"قبلة الرأس" تعني لنا نحن أهل الخليج العربي الشيء الكثير والكثير فهي من أبلغ صور الاحترام والمحبة والتقدير والمودة والأخوة .. وتعكس حجما لا يحصى من المعاني النبيلة الصادقة وما إلى ذلك من صفات الإنسان المثالي النابعة من أصالة وإرث هذا الوطن الخليجي المعطاء.. لهذا توارث أبناء الخليج العربي "تقبيل الرأس" كموروث سلوكي تلقائي وكإحدى صور التحية والسلام والحفاوة في الاستقبال والتوديع وتعكس ما يحمله صاحب "القبلة" من شعور إنساني صادق تجاه كل من يقبل رأسه سواء أكان والده أم جده أم أخاه الأكبر أو من كان أكبر منه سنا ولو بيوم واحد .. وظل أبناء الخليج يتوارثون هذا السلوك وهذا الشعور بكل مصداقية؛ فقبلة الرأس هي لدينا عنوان وعربون لتجسيد أواصر المحبة والأخوة وعلو القدر والشأن والمكانة.. هذه "القبلة" الخليجية حضرت بكل طبيعتها وتلقائيتها وتاريخها وخصوصيتها الخليجية .. قبلة نبعت من القلب للقلب تجسدت بكل صفاتها ومعانيها المعروفة لدينا.. قبلات استقبلت وودعت اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربي الذي عقد في مدينة الرياض في مساء يوم الأحد الماضي حين استضافهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" في قصره .. في ذلك الاجتماع التشاوري فأكدت وأعلنت تلك "القبلات " مبكراً لكل أهل الخليج بأنه سيكون اجتماعا مختلفا ..اجتماعا مثمرا بكل معاني التسامح والصفح والترابط والعفو والعطف والمحبة والتكاتف ووحدة المصير ولم الشمل.. وبالفعل صدقت تلك "القبلات" مبكراً فكانت نتاج ذلك الاجتماع نتائج ايجابية للغاية ومنتظرة من كافة أبناء الخليج فقد عادت العلاقة الرسمية والدبلوماسية بين كافة الدول إلى طبيعتها المفترضة وكما كانت في السابق بل إنها ان شاء الله ستكون علاقة اقوى من كل سابقاتها متانة وعمقاً في مواجهة التحديات الخارجية، هذه التحديات الحاقدة التي أصبحت اليوم تحيط بالخليج وأهله من كل صوب وبكل وسيلة ومن كل المصادر وتهدف الى النيل من هذا الاستقرار الخليجي !! إن كل من شاهد "حرارة " تلك القبلات التي طبعها ملوك وقادة وزعماء قادة مجلس التعاون على رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ادرك ان هذا الخليج ان شاء الله دوما سيظل بخير وردد بكل تلقائية صادقة كل عبارات وكلمات الحمد والشكر والثناء للخالق عز وجل على أن وهب أهل وسكان وشعوب الخليج حكاماً تأصلت فيهم كل معاني "الاحترام" للأكبر سناً مهما بلغت درجة الاختلافات في وجهات النظر لكن ولله الحمد يظل ذلك "الاحترام" حاضراً بأبلغ معانيه وصوره في كل علاقات القادة.. فأدرك أعداء الخليج بأن هؤلاء الزعماء والحكام بأنهم زعماء وقادة مواقف خالدة - مهما طرأت - بعض أوجه الاختلافات فهم حكام وقادة تظل تعيش فيهم الأسس الدينية الصحيحة وتظل فيهم أصالة وعروبة التربية الأسرية الإسلامية الخليجية التي رسخت هذا السلوك وهذا الاحترام المتبادل وهذا التقدير التلقائي الذي نجده حاضراً بأعلى صوره في كل مناسبة وفي كل اجتماع وفي كل لقاء حتى ولو كان رسميا فذلك الاحترام والتقدير يبقى فارضاً نفسه فوق أي اختلافات !! شكرا لكم ايها القادة العظماء الحاضرون بوطنيتكم وعروبتكم وقت الشدائد والمحن والأزمات ولكم أيها الحكام الأوفياء من كل مواطن خليجي اخلص "القبلات"على رؤسكم الشامخة.. وحفظ الله الخليج العربي بحكامه وبقياداته وبشعبه وأدام عليهم نعمة الأمن والاستقرار المثالي والمودة والوحدة في ظل عقيدتهم الإسلامية الخالصة..