هل جربتم النوم على الرصيف ؟! أنا جربته مرتين، لذلك أفهم شعور المشرد الذي لا يملك بيتا يؤويه ولا سقفا يحميه، لكن كانت تجربتي طارئة و عابرة لكن تجربة المشرد ثابتة و دائمة !!. عندما كنت أمر بالمشردين في بعض شوارع مدن العالم الأول، كنت أتعجب من هذا العالم المتقدم الذي خلف وراءه هؤلاء المشردين، ليواجهوا الجوع والعطش و البرد و المرض، في معاقل المدنية الحديثة، و الحقوق الإنسانية، كان هؤلاء المشردون الوجه الآخر للمجتمع الغربي .. وجه القسوة والبرودة و الضعف !! وقد أضحكني ذات يوم مشرد في إحدى المدن الأمريكية حمل لوحة كتب عليها «اعطوا الرجل القبيح بعض المال» فدعوته ليشاركني تناول الطعام في المطعم المقابل لرصيفه، و عبثا حاولت أن أتعرف على بعض ملامح حياته قبل أن يصبح مشردا لكن دون جدوى، فقد كان الرجل شارد الذهن عاجزا عن جمع شتات عقله، و كان الشيء الوحيد الذي يعمل بهمة و نشاط هو التهامه للطعام، وبقدر ما أشفقت عليه أشفقت على نفسي التي لا تقدر أحيانا النعمة التي تعيشها حق قدرها!! لقد صرت في كل مرة أشاهد فيها مشردا يتسول المال، أو ينزوي في زاويته ملتحفا بأسماله، يتقي رياح البرد القارص أحمد الله على نعمه العظيمة .. أحمده على الملبس الذي أستر به عورتي، و أحمده على المطعم و المشرب الذي أسد به جوعي و أروي به عطشي، و أحمده على المسكن الذي يؤويني .. وأحمده على عقلي الذي ما زلت أحتفظ به !! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة