صُنف المنتخب السعودي على أنه أسوأ منتخب في العالم وذلك في التصنيف الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل يومين، إذ تراجع منتخبنا 15 مرتبة (المركز ال90) وفقد 17 نقطة وأعتبره الموقع الرسمي ل(FIFA) صاحب التصنيف الأسوأ في شهر يونيو، ولم يتفاجأ الشارع الرياضي بذلك لأن هذا التراجع الكبير كان متوقعاً بعد الخسارتين الوديتين من منتخبي مولدوفا وجورجيا وذلك خلال المعسكر الذي أقيم في أسبانيا. وكانت الانتقادات الكبيرة التي طالت معسكر الأخضر السعودي "العجيب" في أسبانيا بعد نهاية الموسم في محلها إذ أثبت ذلك المعسكر فشله الذريع من جميع النواحي، فمن الناحية الفنية لم يستفد منتخبنا بسبب إرهاق لاعبيه من جهة وتواضع المنتخبين اللذين واجههما من جهة أخرى، أعلم تماماً بأنهما فازا على منتخبنا بالرغم من وصفي لهما بالمتواضعين لكنني أقصد بأن مولدوفا وجورجيا ليسا هما المنتخبين اللذين ننشد الاحتكاك بهما وبلاعبيهما المغمورين، حتى أنهما في التصنيف الدولي يأتيان خلف منتخبنا في هذا الشهر بالرغم من تراجعنا في التصنيف 15 مرتبة. لا يمكن أن تجني من معسكر كذلك الذي أقيم في أسبانيا إلا المشاكل الوقتية والمستقبلية، فبأي منطق جُدول المعسكر في هذا التوقيت وأقصد عقب نهاية موسم شاق جداً تخللته أربع بطولات محلية ومشاركات خارجية متنوعة لكثير من الفرق السعودية خصوصاً وأن أقرب مباراة رسمية لمنتخبنا بعد أكثر من سبعة أشهر، هل كان المدرب الأسباني لوبيز كارو ينشد الاستفادة الفنية من لاعبين مرهقين وآخرين وصل بهم الحال إلى الملل أم أنه سعى إلى قضاء إجازة قصيرة إلى جوار عائلته في أسبانيا؟، إما أننا لا نفهم في كرة القدم شيئاً أو أن هنالك أموراً تدار خلف الكواليس. يخصص الاتحاد السعودي لكرة القدم ميزانية للمعسكرات بهدف تحقيق أهداف عدة تنعكس إيجابياً على مسيرة الأخضر في المستقبل، لكن في هذه المرة ذهبت الأموال التي دفعها هباءً منثوراً وكأن قيمة المعسكر فائضة من ميزانية العام الماضي بينما الصحيح أن اتحاد القدم يعاني من أزمة مالية أثرت على أعماله كثيراً، وعلى العكس تماماً انطبق المثل "يا من شراله من حلاله عله" بحذافيره على اتحاد القدم ومنتخبنا، فالمعسكر الأسباني الذي صرف عليه من الميزانية تسبب في انتكاسة كبيرة للأخضر السعودي في التصنيف الدولي وأعاده 15 خطوة للوراء. اللاعبون خسروا الاحتكاك بنجوم العالم.. والإرهاق قال كلمته لا نقبل بأن يحدث مثل هذا التراجع في تصنيفنا بين المنتخبات العالمية في يوم وليلة وبسبب خطأ "فادح" وبدائي حدث من اتحاد منتخب لديه من المسيرين خبراء كُثر، فالذي بُني طوال الأشهر الماضية وتغنينا به من تصاعد في مستويات ونتائج منتخبنا مروراً بالتأهل الآسيوي المستحق وإنتهاءً بالقفزة الكبيرة في التصنيف الدولي كل ذلك ذهب أدراج الرياح بسبب تخبطات المدرب الأسباني لوبيز كارو ومسؤولي اتحاد القدم، أحمد عيد كونه على رأس هرم الاتحاد السعودي نطالبه اليوم بالتحقيق فيما حدث وألا يمر مرور الكرام لأنه يُعتبر عبثاً بتاريخ منتخبنا الذي تلقى خسارتين موجعتين وظهر في المباراتين بأداء باهت شوه صورته لدى وسائل الإعلام الأوروبية. منذ أن أعلن اتحاد القدم عن هاتين المباراتين وحتى لحظة إعداد هذه المادة وأنا أتساءل بيني وبين نفسي عن أمور عدة، أبرزها لماذا مولدوفا وجورجيا بالذات؟