إن التهاب الأوردة عادة ما يحدث في الأطراف وبالأخص في الأرجل. وعندما يصاحب الالتهاب تكوين جلطة سمي ذلك التهاب الوريد التجلطي. يصيب التهاب الأوردة التجلطي أما الأوردة السطحية وأما الأوردة العميقة ويكون الألتهاب سطحياً عندما تكون الإصابة في الأوردة التي تقع تحت سطح الجلد مباشرة ويمكن إحساس الوريد باللمس نظراً لكونه أيبس من الوريد الطبيعي. وعادة يرى على هيئة خط أحمر اللون تحت الجلد مع تورم موضعي ويكون مؤلماً عند اللمس. أحياناً يمتد الالتهاب في الأوردة بدرجة كبيرة فيكون شاملاً الأوعية اللمفاوية. وهي تلك الأوردة التي تحمل السائل الليفي من الأنسجة الى تيار الدم. تنشأ عادة الجلطة السطحية عند الوقوف طويلاً ونقص التمارين الرياضية وكذلك من حقن الأدوية في الوريد. أو ربما تنشأ من إصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية. وهناك عوامل تزيد من مخاطر التهاب الأوردة التجلطي السطحية منها الحمل ودوالي الأوردة والسمنة وربما التدخين. كما تكون العوامل البيئية أحد العوامل المسببة للمرض. وهناك التهاب الأوردة التجلطي العميق والذي يصيب الأوردة التي تقع بين العضلات أو داخل العضلات بعيداً عن سطح الجلد. ويعتبر هذا النوع من الالتهاب أكثر خطورة من التهاب الأوردة السطحي حيث إنه يصيب الأوردة الكبيرة التي تقع في عمق الجهاز العضلي. ومن المعروف أن هذه الأوردة هي المسؤولة عن نقل حوالي 95٪ من الدم الذي يُضخ في طريق الرجوع إلى القلب من الساقين. من أهم أعراض تجلط الأوردة العميقة سخونة وتورم وألم وزرقة في لون الجلد في الأماكن أو الطرف المصاب من الجسم. وربما يشعر المصاب بالقشعريرة أو بألم عميق يزداد سوءاً عند الوقوف أو المشي ويتحسن عادة عند الراحة. إن الخطورة تكمن في انقطاع سريان الدم خلال هذه الأوردة مما يؤدي إلى الورم واسوداد الجلد والتهابه. وربما تكون تقرحات في الطرف المصاب، وانسداد الأوردة العميقة قد يهدد حياة المصاب وخاصة إذا انفصلت جلطة أو خثرة دموية من جدار الوريد ووجدت طريقها في تيار الدم إلى القلب أو الرئة أو المخ حيث تستقر في أحد الأوعية الدموية وتمنع سريان الدم إلى هذه الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان. وأحياناً لا يوجد أعراض لبعض المصابين، ومن أجل التوصل إلى التشخيص المحدد لتجلط الأوردة العميقة ينبغي على الطبيب أن يستبعد احتمالات أخرى مثل الالتهاب الخلوي وأمراض الشرايين الانسدادية وأهم شيء هو عمل محبس الموجات فوق الصوتية بالإضافة إلى تصوير العروق بالصبغة حيث يكشف ذلك عن انحباس الدم في المنطقة المصابة. من الأسباب التي يقال انها تسبب الجلطات في الأوردة هو تجمع الصفائح الدموية معاً لكي تحمي المنطقة المصابة وتبدأ سلسلة من التفاعلات الكيميائية الحيوية ينتج عنها تحويل الفيبرينوجين وهو بروتين دموي يسري مع الدم إلى خيوط من الفيبرين الذي ليست له قابلية للذوبان تقوم هذه الخيوط باحتجاز خلايا الدم والبلازما والصفائح الدموية وتكوين جلطة دموية. ومن الأسباب الأخرى في تكوين الجلطات العميقة وجود ميول غير طبيعية للتجلط أو دورة دموية ضعيفة أو أنواع معينة من السرطانات متلازمة بهجت التي تصيب الأوعية الدموية الصغيرة فتعرض الشخص لتكوين الجلطات. كما أن من العوامل التي تزيد من خطورة تكوين الجلطات الوريدية العميقة الجراحات التي تتم في حالات الولادة، والإصابات، استخدام حبوب منع الحمل وملازمة الفراش لمدة طويلة. تصاب النساء بالتهاب الأوردة التجلطي أكثر من الرجال وتزيد خطورة هذا المرض بشدة بعد سن الأربعين وترتفع إلى ثلاثة أمثالها مع كل عشرين سنة إضافية. الأس البري الشائك علاج التهاب الأوردة التجلطي: ينقسم علاج التهاب الأوردة التجلطي إلى ثلاثة أقسام