بحث وزيرة الخارجية الألمانية في أربيل عاصمة إقليم كردستان الدعم الألماني للأكراد في مواجهة مسلحي تنظيم داعش في وقت أعلنت فرنسا أنها شنت أمس للمرة الثانية منذ أسبوع ضربات جوية في العراق. وجاءت زيارة الوزيرة الألمانية أورسيلا تزامنًا مع وصول دفعة جديدة من السلاح الألماني لقوات البشمركة. والتقت فوندرلاين خلال زيارتها القصيرة برئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني، وأشادت خلال اللقاء بدور الإقليم في استقبال النازحين العراقيين من المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش. كما بحثت الوزيرة الألمانية تزويد قوات البشمركة بالأسلحة التي تعهدت ألمانيا بتقديمها في إطار دعم القوات الكردية في مواجهة التنظيم، كما قابلت الوزيرة الجنود الألمان الموجودين في أربيل في مهام تدريبية. وقال مقاتلو البشمركة: إنهم يعانون من ضعف التسليح في مواجهة تنظيم داعش الذي استولى على قطع أسلحة ثقيلة ومدافع بعد من قواعد عسكرية في العراقوسوريا. وطالبوا المجتمع الدولي بأسلحة أكثر وأحدث لمساعدتهم في الحرب على داعش. وقال بارازاني عقب لقائه الوزيرة الألمانية: إنه لابد أن تكون الأسلحة أفضل جودة وأكثر عددًا. وأشار بارازاني إلى أن قوات البشمركة حصلت حتى الآن على أسلحة «تقليدية»، وقال: إنه إذا حصل البشمركة على الأسلحة المطلوبة «فلن نحتاج دعمًا آخر». وشملت شحنة الأسلحة الألمانية خمسين قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، وذخائر وعشرين مدفعًا رشاشًا وبنادق (جي 3) وغيرها من الأسلحة والمستلزمات، فضلًا عن مركبات عسكرية، وأشارت الوزيرة إلى تزويد أربيل بأجهزة آلية لفحص وتفكيك العبوات الناسفة والمتفجرات. وقد انطلقت فجر أمس طائرة شحن تابعة لسلاح الجو الهولندي من مطار لايبزيغ الألماني، وحطت في مطار بالشطر الجنوبي من جزيرة قبرص، حيث نقلت حمولتها من الأسلحة والعتاد إلى طائرة شحن عسكرية بريطانية، بغية إرسالها إلى بغداد أولًا، ومن ثم إلى أربيل، ومن المنتظر أن يستغرق شحنها أسبوعًا. وكانت ألمانيا أرسلت نحو 9500 قطعة من المعدات العسكرية غير الفتاكة إلى إقليم شمال العراق مطلع الشهر، بينها سترات واقية وخوذ وأجهزة كشف ألغام ومناظير ليلية. غارات فرنسية من جانبها أعلنت السلطات الفرنسية أن فرنسا شنت الخميس للمرة الثانية منذ أسبوع ضربات جوية في العراق وقررت تنكيس أعلامها لثلاثة أيام بعد قتل مواطنها الذي كان محتجزًا رهينة في الجزائر. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول: «حصلت ضربات هذا الصباح»، موضحا في ختام اجتماع لمجلس الوزراء أن الرئيس فرنسوا هولاند قرر بالتالي تنكيس الأعلام أيام «الجمعة والسبت والأحد» حدادًا على الرهينة الذي قطع رأسه على يد مقاتلين إسلاميين جزائريين أعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش. تدخل وشيك وفي سياق متصل يستعد النواب البريطانيون للتصويت بغالبية كبرى من أجل المشاركة في الضربات الجوية ضد تنظيم داعش في العراق بعد عام على توجيههم صفعة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون برفضهم الموافقة على خطته لشن غارات على سوريا. فبعد تردده طويلًا استفاد رئيس الوزراء المحافظ من منصة الأممالمتحدة الأربعاء ليدعو المملكة المتحدة إلى الانضمام إلى التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة من أجل مواجهة «الشر» و«وحشية (تذكر) بالقرون الوسطى». وناشد من نيويورك النواب الذين دعاهم إلى جلسة طارئة الجمعة بألا يتملكهم «الخوف» لفكرة ارتكاب الأخطاء نفسها كما في العام 2003 عندما سمحوا لتوني بلير بالتدخل في العراق، ويبدو مؤكدًا أن كاميرون سيحصل على موافقة البرلمان لأنه توخى الحيطة بعد الفشل المذل في صيف 2013، للتأكد إلى الحد الأقصى من الحصول على تصويت إيجابي، ولأن قادة الحزبين العمالي والليبرالي الديمقراطي عبروا مسبقًا عن دعمهم. وموافقة النواب من شأنها أن تسمح للطائرات المطاردة القاذفة البريطانية ببدء التحرك بسرعة بحسب الخبراء العسكريين.