(1) بحراسةِ "الجنرال في متاهتِهِ" أمضي أيامي حارسةً لأيامها ما زالت تتنفس ما زالت تنظر لي بعينين شبه مغمضتين وما زالت تبدو مذعورةً بكاملِ هدوئها الطبي المصطنع! (2) في غرفةِ العناية الفائقة تبدو الأمصالُ المعلقةُ فوق رأسها شرايينَ حياةٍ قررتْ الخروجَ من شرنقةِ الجسد لتهديه قطرات ٍمن حياتهِ المنسحبةِ قسراً (3) ليلٌ طويلٌ رغم همهمات الممرضات الآتيةِ من بعيد ومواعيد أخذ الدواء قبيلَ النومِ بقليل، دائما قبيل النومِ بقليل، ومواعيد أخذ العينات بُعيد النوم بقليل، دائما بُعيد النوم بقليل، وهدير التكييف الخاثر وذلك الضوء الذي ينوس تحت السرير وتلك الرائحة الراكدة ولا شيء سوى أنه مجرد ليلٍ طويلْ! (4)تتحد أمراضُ الجنرالُ اللاتيني مع أمراضِ السيدةِ الراقدةِ أمامي أتوحدُ مع غابرييل غارسيا ماركيز في رؤية الجسد الذي يمضّهُ المرضُ ويمضي غير عابئ بنا نحن المنتظرين على حافتِهِ نتنسم روائحه المحايدة ونمضي بعيوننا المحاطةِ بدوائرَ سوداء. (5) كل هذا الفراغ لا يشبه ذلك الفراغ الكبيرالذي لا تملؤه سوى دعواتٍ خفيضةٍ من صوت لا يكاد يبين لتك السيدة الراقدة على السرير! ...