بالرغم من تصدر (الأخضر السعودي) مجموعته الأولى في بطولة الخليج ال22 وعدم خسارته في أي من مبارياته الثلاث إلا أن مستقبل مدربه الأسباني لوبيز كارو لا يزال على صفيح ساخن، فالمجتمع الرياضي لم يقنعه عمل المدرب خصوصاً في ظل تقديم منتخبنا مستويات متواضعة سواء في المباريات الرسمية أو حتى الودية، وكارو نفسه يدرك حجم مطالبات السعوديين بإقالته باكراً قبل وقوع الفأس في الرأس في المرحلة المقبلة وبالتحديد في كأس آسيا 2015م، ولعل المطلع على المشهد يستنتج بأن أيام المدرب الأسباني معدودة وأن قرار إقالته من منصبه مسألة وقت سيعجل بها أي إخفاق مقبل، لكن في المقابل فإن لوبيز إذا مانجح في التتويج بلقب كأس الخليج سيحرج المسؤولين كثيراً وسيجعلهم يراجعون حساباتهم من جديد، أما النقاد والمحللون وحتى الجماهير فيبدو أنهم لن يرضوا على لوبيز إطلاقاً حتى وإن توج بالذهب الخليجي لأن ما قدمه المدرب من عمل خلال الفترة الماضية كشف لهم بأن هذا المنتخب لن يذهب بعيداً في البطولة الآسيوية عندما يصطدم بمنتخبات عريقية مثل استراليا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها. لوبيز الذي تجاوزه عمره ال 51 عاماً حضر للسعودية في عام 2012م كمستشار فني للمنتخبات، إلا أن الظروف قادته لتدريب منتخبنا الأول بديلاً عن المدرب الهولندي فرانك ريكارد، في البداية أعلن بأن تكليفه "مؤقت"، وفي أول حضور له (في السادس من فبراير 2013م) فاز على منتخب الصين في تصفيات كأس آسيا 2015م، مما دفع المسؤولين إلى التوقيع معه كمدرب للمنتخب، وكانت بداية لوبيز مبشرة بالخير بل انها مبهرة إذ حقق نتائج مميزة لم يحققها الأخضر من فترة طويلة وحدث ذلك في تصفيات كأس آسيا، فالأسباني فاز على الصين ثم أندونيسيا ثم العراق ذهاباً وإياباً ثم تعادل مع الصين وفاز على أندونيسيا، تلك النتائج أعادت الثقة للمنتخب وجزء من هيبته كما أنها ساهمت في تقدمه في التصنيف الدولي، لكن خلال الأشهر الخمسة الماضية بدأت تخبطات لوبيز كارو سواء في اختياراته أو في طريقة لعبه وحتى عدم ثباته على أسماء معينة إذ كان يغير التشكيلة الأساسية من مباراة لأخرى بما لايقل عن ستة عناصر دفعة واحدة وهو ما افقد منتخبنا الانسجام، ولعل المعسكر الذي أقيم في اسبانيا خلال الصيف الماضي وبالتحديد بعد نهاية موسم شاق افقد السعوديين الثقة في لوبيز وقدرته على عمل فارق، فالأخضر واجه هنالك منتخبين عاديين ومتواضعين إلا أنه خسر منهما، الحديث عن مولدوفا وجورجيا اللذان لم يلعبا بالتشكيل الأساسي، وزادت خسارة منتخبنا من أستراليا ودياً 2-3 الطين بلة لاسيما وأنها جاءت نتيجة لأخطاء فنية سببها لوبيز كارو. اتفق الجميع على أن لوبيز لا يصلح أبداً لتدريب منتخب يطمح في تحقيق كأس الخليج وكأس آسيا، بيد أن ضيق الوقت دفع الجميع للاستسلام، وأثبتت الأيام صدق ذلك، إذ فشل لوبيز طوال الفترة الماضية في اسعادنا بمنتخب يشار له بالبنان ونستطيع المراهنة عليه، حتى وهو ينتصر كان يفعل ذلك بمستويات باهتة، مما ساهم في عزوف الجماهير عن مساندة الأخضر والوقوف معه وهو ما وضح جلياً في مدرجات ملعب الملك فهد الدولي. الغريب أن لوبيز ومنذ توليه المهمة لم يخسر في أي مباراة رسمية وكانت جميع المباريات التي خسرها "ودية"، إذ قاد لوبيز كارو منتخبنا في 17 مباراة، منها تسع مباريات رسمية فاز في سبع وتعادل في مباراتين فقط، أما الوديات فكانت ثماني مباريات خسر خمس وتعادل في مباراتين وفاز في مباراة واحدة فقط، سجل هجوم منتخبنا مع لوبيز 21 هدفاً بينما استقبلت شباكه 19 هدفاً وهي نسبة عالية، وأستلم لوبيز قيادة الأخضر وهو في المركز 118 عالمياً، بينما هو اليوم في المركز ال 97، صحيح أن هنالك تحسناً في التصنيف إلا أنه ليس المأمول لاسيما وأن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد وعد خلال حملته الانتخابية بمركز أفضل في التصنيف. كارو سبق له تدريب فريق ريال مديد الأسباني فئة (ب) وعدد من الأندية الأسبانية والمنتخب تحت 21 عاماً بيد أنه عجز من تحقيق أي إنجاز طوال مسيرته، وهو اليوم يبحث عن أول لقب له من خلال قيادة منتخبنا لذهب خليجي 22، الأخضر السعودي سيواجه الليلة منتخباً بحجم وإمكانيت حامل اللقب الأبيض الإماراتي، لذلك فإن ظهوره بذات المستوى في دور المجموعات يعني خروجه من البطولة، فمباراة الليلة تحتاج لإعداد خاص من لوبيز كارو إذا ما أراد الوصول للمباراة النهائية خصوصاً أنه يعلم بأن الخسارة تعني إقالته من منصبه.