بين 169 دولة شملها التقرير ، كما جاءت في المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية. إن احتفالنا باليوم الوطني الأربعين مدعاة فخر لنا جميعاً بكل ما حققناه من نهضة شاملة طالت أنحاء الوطن، وعم خيرها المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات كلها ، وليس الاقتصاد إلا أحد المرتكزات الرئيسية في مسار التنمية ، فقد أكدت الرؤية الاستراتيجية الشاملة للدولة على تعزيز اقتصادنا الوطني ودعم الصادرات غير النفطية ، في إطار نهج التنويع الاقتصادي وتهيئة الأسواق العالمية أمام المنتجات الوطنية ، والاستفادة من المنصات العالمية المختلفة للترويج الأمثل للفرص الاستثمارية في الأسواق المحلية في مختلف القطاعات ومساعدة الشركات الوطنية على إقامة شراكات وتحالفات استراتيجية مع الشركات العالمية للاستثمار داخل الدولة وحماية الاستثمارات الوطنية في الخارج ، وهذا التطور الاقتصادي الكبير الذي حققته الدولة تعكسه التقارير الدولية ، التي تكشف عن استمرار تقدم الدولة وتنامي قدراتها الاقتصادية. تمكين شامل ويأتي الثاني من ديسمبر لهذا العام ونحن ننطلق في طريق التمكين الشامل الذي يأتي في صدارته استمرار التزام ترسيخ مبدأ المشاركة الشعبية وتعزيز دولة القانون ، وتمكين المواطن من المشاركة في صنع قرارات السياسة العامة للدولة ، وتفعيل الصلة بين المواطنين ومؤسسات الدولة المختلفة وهو أمر كان ولا يزال مرتكزاً مهماً في عملية صنع القرار واتخاذه، ومن هذا المنطلق جاءت الانتخابات الأخيرة ل(المجلس الوطني الاتحادي) لتتيح الفرصة لمشاركة أكبر من قبل المواطنين في العملية الانتخابية لتكون انطلاقة لتطوير المجلس وتعزيز دوره ومكانته في النظام السياسي. وجاء التعديل الدستوري من أجل زيادة سنوات دورة (المجلس الوطني الاتحادي) إلى أربع سنوات ، ليؤكد أن مرحلة التمكين ليست مجرد توجهات عامة ، وإنما هي خطوات وبرامج ورؤى يتم تطبيقها على أرض الواقع، تعميقاً للمشاركة الشعبية وإنضاج التجربة البرلمانية. من هنا فإننا نعتبر انتخابات (المجلس الوطني الاتحادي) ، فرصة مثالية وخطوة تاريخية للتقدم وتوسيع الدور البرلماني في ساحة العمل الوطني بما يرسخ البنى الدستورية والتشريعية للدولة ، وبعد ان كانت (الشورى) ركيزة لازمت مجتمع الإمارات منذ بداياته لتتطور في آلياتها ومضامينها ، تجاوباً مع المتغيرات التي صاحبت هذا المجتمع. وكنا نعي منذ البداية أهمية تواجد المرأة في ميادين العمل الوطني وترسيخ ثقافة مجتمعية تساند مشاركة المرأة في الشأن العام ، وكان لإنجازاتها ، ما يحملنا على الفخر والاعتزاز بدور المرأة الإماراتية المتميز في مسيرة الاتحاد ، وحضورها المؤثر في الحياة العامة ، مثمنين ما حققته من نجاحات تحسب لها في مختلف المناصب والوظائف التي شغلتها والتي تجاوزت فيها المرأة في عدد من القطاعات نسبة الرجال ، وتعكس في الوقت نفسه استجابة واعية لنهج الدولة في الاهتمام بتمكين المرأة وحشد طاقاتها. وقد سعت الدولة لتفعيل مفاهيم العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي في نفوس الشباب تكاملاً مع الدور الحكومي الساعي لخدمة المجتمع ، انطلاقاً من مبدأ التعاضد والتآزر وعمل الخير بين أفراد المجتمع الواحد. قفزات ومنجزات وفي مجال التعليم تحققت قفزات ومنجزات نوعية متلاحقة ، فنحن نعول على