يرى أن كتابة الرواية، بمثابة طبخة لا تصلح إلا على نار هادئة. الكاتب والروائي العراقي أحمد سعداوي الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية (2014) في أمسية جناح "مؤسسة بحر الثقافة جدير" التي ترأستها الشيخة روضة بنت محمَّد بن خالد آل نهيان، وذلك ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب. أحمد السعداوي، القادم من بغداد، أكد بداية أن لديه أكثر من مشروع روائي، بعد روايته الفائزة (فرانكشتاين في بغداد) إلا أنه لم يركز بعد على مشروع واحد ومحدد. مشيراً إلى أنه يفكر ملياً بالقارئ. مضيفا: " في المكتبات العديد من الكتب وثمة كتب جيدة نحتاج إلى ما هو أكثر من أعمارنا لقراءتها، لذا ليس من الحكمة أن أصدر كتباً عديدة وضعيفة بل أن أصدر واحداً جيداً لا يخذل القارئ". وعن شخصية "الشسمه"، بطل الرواية، أشار سعداوي معلقاً، بأنها رمز للفرد العراقي ومن ورائه الإنسان المعاصر لأن المشكلة التي يطرحها بطل الرواية هي مشكلة إنسانية وليست مريخية. وعن تضمين الرواية عولماً فنتازية، تذكر بأدب أمريكيا اللاتينية، بين الروائي العراقي إلى أن الفنتازيا في رواية (فرانكشتين) كانت محلية مستلهمة من عالم يومي يعيشه العراقيون في ثقافتهم الشعبية وليست فنتازية مستوردة. مضيفا: " الرواية العربية شديدة العقلانية دفعت إلى تجفيف الصورة عن الواقع في حين جزء كبير من الواقع لا يمكن التعبير عنه واقعياً". وحول ترجمات روايته البوكرية مؤكداً سعدواي إلى قرب صدور ترجمة إيطالية تليها ترجمة اسبانية من دارين مرموقتين في البلدين. موضحًا إلى أنه لايزال يفاوض على ترجمة الرواية إلى الإنجليزية "لأن اللغة الإنجليزية ستكون أساسية وبالتالي تحتاج إلى تأنٍ في الاختيار". مبيناً أنه تلقى عروض ترجمة من لغات عديدة من بينها التركية والسلوفينية والكردية واليابانية. سعداوي العائد أخيراً من معرض كتاب الجزائر تحدث لجمهور الثقافة في الشارقة، عن سعادته بتجربة زيارة إفريقيا لأول مرة من بوابة الجزائر وليس مصر التي لم يزرها حتى اليوم، ذاكرًا أن "فرانكشتاين في بغداد" دخلت في مقررات دراسية جامعية بالجزائر وتحديداً في قسطنطينة المدينة التي وصفها بالعظيمة. وحول الجدل الذي تركه فوزه بالبوكر داخل العراق، خصوصاً تلك الأصوات التي هاجمته بعنف، علق سعداوي، بتواضع: " أي أديبٍ يسجل حضوراً لابد من أن يجد أصواتاً نشازاً هنا أو هناك تتوهم أن هناك من يهدد حضورها بل وكسلها". مؤكداً أن الجدل الذي أثير حول الرواية له وجه ايجابي وهو تحريك النقاش داخل الوسط الثقافي علماً أن الردود الإيجابية كانت أكبر والفائدة للثقافة أيضاً.