كان الجمهور السعودي على موعد مع إخفاق جديد تمثل في خروج "الأخضر" من خليجي 22 خالي الوفاض بعد خسارته النهائي على يد العنابي القطري، ولم يكن ذلك مستغرباً بالنسبة للمتابع الذي كان يدرك حجم السوء الكبير الذي كان عليه منتخبنا قبل انطلاق البطولة وكان من الطبيعي ان يظهر المنتخب بتلك الصوره الهزيلة في ظل التخبطات الكبيرة للمدرب الإسباني لوبيز كارو الذي كان يعبث دون حسيب أو رقيب، ويتحمل الاتحاد السعودي لكرة القدم مسؤولية الاخفاق كونه أبقى على لوبيز على الرغم من إفلاسه الكروي الواضح خصوصاً وانه ليس له علاقة بالتدريب عند حضوره لأرض الوطن اذ حضر كمستشار فني للمنتخبات السعودية وشاءت الظروف ان يدرب منتخبنا بصوره مؤقتة، وان كانت الانباء التي تتحدث عن وجود شرط جزائي كبير في عقد المدرب فتلك كارثة لأن مثل هذه الشروط تتواجد في عقود مدربين عالميين ولوبيز لا يمت لهم بأي صلة وعلى المسؤولين في الرياضة اذا ما كان ذلك صحيحاً ان يفتحوا تحقيقاً مع المتسبب خصوصاً وان ميزانية اتحاد القدم مثقلة بالديون ولا تحتمل اي اعباء مالية جديدة. منذ فترة طويلة فقد منتخبنا هيبته وظل في مكانه دون تطور في المقابل تطورت المنتخبات من حوله وما يؤكد ذلك التصنيف الدولي اذ اصبح منتخبنا خارج قائمة افضل 100 منتخب في العالم ولعل الحديث عن التصنيف يقودنا الى وعود رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احمد عيد اثناء حملته الانتخابية عندما وعد بأن يعيد "الاخضر" الى المقدمة في التصنيف لكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح، ونتساءل اليوم ما الذي قدمه احمد عيد واتحاده للمنتخب حتى يعيدوه الى مكانه الطبيعي. لا يمكن ان نبرئ اللاعبين مما حدث، صحيح انه هنالك تخبطات فنية وادارية لكن ذلك لا يعطيهم العذر للظهور بمستويات كتلك التي ظهروا بها في خليجي 22، كلنا نعلم قيمة كل لاعب منهم الفنية وبإمكانهم البروز بشكل افضل حتى لو لعبوا بدون مدرب، روحهم القتالية مع انديتهم كانت غائبة بشعار المنتخب وهذه المشكلة ليست جديدة بل يعاني منها منتخبنا منذ عدة اعوام ولابد ان يجد المسؤول عن رياضتنا حلول لها، أبرزها المحفزات المادية والتي لا تقارن حالياً بتلك التي يجدها اللاعب في ناديه. كأس آسيا على الأبواب وتشبعنا من الاخفاقات، نريد عملا كبيرا يعيد منتخبنا الى المسار الصحيح وأول خطوة نحو ذلك هي ابعاد لوبيز والتعاقد مع مدرب يعرف الكرة السعودية جيداً وعلى سبيل المثال كارينيو أو سامي الجابر، كما ان إدارة المنتخب مطالبة بتجهيز عدة معسكرات خلال الفترة القادمة ولو كان ذلك على حساب جدولة المسابقات المحلية، فالأهم بالنسبة لنا هو الأخضر لان الوضع الحالي ينذر بإخفاقات كبيرة في البطولة الاسيوية، نتمنى اي يتجاوز منتخبنا المرحلة الحالية وان يتربع من جديد على قمة المنتخبات الآسيوية لكن بالتأكيد الأماني وحدها لا تكفي والفاصل في مثل هذه الحالات هو العمل والعمل والعمل