بخيارات مفتوحة، أعلنت القوى السياسية المعارضة الرئيسية في مصر عن تشكيل جبهة موحدة تحمل اسم الجبهة الوطنية للتغيير لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في مواجهة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، في نوفمبر المقبل . تضم الجبهة أحزاب : الوفد والتجمع والناصري وجماعة (الإخوان المسلمين) المحظورة المصرية، والحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وحزب العمل (المجمد)، وحزبي الكرامة والوسط (تحت التأسيس)، وتم خلالها الاتفاق على أن يتولى الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق منصب المنسق العام للجبهة، على أن يكون الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد هو المتحدث الرسمي باسمها . وقال البيان التأسيسي للتحالف إن هذه الجبهة هدفها تحقيق التغيير السياسي والدستوري في مصر وإحلال الديمقراطية الحقيقية، وأعلن المشاركون عن أن الجبهة ستخوض انتخابات نوفمبر المقبل بقائمة موحدة في مواجهة الحزب الوطني، وقالوا إنه سيتم تشكيل لجنة من ممثلي الأحزاب والحركات المشاركة في التحالف من أجل الاتفاق على هذه القائمة . وأكد محمد مرسي ممثل الإخوان في الاجتماع التزام جماعته بالكامل بالتنسيق مع باقي أعضاء التحالف في مسألة تشكيل القائمة الانتخابية الموحدة . وأعلن نعمان جمعة أنَّ جماعة الإخوان رحَّبت بالانضمامِ للجبهةِ الوطنية إلا أنها أبدت تحفظا فقط على تشكيل جبهة موحدة في الانتخابات. وقال إنَّ الهدف من تشكيلِ الجبهة هو تحقيق الإصلاح والتغيير بما يحقق إقامة حياة ديمقراطية حقيقية والاتفاق على خوضِ الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمةٍ واحدةٍ في مواجهةِ الحزب الوطني. وقال جمعة إنَّ ممثل جماعة الإخوان في الجبهة وهو الدكتور محمد مرسي أكد أنَّ موقف الجماعة واضح من المشاركة في الجبهة مع التحفظ على التنسيق في الانتخابات باعتبار أنَّ للإخوان قائمة بالفعل وليس لديهم مانع في التنسيق في غير ذلك. وحول ما إذا كانت هناك فرصة لدعوة حزب الغد إلى المشاركة في هذا التحالف، قال جمعة إن الباب لم يغلق أمام الجميع، وإن كان أكد أن التحالف يضم بالفعل عددا كبيرا من الأحزاب والتكتلات السياسية في إشارة إلى عدم الاهتمام بمسألة انضمام الغد من عدمه . ويضم التحالف الجديد أطيافا سياسية تجمع بين فرقاء ومتناقضات كثيرة أبرزها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوسط، الذي أسسه المهندس أبو العلا ماضي المنشق عن الجماعة، الى جانب حزب التجمع الذي أبدى فى البداية موقفا متصلبا من مسألة انضمام الإخوان الا أن انقلابا حدث على ما يبدو وخرج حسين عبد الرازق ممثل حزب التجمع ومحمد مرسي ممثل الإخوان المسلمين من القاعة وهما متشابكا الأيدي ما يشير إلى نجاح القوى السياسية المصرية في تجاوز خلافاتها كما يشير الى نجاح محاولات الدكتور عزيز صدقي وجورج إسحاق للتقريب بين الإخوان وحزب التجمع للدخول في جبهة موحدة . وقال حسين عبد الرازق الأمين العام لحزب التجمع ان حزبه وافق بعد تعهد الإخوان بالتنازل عن شعارهم الإسلام هو الحل في الدوائر المتفق عليها لدخول الانتخابات . من جانبه، أكد الدكتور محمد مرسي عضو مجلس الشعب والذي مثل الإخوان المسلمين، أن هذه بداية وليس كل الاهتمام فالإخوان مع التنسيق مع القوي الوطنية لإدراكهم أن القضية أكبر من أن يتحملها فصيل واحد في مصر مهما كانت قوته وامتلاكه للجماهير . وأوضح انه يرحب بالتنسيق إلا انه على الصعيد الثنائي فيما يتعلق بالانتخابات بينما التنسيق في الإصلاح الشامل والتغيير ممكن بشكل واسع بينما في الانتخابات الوقت غير كاف وصعب الالتزام به بعدما قطع البعض شوطا في الدعاية واتخذ خطوات نحو الترشح للانتخابات .