القطاع التعليمي في صناعة رأس المال البشري عالي الكفاءة ، حيث قامت الدولة بتوظيف الإمكانات والموارد كافة لنشر ثقافة المعرفة وتحديث المناهج مع ضمان تحقيق نوعية تعليم عالية الجودة ، كما انصبت الجهود في مجال التعليم العالي على تأمين احتياجات سوق العمل والإنتاج وإقامة العديد من مراكز البحوث العلمية والتكنولوجية والتحليل العلمي من أجل تلبية تلك الاحتياجات ، داعين إلى الاستمرار في تطوير الخطط والبرامج التعليمية والارتقاء بها في مختلف مراحلها للوصول بها إلى العالمية من دون تفريط بثوابت هويتنا الوطنية ، حيث إن هذا القطاع يعد مركز إشعاع فكري وحضاري ، حتى نلحق بموكب الرقي والتقدم العالمي ، كما سعت الدولة إلى توطين التقنيات الأكثر تقدماً ، من خلال التركيز على صناعة التقنيات المتطورة كصناعة الطاقة المتجددة ، والطاقة النووية ، والهندسة الوراثية ، والإلكترونية ، والطيران ، وعلوم الفضاء ، وغيرها من الصناعات. لقد ظل التعليم الهاجس الأكبر للدولة ، ما تطلب تبني خطة مستقبلية لتطويره في السنوات العشرين المقبلة ، لنصل به إلى مستويات قياسية تتماشى مع معطيات التكنولوجيا والعلوم الحديثة ، وتركز هذه الخطة على تحسين التحصيل العلمي للطلبة ، وتهيئة بيئة مدرسية ملائمة ، وتنمية روح المواطنة ، وتطوير المناهج وتحسين أداء المعلمين ، وتوفير احتياجات المدارس ، وتوحيد أنظمة التقويم ، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق جودة عالية للتعليم الحكومي والخاص وتفعيل مشاركة أولياء الأمور وبناء قدرات مواطنة متخصصة في مجال التعليم. وفي إطار الحرص على تعزيز دور القطاعات الخدمية ، فإن ثمة تقدماً كبيراً حدث على هذا الصعيد ، فالرعاية الصحية واحدة من أهم أولويات الدولة في إطار حرصها على صحة المجتمع ورعايته ، واستجابة لخطط التنمية الوطنية والاستراتيجية الهادفة إلى رفع مستوى الخدمات الطبية ، حيث شهدنا نمواً وتطوراً متسارعين في جوانب هذا القطاع كافة ، سواء من خلال الكوادر الطبية المؤهلة والمتخصصة ، أو لجهة تطوير التخصصات الطبية الدقيقة بإمكانات علمية ومادية ، وتأمين رعاية صحية ، والعمل في الوقت نفسه على تطوير الكوادر الطبية الوطنية من التخصصات كافة ، وتوفير الخدمات الصحية وفق المعايير العالمية وبأفضل المستويات ، وما زلنا نتطلع إلى مزيد من الدعم والتطوير لهذا القطاع وتحسين مردوده خدمة للمواطنين والمقيمين إلى جانب ما أولته الدولة من اهتمام خاص بالبيئة والموارد الطبيعية والحفاظ عليها حتى تنعم أجيالنا القادمة بحياة سعيدة مزدهرة آمنة. أداء عال لقد استطعنا خلال العقود الأربعة أن نعزز الأداء العالي لقواتنا المسلحة ، والتي تعد أحد أهم المفاصل الدفاعية في صيانة الأمن الوطني والحفاظ على المنجزات وصون المكتسبات ودعم التنمية في وطننا الغالي وليكون لها النصيب الوافر من التطوير والاهتمام ، إذ جرى التركيز على تطوير القوة الذاتية ، وتعزيز القدرات الدفاعية لها ، عن طريق اعتماد المعايير النوعية على مستوى التدريب والخطط على نحو يلائم متطلبات العصر ، بما يجعل قواتنا المسلحة قادرة على تنفيذ كل ما يوكل إليها من مهام خاصة بالدفاع عن الوطن ، ناهيك بمساهماتها في جهود حفظ السلام الدولية في أكثر من موقع ومكان من خلال مشاركتها في العمليات الإنسانية تحت مظلة الأممالمتحدة ، وبما ينسجم مع