هي: أولاً: العلاج بالأدوية العشبية: يوجد عدد من الأدوية العشبية لكن من أهمها ما يلي: 1 الأس البري الشائك Butcher's Broom: ويعرف أيضاً بالسفندر اللاسع وهو نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه إلى متر واحد له أغصان جلدية شبيهة بالأوراق ذات شوكة طرفية وأزهار بيضاء مخضرة وعنبات حمراء لامعة. يعرف علمياً باسم Ruscus aculeatus. الجزء المستعمل من النبات جميع أجزاء النبات بما في ذلك الجذور. يحتوي النبات على جلوكوزيدات صابونية بما في ذلك الروسكوجينين والنيوروسكوجينين وتشبه الصيغة الكيميائية لهذه المركبات الصيغة الكيميائية لمركب الديوسجنين الموجود في نبات الأنيام البري. يستعمل الأس البري الشائك لالتهاب الأوردة التجلطي بشكل خاص وأيضاً ضد البواسير وهو مدر للبول وملين. يوجد مستحضر مقنن يباع في محلات الأغذية الصحية. يؤخذ منه كبسولتان ثلاث مرات في اليوم. 2 الدرقة Baical Skullcap: وتعرف أيضاً بالهريون كبير الزهر وهي نبتة معمرة يصل ارتفاعها إلى 30سم أوراقها رمحية الشكل وأزهار زرقاء أرجوانية تعرف علمياً باسم Scutellaria baicalensis . الجزء المستعمل من النبات الجذور التي تحتوي على فلافونينات (بايكالين وغونيسيد) كما تحتوي على ستيرولات وحمض البنزويك. تستخدم مضادة للروماتزم ومضادا حيويا ومضادة للألتهابات وموسعة للأوردة. يوجد مستحضر مقنن يباع في محلات الأغذية الصحية. يؤخذ حسب التعليمات المدونة على عبوة المستحضر. 3 الجنكة Ginkgo biloba: سبق الحديث عن الجنكة في عدد من الأمراض السابقة. تقوم الجنكة على تحسين الدورة الدموية وتزيد من تدفق الدم إلى الأوردة. يوجد مستحضر مقنن منها يباع في محلات الأغذية الصحية وفي الصيدليات يؤخذ كبسولة صباحاً وأخرى مساء. 4 الفلفل الأحمر Cayenne: تعرف أيضاً بالشطة والحبحر والتراز وقد سبق الحديث عنها وعن محتوياتها وتأثيراتها في عدد من الأمراض السابقة. تزيد سيولة الدم وتلطف ضغط الدم وتحسن الدورة الدموية. يوجد مستحضر مقنن يباع يؤخذ منها حبة ثلاث مرات في اليوم. 5 أكليل الجبل Rosemary: يعرف بحصا البان وقد سبق الحديث عنه في عدة أمراض سابقة. تحتوي على زيوت طيارة وتستخدم كمضادة للأكسدة وتحسين دوران الدم ويوجد منه مستحضر مقنن يباع في محلات الأغذية الصحية يؤخذ حسب التعليمات المدونة على عبوة المستحضر. ثانياً: المكملات الغذائية: 1 أسيتيل ل كارنيتين : يحمي المخ والأوعية الدموية من تجمع المواد الدهنية. يؤخذ بمعدل 500 مجم يومياً. 2 الثوم : يؤخذ بمعدل كبسولتين 3 مرات يومياً مع الوجبات يقوم الثوم بتحسين الدورة الدموية ويزيد من سيولة الدم. 3- ل سيستيين + ل ميثيونين: يمنع تجمع الشحوم في الأوعية الدموية. يؤخذ 500 مجم يومياً على معدة خاوية تناولها مع الماء أو العصير وليس مع الحليب. 4 هيستيرين: يقوم بتوسيع الأوعية الدموية يؤخذ 500 مجم يومياً. 5 فيتامين ه : يزيد من سيولة الدم ويقلل من التصاق الصفائح الدموية. يؤخذ حسب التعليمات المدونة على علبة المستحضر أو حسب إرشادات الطبيب. ثالثاً: بعض العلاجات الأخرى: يمكن استخدام مضاد التجلط مثل الهيبارين أو الوارفرين (كومادين) حيث يعطى في الوريد أو عن طريق الفم. وقد تكون الجراحة ضرورية لربط الوريد المتأثر لمنع الجلطة من أن تجد طريقها إلى الرئتين وتعرف هذه الحالة بانسداد الأوعية الدموية الرئوية. تعليمات يجب اتباعها: 1 استلق على لوح مائل مبطن واضعاً قدميك في مستوى أعلى من الرأس لمدة 15 دقيقة يومياً. 2 توقف عن التدخين لأنه يضيق الأوعية الدموية. 3 لا تستخدم منتجات الألبان والأطعمة المقلية أو المملحة والزيوت النباتية المهدرجة. 4- قلل من استخدام اللحوم الحمراء والأفضل استبعادها من طعامك. الدرقة الجنكة