غرفة: تنظر إلى صمت جدرانها، نظرة بلهاء.. تعد جزئيات المكان والأشياء.. ومازال ثقل السقف متسمرا في كتفها، والريح تضرب ظهرها كطفل شقي تؤدبه! باب: كجهاز تنفسي، يرحل الملل والرتابة واللون الصامت من جسد الغرفة.. كمراهق يفرز نشاط الإنفتاح والانغلاق.. والريح تدخل جيشها الى الداخل، ليساند (قابلة) الركام حتى تولد ركاما آخر لفراغات آتية.. كحنجرة عطشى، تصرخ بصمت لا يسمعه إلا صمت المكان المتآكل! طاولة: رابضة كحروف لم تعتق من شاعر مبتدىء.. تلملم جذور ثباتها لترضعها سأم المكان.. تشرب أنفاس النوافذ.. تخضب وجهها بسماد كاذب، لتشرق عليه شمس كاذبة، وصباح كاذب! نافذة: تصفق الريح جناحيها، تدخل كجنية في ستائرها.. فتلعب في جسد ميت من نتافها.. يعبىء فاها رمل الصحراء الضائع.. تئن.. تئن ولا من ستار يرأف، فيغطي نافذتها!! كرسي: مازال كعجوز تحت الصفر، يعد أضلاعه، لما تبقى من أيام العمر ليعانق شغف التراب القريب.. أرهقه الوقوف.. ود لو يستريح أو يرحل في صدر النسيان ولا يبقى هكذا يزوره الفراغ من حين إلى حين.. يصبغه رماد من فراغ آخر! كنبة: مازال البنفسج يجري في عروقها كدم خاثر.. وإن كان الغبار أحتل بنفسجه الكئيب، كغمامات سوداء.. تزور سماء ربيع نابض! قميص: ورقة صفراء تهزأ الريح بشلوه.. كأرملة تندب عائلها.. ودولاب المكان لا يمتلك (قبيلة الحنين) ليغطي القميص خيمة لهم! أوراق: اسودت بياضا كحزن الثكالى.. كحزن الأحرف حين تجهض .. فلا يبقى أي حرف يزرع في يبسها! أقلام: طريح في سرير الورق المهترء كميت يعانق كفنه (الورق)، الذي لم تسوده خضرة الآثام.. كفأس غاضب يحطم أشجار (القصائد) المزروعة في خصب الأكفان يلتحف خيوط الصفرة واليبس! حبر: مستنقع لحشرات الوقت لا فداء لميت الأقلام.. ولا مطرا لجدب الاوراق.. بل سائلا يسيح من قمم المنضدة على صحاري كرسي عجوز داخل مدار غرفة.. انفصلت عن جذر(...)! عيسى مبارك الربح الاحساء/الطرف