القيم الأخلاقية العليا ، مجسدة ثوابت عقيدتها في الانتصار للحق والدفاع عنه ، وهي العقيدة المؤسسة على النهج الإماراتي في التعاطي مع القضايا الدولية ، الذي يقوم على مبدأ تغليب ثقافة الحوار والتعايش السلمي والالتزام بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين ، ونبذ العنف والإرهاب بصوره وأشكاله كلها ، حيث إن الأمن اليوم لا يتحقق بمعزل عن دول العالم. إن الدرجة العالية من الأمن والاستقرار الذي تتمتع به الدولة بفضل الله ، إنما تنطلق من فهم حقيقي لمتطلبات قطاع الأمن ، من خلال قيام الأجهزة الشرطية المختلفة بالعديد من المهام والأعباء للحفاظ على الأمن الوطني ودرء المخاطر المحتملة وتوفير الأمان والاستقرار لأفراده ، وقد حققت قوات الأمن الداخلي والشرطة إنجازات كبيرة في مجال تأسيس شرطة عصرية قادرة على توفير كل مقومات الأمن لجميع السكان ، والعمل على تطوير مهارات الكادر الوطني ، وتزويده بالجديد في عالم الأمن ومكافحة الجريمة والإرهاب. ومثلما حققت عملية التنمية الشاملة إنجازات باهرة على الصعيد الداخلي فإن مواقف الدولة وسياستها الخارجية طوال الأربعين عاماً الماضية هي محل فخر واعتزاز أيضاً ، فقد حرصت الدولة على المشاركة الإيجابية الفاعلة في القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة الخليجية ، ودعم مسيرة (مجلس التعاون لدول الخليج العربية). وعلى المستوى الدولي ، فإن السياسة الخارجية الإماراتية انطلقت في حركتيها الإقليمية والدولية ، بما يتوافق مع المتغيرات الدولية المختلفة. حيث شهدت الدبلوماسية الإماراتية نجاحات متزايدة محافظة على الثوابت نفسها التي أرسيت منذ إنشاء الدولة ، التي كان لها كبير الأثر على مستوى العلاقات الدولية يكملها اعتماد سياسة الانفتاح والاعتدال وحسن الجوار على الصعيدين الإقليمي والدولي ، مع الأخذ بالحكمة والتعقل ، فضلاً عن المحافظة على الأعراف والمواثيق الدولية وشجب العدوان والإسهام في حفظ الأمن والسلام والاستقرار ، ورفض أشكال الإرهاب كافة ، ومظاهره وأهدافه ووسائله وإدانتها ، وليعكس السلوك السياسي الخارجي عن إيمانه العميق بتحقيق العدالة في العلاقات بين الدول ، بما في ذلك ضرورة التزام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والسعي إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية. مواصلة المسيرة وإننا إذ نحتفل اليوم بالذكرى الأربعين لتأسيس دولة الاتحاد وما تحقق من إنجاز كان نتاج عمل شاق وجهد كبير ، فإننا نعلن مواصلة المسيرة ، لنظل على العهد أمناء ، ولقائدنا ودولتنا أوفياء ، وسنستمر في العطاء ليكون الغد أكثر إشراقاً ، والمستقبل أكثر رخاء للأجيال القادمة ، معاهدين الله والقائد والوطن أن نبذل كل غال ونفيس ، ونعطي بلا كلل ، ولا ندخر جهداً أو عملاً يمكن أن يسهم في دفع عجلة التقدم ، بما يحافظ على مكانة الدولة المرموقة التي بلغتها حتى اليوم. وفي الختام أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بالتهنئة والتبريكات إلى سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ورعاه ، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله ، وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات ، حفظهم الله ، وإلى شعب الإمارات المخلص الوفي ، نشد على أياديكم من أجل مواصلة العطاء