قتل اربعة اشخاص على الاقل في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف امس مبنى مجلس محافظة اربيل عاصمة اقليم كردستان في شمال العراق، بحسب ما افاد مسؤولون اكراد. وقال المتحدث باسم مجلس المحافظة حمزة حامد ان "هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف مبنى مجلس المحافظة وسط مدينة اربيل"، مشيرا الى ان التفجير وقع قرابة الساعة 11,45 (8,45 تغ)، عند حاجز التفتيش الرئيسي على بعد نحو مئة متر من المبنى. وافاد المدير العام لدائرة الصحة في اربيل سامان برزنجي ان التفجير ادى الى "مقتل اربعة اشخاص بينهم اثنان من عناصر الشرطة، واصابة 29 بينهم نساء واطفال بجروح". والهجوم هو الاكثر دموية في اربيل منذ 29 ايلول/سبتمبر 2013، حينما استهدف تفجير انتحاري مبنى مديرية الامن التابعة لقوات الامن الكردية (الاسايش)، ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص وجرح اكثر من ستين. وقالت قوات الامن الكردية في حينه انها قتلت اثر التفجير، اربعة انتحاريين كانوا يعتزمون تفجير انفسهم، في حين قام انتحاري خامس بتفجير سيارة اسعاف مفخخة. وبقيت اربيل عاصمة الاقليم الذي يتمتع باستقلال ذاتي، في منأى اجمالا عن اعمال العنف التي تضرب مناطق عدة من العراق منذ اعوام. الا ان قوات البشمركة التابعة للاقليم تخوض معارك على جبهات عدة في شمال البلاد، ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق منذ هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو. وبدأ تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة، شن ضربات جوية ضد مواقع التنظيم في العراق في الثامن من آب/اغسطس، اثر اقتراب عناصرالتنظيم المتطرف من حدود اقليم كردستان. وتوسعت الضربات الجوية للتحالف لتطال مناطق عدة يسيطر عليها التنظيم في العراق، قبل تشمل بدءا من أيلول/سبتمبر الماضي، مناطق سيطرته في شمال سورية وشرقها. في شان متصل اتهم مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق الدول الغربية امس بعدم تقديم ما يكفي من الأسلحة الثقيلة لمساعدة قوات البشمركة الكردية على توجيه "ضربة حاسمة" لمتشددي الدولة الإسلامية. وشعر المجتمع الدولي بالخطر عندما استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسورية وإعلانه قيام الخلافة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها. وتنظر القوى الغربية للأكراد على أنهم حصن حيوي لمنع تقدم الدولة الإسلامية. وبدأت فرنساوبريطانياوألمانيا ودول أخرى في تسليح الأكراد الذين عجز مخزونهم من الأسلحة السوفيتية القديمة أمام مقاتلي التنظيم المتشدد المزودين بالأسلحة التي تركها الجيش العراقي بعد تخليه عن مواقعه في يونيو/ حزيران. وقال البرزاني في مقابلة مع تلفزيون (فرانس 24) بثت امس "نود أن نشكر الدول الأعضاء في التحالف للدعم الذي قدموه لكن ... كل الدعم الذي تلقيناه حتى الآن لا يرقى للمستوى المطلوب. "أنظمة الأسلحة الثقيلة التي نحتاجها خاصة فيما يتعلق بالجودة والكم.. على سبيل المثال ناقلات الجنود المدرعة وطائرات الهليكوبتر والمدفعية التي نحتاجها لشن معركة حاسمة ضدهم (مقاتلي الدولة الإسلامية).. فنحن لم نتلق هذه الأنواع من الأسلحة." وتقول فرنسا إنها قدمت بنادق آلية وذخيرة ووعدت بتقديم أسلحة "متطورة" لأكراد العراق. ويوجد نحو 200 من أفراد القوات الخاصة الفرنسية على الأرض لتدريب أكراد العراق. وقالت ألمانيا إنها ترسل أسلحة لتجهيز أربعة آلاف مقاتل كردي وتشمل بنادق آلية وقنابل وأنظمة مضادة للدبابات وعربات مدرعة. وقالت بريطانيا إنها ستقدم أسلحة مضادة للدبابات ونظارات رؤية ليلية ورادارات ودروع واقية للجسم. لكن البرزاني قال إن هذه التعهدات غير كافية. وقال "هل هناك سقف لأنظمة الأسلحة الثقيلة التي يجب أن نحصل عليها فيما يتعلق بالكم والكيف؟ الإجابة غير واضحة لنا."