خلال الزيارة الخاطفة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لمصر، ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي على متن طائرته، نقلت بعض وسائل الإعلام مشاهد ذلك اللقاء بحياد وكما تتوجب المهنية، وبعضها ركز على لقطة محددة وحاول توظيفها بشكل تتأكد فيه النوايا المشبوهة، ويعكس الوحل الذي تعيش فيه الأجندات التي لا تتوفر على أدنى قدر من الأخلاق. تلك اللقطة هي تقبيل الرئيس عبدالفتاح السيسي لرأس الملك عبدالله، وللأسف حتى بعض وسائل الإعلام المصرية التي لا زالت تدور في فلك الماضي العقيم حاولت توظيف ذلك المشهد لتجييش العوام والدهماء من منطلق مكانة مصر، ورمزية مصر، وعزة وكرامة المواطن الذي ينتمي لمصر. سيناريو ساذج وسخيف وسمج، وأيضا خبيث، يرتبط بكل تأكيد بمحاولات تشويه تلاحم قطبين كبيرين، المملكة ومصر. الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أن يكون رئيسا لجمهورية مصر العربية، هو مواطن عربي مسلم، ونتاج تربية أسرية واجتماعية تعرف جيدا موجبات الأخلاق والمروءة والاحترام للأكبر سنا، وبالتالي عندما يقبل أخا أكبر منه سنا فإنه « ابن ناس»، وعندما يحتفي بضيفه بهذا الشكل فإنها شيمة عربية أصيلة، نقول هذا للذين هم محسوبون على العرب لكنهم الآن يتآمرون مع أعدى أعداء العرب على كل شيء، دون أن يدركوا أنهم أضعف وريد في الدورة الدموية العربية. وبعد ذلك، فإن الرئيس السيسي كان يعبر عن الوجه الأصيل لمصر، مصر الوفاء والشهامة التي تعرف وتقدر من يحبها ويحرص عليها، كان ينقل امتنان المصريين الشرفاء للرجل العربي الأصيل، والملك الشجاع النبيل الذي جعل من مصر حبة قلبه، وصدح بموقفه تجاهها في وقت تخاذل فيه الكثير. قبلة السيسي على رأس أخيه الكبير، هي قبلة مصر للشقيق الأكبر الصادق، وليست قبلة بعض المحسوبين على مصر للشقيق الأصغر الخاذل. هي قبلة ترفع قدر مصر، وتؤكد أنها كبيرة كما عهدناها وعهدنا أهلها الشرفاء، هي وسام وإكليل غار على رأس ملك كبير يعرف قدر مصر وما يجب أن يفعله تجاهها. هي قبلة حب للمملكة وشعبها، الشعب الذي تعيش مصر في وجدانه. أهلا أيها الرئيس المحترم، وإذا كنت قبلت رأس مليكنا، فلك قبلة من كل مواطن أبي حر في وطنك الثاني.