المتميز لرفع راية اتحادنا الشامخ ، ولتكونوا داعماً للإنجازات النوعية في كافة الميادين ، داعين الله العلي القدير أن يمن على وطننا الغالي بالمزيد من التطور والرقي في مسيرة البناء والإنجازات والمكتسبات ، ويلبي أماني أبناء هذا الوطن العزيز وتطلعاتهم. الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان يفتتح معرض الاتحاد تحت رعاية أم الإمارات ويضم أربعة أجنحة افتتح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي فعاليات معرض الاتحاد الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الأعلى للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة. ويتناول المعرض أهم المعالم التي تحكي مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بماضيها وحاضرها ومستقبلها ، كما يسلط الضوء على أهم المحطات الرائدة في التنمية والازدهار خلال الأربعين عاماً الماضية. حضر الافتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة ، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ، وعبدالله راشد خلف العتيبة رئيس دائرة النقل ، والدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم ، وأحمد حميد الطاير ، ومبارك المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة. ويقع المعرض في جناح الإمارات بجوار منارة السعديات حيث مثل الجناح الدولة من قبل في معرض (إكسبو الدولي شنغهاي 2010) الذي أقامه ونظمه المجلس الوطني للإعلام ، ويستخدم المعرض تقنيات حديثة تتمتع بعناصر الجذب الكافية لاستقطاب الجمهور من مثل دار عرض سينمائي ومجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والفنية التي لم تعرض من قبل لفنانين ومصورين إماراتيين ومقاطع فيديو نادرة، إضافة إلى نموذج حصري للجناح من تصميم الفنان نورمان فوستر وتتضافر كل هذه التقنيات بإضافات جديدة لتقديم مضامين تاريخية وثقافية تعطي صورة حيوية وواقعية عن الإمارات في مسيرتها نحو التقدم المستمر والازدهار والنماء والتطور. ويستقبل معرض الاتحاد الجمهور من الساعة ال 12 ظهراً حتى العاشرة مساء لمدة عشرين يوماً تبدأ من الاول من ديسمبر/ كانون الأول لتنتهي في العشرين من الشهر نفسه ، واستناداً إلى ما يزخر به المعرض من مقتنيات آسرة وأجنحة متنوعة تنطلق من التاريخ وصولاً إلى آفاق المستقبل يتوقع أن يجذب زواراً كثراً نظراً لما يقدمه من فائدة معرفية وتاريخية وفنية ليست مخصصة للكبار فحسب وإنما للأطفال والناشئة أيضاً ، كما ستجد فيه العائلات الإماراتية أو المقيمة مصدراً للاعتزاز والفخر والتعلم من التاريخ والقيم المحبة للإنسانية علاوة على الصبر والحكمة والتضحية من أجل الوطن. وكان سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان قد اطلع على أقسام المعرض الذي ضم أربعة أجنحة رئيسية منها (فجر التاريخ) الذي يستكشف تاريخ إمارة أبوظبي ونهضتها ويعرض نماذج الكشوف الأثرية المتعددة بالإمارة خلال القرن الماضي، وجناح (نشأة الاتحاد) الذي يحكي بالوثائق والصور ومقاطع الفيديو التسجيلية التي تعرض لأول مرة قصة قيام الاتحاد بقيادة المؤسس والراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ، الذي بنى الدولة ونهضتها مع إخوانه الشيوخ ، إضافة إلى جناح (حاضر الإمارات) الذي يعكس ملامح الإمارات في زمنها المعاصر المزدهر.