أولاً أوجه النداء إلى من يهمه الأمر، وجميع المسؤولين إلى النظر بعين التأمل وبقلب رحيم لمشكلة ظاهرة في شوارع مدينة الرياض، وهذه المشكلة متعلقة بالبراءة وهم أطفال الإشارات، فوالله يكاد قلبي يتفطر رحمة بهؤلاء الأطفال (أحباب الله)، فلنقف لحظة متأملين في حالهم جميعنا ونسأل بعضنا البعض.. هل نظرتم إلى أجسامهم الهزيلة، أو ملابسهم المتسخة وغير المناسبة لمقاساتهم؟ هل نظرتم إلى وجوههم التي ارتسم عليها التعب والحزن والبراءة والإرهاق والألم النفسي وفقدان الحنان والاستسلام والجهل والضياع والفقر وقهر الزمان؟ تخيلوا كل هذا يحمله طفل لم يتجاوز السابعة أو العاشرة لربما الثانية عشرة من العمر يقاسي في فصل الصيف حرارة الشمس التي يغلي منها الدماغ وهم واقفون ساعات طوال وأقدامهم تحترق على أرصفة الشوارع وهم لا ينتعلون، وفي فصل الشتاء ينتفضون برداً وملابسهم لا تقيهم من البرد القارص بحجة أنهم يعولون أسرهم. هل تساءلتم من أين قدموا وأين يسكنون وما هي جنسياتهم؟ هل لديهم أسر أو هم مشردون أو مخطوفون، أو تقودهم عصابات تسخيراً لجمع المادة؟ هل يليق بمدينة حضارية أن يتجول أطفال مجهولون الهوية في شوارعها يتسولون؟ طبعاً لم يسبق لنا وأن رأيناها أو سمعنا بها منذ تأسيس المدينة والهدف من النداء ليس تشجيعاً للتسول بل محاربته والقضاء عليه لأن الأطفال المتسولين في تزايد في الآونة الأخيرة ولم نر لهم أي رادع. فلا بد من أن ينظر المسؤولون لهذه المشكلة ويولونها اهتمامهم البالغ، لأن التسول العلني المتفشي والمتزايد يضر بسمعة البلد وأهله. ولا بد أيضاً من التدخل السريع من قبل مكاتب التسول الراكدة وأن تمارس عملها في الحد من هذه الظاهرة السيئة وتخصيص باحثين ومراقبين في دراسة الظاهرة والتوصل إلى معلومات وإحصائيات دقيقة بحجم المشكلة والمناطق المنتشرة فيها والتعاون مع قطاعات خاصة تهتم في التحقيق والتحقق من حالة الأطفال الاجتماعية وعن جنسياتهم وعن الأحياء التي يقطنون فيها وعن أسرهم إن وجدت، وتحمل المسؤولية في تقديم المساعدات اللازمة لإنقاذ هؤلاء الأطفال من الجرف المنحدر بهم للهاوية إلى المكان المناسب لهم لتحقيق اسمى هدف وهو إنشاء جيل للمستقبل يعتمد عليه في بناء الوطن.فنحن في الحقيقة بحاجة لإنشاء جمعية لحقوق الطفل لمنع مثل هذه الممارسات أن تحدث من قبل أسرهم من حيث استغلال براءتهم في التسول لكسب عطف الناس عليهم. وبناء على ما نشر في صحيفة «الرياض» يوم الخميس بتاريخ 2/12/1425ه، تعتبر هذه بادرة جيدة في التحرك وكشف جانب من جوانب القضية المتعلقة بأطفال الإشارات حيث كان الموضوع الذي نشر عنوانه (مافيا) يمنية لتهريب الأطفال إلى المملكة.وختاماً، والله لتسألون يا آباء هؤلاء الأطفال المشردين في الشوارع والله لتسألون أمام الله.