لم يسبق لقائد خليجي أو عربي أو عالمي أن حظي بقبلات على جبينه تعبر عن مدى الحب والاحترام والتقدير مثلما حظي خادم الحرمين الشريفين؛ دليلاً للحب والاحترام، في رسالة واضحة وصريحة لعمق الإخوة العربية الساعية للتصدي لمحاولات النيل من الوحدة العربية. سبق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن قبّل رأس خادم الحرمين الشريفين؛ حباً وعرفاناً واحتراماً وإيماناً بدور خادم الحرمين في استقرار البلدان العربية، وحفاظاً على أمنها ووحدتها.
وظهرت صور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي نائب عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن راشد، وهم يطبعون قُبلات الاحترام والمحبة والتقدير على رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن غلّبوا صوت العقل ليعلنوا مصالحة خليجية في هذه المرحلة المصيرية، وما تشهده من اضطرابات واسعة، تلك القبلات لقائد حمل همّ الخليج والعرب والمسلمين فنال احترام أشقائه من حوله، وهي مشاعر السواد الأعظم في الخليج كافة.
"أغلى قُبلة" تلك القبلات لاقت موجة من التعليقات بين من اعتبرها دليل احترام ومن وصفها ب"أغلى قبلة" في العالم، ودليل واضح بأن الخليج أصبح قوياً ومتكاتفاً، وهي بمثابة رسالة قوية أطلقها قادة الخليج لمن حولهم ممن يسعون لزعزعة أمن ووحدة الخليج والنيل منه.
تلك القبلات على رأس أخيهم الأكبر خادم الحرمين الشريفين، هي قبلة الخليج للشقيق الأكبر الصادق، وهي وسام وإكليل غار على رأس ملك كبير يعرف قدر الخليج وما يجب أن يفعله تجاههم. هي قبلة حب للمملكة وشعبها الذين أحبوا الخليج وأهله.
كبير الخليج العربي السعوديون والخليجيون والعربيون تناقلوا تلك الصور على نطاق واسع، مشيدين بالتقدير الكبير من قادة دول الخليج لخادم الحرمين عرفاناً بدوره في طي صفحة الخلافات الخليجية، وما يحظى به الملك عبدالله من تقدير إقليمي وعالمي، واصفين خادم الحرمين بأنه "كبير الخليج العربي وحكيمه".
وبتلك القبلات طوت الدول الخليجية صفحة الخلافات التي دامت أكثر من عام لدى لقاء قادتها في العاصمة الرياض أمس، وقررت عودة سفراء الرياضوأبوظبي والمنامة للعمل مجدداً في العاصمة القطريةالدوحة، بعد أن غادروها في الخامس من مارس الماضي، واستكمل الخليجيون التوصل إلى اتفاق الرياض التكميلي، الذي أبرم في 23 نوفمبر عام 2013م.
المصير المشترك وشدد القادة على ترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك وما يتطلع إليه أبناء دول المجلس من لحمة متينة وتعاون وثيق، والذي يصب في وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها، ويعد إيذاناً بفتح صفحة جديدة ستكون مرتكزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك، خصوصاً في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها.
وكان اجتماع قادة الخليج قد عقد مساء أمس بالرياض بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- والذي جاء لترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك، وما يتطلع إليه أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من لحمة متينة وتقارب وثيق.