أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبد الله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية أن ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى دليل دامغ على إمعان دولة الاحتلال الاسرائيلية على رفض جهود السلام وإفشالها بشتى الطرق والأساليب, وتنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تكريس اغتصابها للقدس الشريف وإدامة الاحتلال. وقال سموه خلال الاجتماع الوزاري التنسيقي لفريق الاتصال المنبثق عن منظمة التعاون المعني بخطة التحرك لصالح القدس الشريف وفلسطين المنعقد اليوم, في مدينة الرباط بالمملكة المغربية : " لا شك أن توالي اقتحامات جنود الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الاقصى وتدنيسه, وتدنيس القرآن الكريم, والاعتداء على المصلين الآمنين وإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين لأول مرة في التاريخ يُعد جريمة نكراء وتحدٍ سافر للأمة الإسلامية برمتها بل والمجتمع الدولي، حتى أننا نسمع أصواتاً إسرائيلية من داخل دولة الاحتلال تصف ما يجري ضد القدس وسكانها بالاستبداد وذلك في مقال للكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي نشرته صحفية هاآراتس الإسرائيلية بتاريخ 21 / 10 / 2014". وأضاف سموه : "إن الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك واعتزام إسرائيل استصدار قانون لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بما يجعل استباحته ومنع المسلمين من الصلاة فيه أمراً قانونياً، إضافة إلى تغيير التركيبة السكانية والجغرافية لمدينة القدس هو قضية كبرى لا يمكن السكوت عليها، فيجب علينا اتخاذ موقف إسلامي موحد يعادل حجم فداحة وخطورة هذه القضية، وذلك بتكثيف التحرك الجماعي للدول الإسلامية على المستوى الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيةالمحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف، وللحصول على الاعتراف الكامل بدولة فلسطين تنفيذاً للقرارات الدولية ذات العلاقة، وكذلك تقديم الدعم المطلوب لأهلنا في مدينة القدس الشريف بما يعزز صمودهم ويرسخ ثباتهم في مقاومة المخططات الاسرائيلية. وأبان سمو نائب وزير الخارجية أن المملكة العربية السعودية أدانت بأشد عبارات الإدانة إغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين واعتداءات عصابات المستوطنين عليه التي تدعمها وتحميها قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرت حكومة المملكة ذلك عملاً إجرامياً ينتهك مشاعر المسلمين وسابقة خطيرة واستفزازاً مباشراً لجميع المسلمين في العالم ، كما استنكرت المملكة بشدة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بناء (1000) وحدة استيطانية في مدينة القدسالمحتلة. وسأل سموه الله في ختام كلمته أن يوفق الجميع لخدمة الأمة الإسلامية وحماية مقدساتها في كل مكان وأن يُكلل أعمال هذا الاجتماع بالتوفيق والنجاح، وأن يفضي إلى نتائج ملموسة تستجيب لآمال وتطلعات أشقائنا الفلسطينيين والأمة الإسلامية . وأزجى سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز الشكر والتقدير لجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة ورئيس لجنة القدس، والحكومة المغربية على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة. ورأس الاجتماع الوزاري معالي وزير الخارجية والتعاون بالمملكة المغربيه صلاح الدين مزوار بمشاركة الدول الأعضاء بالفريق المتمثلة بكل من المملكة العربية السعوديه والمملكة المغربية والمملكة الأردنيه الهاشمية وجمهورية مصر العربية ودولة فلسطين وجمهورية غينيا وجمهورية أذربيجان ومملكة ماليزيا وجمهورية تركيا، وذلك لتدارس الخطوات الواجب اتخاذها تجاه ماتقوم به إسرائيل في القدس الشريف من إجراءات منع المصلين للصلاة في القدس الشريف واقتحامه وتدنيس القرآن الكريم والبعث في وثائقه وخططها بتقسم المسجد الأقصى مكانيا وزمنيا ومحاولاتها التغيير الديموغرافي للمدينه المقدسه. وكان سمو نائب وزير الخارجية قد وصل للرباط في وقت سابق من ليلة الأمس, حيث كان في استقباله بالمطار معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية صلاح الدين مزوار, وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور عبدالرحمن الجديع, وعدد من المسؤولين وأعضاء السفارة. وأقام السفير الجديع حفل عشاء تكريما لسموه والوفد المرافق بحضور دولة رئيس الحكومة المغربية عبدالاله بن كيران, ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار وعدد من المسؤولين والسفراء المعتمدين لدى المغرب.