ستتجه أنظار الرياضيين والمهتمين خلال الايام المقبلة الى مدينة الرياض، إذ سيقام بها ملتقى المسؤولية الاجتماعية لقطاع الاعمال تجاه شباب الوطن في دورته الثانية لتعزيز الشراكة بين الرياضة والشباب مع قطاع الاعمال لتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية لدعم البرامج والانشطة الشبابية بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع قطاع الاعمال في مجال المسؤولية الاجتماعية وبرامجها الخاصة بالرياضة والشباب، وقد تابعت ملتقى المسؤولية الاجتماعية لقطاع الأعمال تجاه شباب الوطن الاول الذي نظمته الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الاولمبية السعودية الموسم الماضي، ولعل ما لفت الانتباه هو تسليط الضوء على دور الأندية والانجازات الرياضية للاسهام بمجال مسؤولياتها الاجتماعية تجاه الشباب والمجتمع بشكل عام ، وهو ما اتضح مدى الاهتمام به عبر تقديم جائزة العطاء للمسؤولية الاجتماعية لأفضل لاعب وأفضل نادٍ وأفضل اتحاد في مجال المسؤولية الاجتماعية للشباب بعد فرز نتائج التصويت. وكمفهوم عام فإن المسؤولية الاجتماعية تهدف الى تعزيز الاعمال الموجهة من قبل الهيئات والشركات والاندية نحو المجتمع بشكل عام عبر تشجيع التطور والنمو لافراده، إذ يتم ذلك في المؤسسة عبر خطة إستراتيجية تنبثق من استراتيجية العامة للشركة أو النادي والتي من المفترض أن تخدم نشاط الجهة التي تقوم عليها، فالمسؤولية الاجتماعية للاندية لابد لها أن تخدم الرياضة وصناعتها وتساعد المجتمع من خلال زيادة فرص العمل والمحافظة على البيئة عبر استغلال شعبية وشهرة نجوم النادي الحاليين وكذلك اللاعبين السابقين ممن يتمتعون بشعبية عالية بالمجتمع وبالتالي فهي نوع من أنواع الاستثمار طويل الأمد تجاه المجتمع. وعلى الرغم من انتشار مفهوم المسؤولية الاجتماعية منذ فترة زمنية في العديد من الشركات والجهات داخل المجتمع، الا أنه لايزال غائبا بصورة واضحة عن كثير من الاتحادات الرياضية والاندية الرياضية إن لم تكن جميعها، إذ يتطلب لنجاح المسؤولية الاجتماعية أن تكون لها إدارة مستقلة داخل النادي وميزانية سنوية وخطة إستراتيجية اضافة الى خطة تنفيذية سنوية وذلك حسب ما تضمنته متطلبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في حال أراد النادي تطبيق ذلك بإحترافية اضافة الى أنه لابد من انتشار ذلك الفكر والوعي بأهميتها على مستوى القياديين في إدارة النادي بحيث يتم تخصيص مبلغ سنوي من الدعم المادي المقدم للنادي يكون مخصصا لبرامج المسؤولية الاجتماعية فقط يتم من خلاله دعم برامج الاندية في المسؤولية الاجتماعية بصورة مستمرة ووفق خطط مدروسة وعلمية، فما نراه من عشوائية ومبادرات ومجهودات فردية بسيطة وعلى فترات متقطعة لايمكن أن ينهض بالمسؤولية الاجتماعية ولا يعكس الدور الحقيقي للأندية فمسمى النادي (ثقافي – إجتماعي – رياضي ) وليس "رياضي" فحسب، ولعل إطلاق جائزة العطاء كأول جائزة من نوعها على مستوى العالم العربي والاسلامي في مجال المسؤولية الاجتماعية لابد من أن ينعكس أثرها على دعم الجهود والبرامج الهادفة لتنمية المجتمع انطلاقاً من أهمية المسؤولية الاجتماعية، فالجائزة تهدف الى تعزيز التنافس بين الجميع سواء كانوا أفراداً أو لاعبين أو قطاع أعمال للتنافس في إبراز أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية في الرياضة والشباب بشكل خاص، وما قام به الرئيس العام لرعاية الشباب الامير عبدالله بن مساعد من تبني ورعاية للجائزة سيكون له الدور الكبير والفعال في نشر تلك الثقافة في قطاع الرياضة والشباب، فهو يقدم فكراً ومنهجاً علمياً يرسخ ذلك الدور الكبير للرئاسة العامة تجاه المجتمع ككل بالشراكة مع رجال الاعمال عبر طرح جائزة فريدة تُمنح وفق معيار دقيق وعلمي وتحفز الجميع على التنافس في ذلك المجال، فبرامج المسؤولية الاجتماعية تلك يجب أن تساهم في خدمة الشباب والرياضة وتطور البيئة والثقافة العامة لهم. وختاما لابد لنا من دعم المسؤولية الاجتماعية في جميع الاندية الرياضية من خلال تفعيل مهام لجنة المسؤوية الاجتماعية في اتحاد كرة القدم والتي اسست منذ فترة ولكنها لم تفعل بالصورة المطلوبة للقيام بدورها الذي أسست من أجله وهو تطوير العمل والبرامج الاجتماعية في جميع الاندية الرياضية وبالاخص الاندية الممتازة و لتعزيز الارتباط بين صناعة الرياضة والمجتمع عبر الاستخدام الأمثل لمنهجية المسؤولية الاجتماعية لكي يعود بالنفع على المجتمع والاندية كحد سواء. *كاتب واكاديمي