28 دولاراً كانت أول رأسمال يمنح كقروض ل 42 امرأة فقيرة عبر بنك جرامين في بنجلاديش تلك الدولة التي تعاني أكبر حالات الفقر في العالم، كانت هذه الكلمات أول ما تحدث به البروفسور محمد يونس مؤسس بنك جرامين عام 1979م في فعاليات المؤتمر العالمي لريادة الأعمال وحفل توزيع جائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال الذي نظمه صندوق المئوية، والتي منحت هذا العام للبروفسور يونس نظير ما قدمه من تجربة رائعة ورائدة على مستوى العالم، حيث سبق ان منح جائزة نوبل للسلام عام 2006م وهو يستحقها بجدارة، تحدث هذا الرجل الذي تجاوز ال 70 عاما من عمره عن تجربته في دعم ومساعدة الفقراء. كانت تجربة مثيرة بدأها اثناء تفاقم ازمة الفقر في بلاده وأسس هذا البنك جرامين للفقراء، من خلال القروض متناهية الصغر، كان يعطي الأولوية للنساء الفقيرات بنسبة تصل الى 96٪ ووصلت قروض البنك بعد ذلك الى حوالي 71 الف قرية وارتفع رأس مال البنك من 28 دولارا الى اكثر من 7 مليارات دولار تصل نسب سداد القروض الى حوالي 99٪ وذلك بسبب الية التضامن التي يطبقها البنك، بلا شك اثرى حضور هذا الرجل للحفل بعدا هاما ونجاحا كبيرا للمنتدى، ووفق صندوق المئوية كثيرا بتبنيه هذه الجائزة ومنحها للسيد محمد يونس فقد كان يستحق التكريم نظير اسهاماته في مجال تحسين الحياة لشعبه الفقير. كل تجارب العالم في مكافحة الفقر والبطالة لم توازِ هذه التجربة الرائدة خاصة وانه لشعب فقير مكافح اخرج هذا الرجل العصامي والمكافح الذي نقل نسبة كبيرة من شعبه من حافة الفقر الى الحياة الكريمة، كم كنا محتاجين لمثل هذه الامثلة والنماذج الايجابية لطرحها والتفكر فيها، كان الصندوق عند مستوى الحدث وفكر في مبادرة جديدة تحيي الامل في قلوب الكثيرين بانه لا يأس مع الحياة ولا مستحيل في كتابة التاريخ لاعمال رائعة وشاهدة، شكرا لهذا الرجل الناجح الذي تخرج من شعب مكافح يسعى للقمة العيش والحياة الكريمة بدلا من الاستسلام للفقر ومذلته، وشكرا لصندوق المئوية الذي اعطانا الفرصة لمعرفة تجربته والتميز في كيفية جذب الاهتمام بهذه التجارب العالمية الناجحة، خرجت ولسان حالي يقول ليتنا نستطيع استنساخ عصامية وجدارة هذا الرجل وتجربته للقضاء على الفقر في كثير من دول العالم.