، ليس وحده هذا السؤال الذي دار في ذهني بل تساءلت أيضاً أين المنتخبات ال32 المشاركة في كأس العالم 2014م بالبرازيل من خطة وديات الأخضر السعودي إن كان يبحث فعلاً عن الاستفادة الفنية؟، تشاركت مع من حولي وطرحت سؤالاً عليهم فيما لو كان هدف لوبيز كارو ومسؤولي اتحاد القدم من المعسكر الأسباني وهاتين المباراتين هو تحسين تصنيف المنتخب السعودي وكان هذا هو الجواب الذي اتفقنا عليه، لكننا بعد المباراتين ذهلنا من الخسارتين ومن حال أخضرنا الذي لم يسلم من هذا المعسكر "السياحي" ولم يستفد فنياً باللعب والاحتكاك مع منتخبات عالمية ولا هو الذي واجه منتخبين سهلين وفاز عليهما وحسن تصنيفه العالمي، ولازالت الأسئلة تنتظر إجابة مقنعة من المسؤولين أو أن يخرج علينا أحدهم ويعترف بكل شجاعة بأن المعسكر لم يكن موفقاً وأخطأ لوبيز في إقراره وشاركوه الخطأ باعتماده. المرحلة المقبلة لا تحتمل الأخطاء.. واتحاد القدم مطالب بالتصحيح عندما يكون العمل عشوائياً فمن الطبيعي أن تكون مخرجاته ونتائجه مخيبة للآمال، وهذا ما ينطبق على معسكر منتخبنا في أسبانيا، فالعشوائية وسوء التخطيط كانا حاضرين وبقوة، فالهدف من المعسكر كان مجهولا ومنتخبنا وقف في المنتصف فخسر كل شيء، سواءً موقعه في التصنيف أو الاستفادة الفنية. الأسباني لوبيز كارو وحده من سيدفع الثمن، هو نفسه المدرب الذي أشدنا به وأوصلناه القمة بعد أن قدم لنا منتخباً مميزاً في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015م في أستراليا، كارو الذي اعتذرنا له بعد أن رد علينا في الميدان سنقف في وجهه مجدداً اليوم وننتقده ونقول له أخطأت في حق منتخبنا الوطني وفي حق نفسك، عبثت وهدمت ما بنيته طوال الفترة الماضية، أعطيت من كانوا ينادون بإقالتك قبل كأس الخليج وكأس آسيا مجالاً كبيراً لإعادة مطالباتهم من جديد. إن كان لوبيز الخبير في التدريب وفي شؤون اللاعبين مقتنعاً بأن توقيت المعسكر مناسب فتلك مصيبة وإن لم يكن مقتنعاً فالمصيبة أعظم، إن كان يرى بأن قرار المعسكر موفق فنتساءل أين التكتيك والانسجام والمستوى ياسيد لوبيز ولماذا ظهر منتخبنا بمستويات سيئة في المباراتين وعجز عن تسجيل هدف واحد طوال 180 دقيقة بل تلقت شباكه ستة أهداف وظهر في المباراتين صيداً سهلاً؟، هل عجزت كمدرب في أن تقدم لنا منتخب يُشرفنا ويسعدنا بمستوياته ونتائجه خلال معسكر أسبانيا؟. ليس كذلك فحسب بل أن قناعات لوبيز في التشكيلة الأخيرة أجبرتنا على أن نضع أكثر من علامتي استفهام وتعجب، أين الحارس الأول عبدالله العنزي عن التشكيلة؟، وماذا عن شايع شراحيلي أفضل لاعب وسط في الموسم الماضي؟، أيعقل أن تعسكر بمهاجم واحد (ناصر الشمراني)؟!، ولماذا لم تستدعِ مهاجمين آخرين بعد إصابة محمد السهلاوي ومختار فلاته أم أن المهاجمين "انقرضوا" ولم تجد مهاجمين بديلين للمصابين؟!. إن كان اتحاد القدم حريص مثلنا على مستقبل الأخضر السعودي وهذا ما نأمله ونتوقعه فعليه أن يبدأ تصحيح المسار بالتحقيق في معسكر أسبانيا ومحاسبة المتسبب ولو كان ذلك بعيداً عن الإعلام حتى نضمن عدم تكرار مثل هذه المهزلة، كما أن التخطيط لإعداد منتخبنا للمرحلة المقبلة لابد أن يتم بشكل احترافي ومنظم وأن يستفيد السيد المسؤول من الخطأ الأخير والذي كلف الأخضر الكثير فالمرحلة المقبلة لا تتقبل أي أخطاء لأن لدينا استحقاقين مهمين خليجياً وقارياً، الجماهير والاعلام لا يريدون سوى منتخب سعودي يرفع رؤوسنا في المناسبات الودية قبل الرسمية لاسيما في ظل دعم الحكومة لقطاع الشباب والرياضة. لوبيز السعودية ومولدوفا