يقال إن افضل الطرق للوصول الى عقل الدبلوماسي هي ان تسلك اقصرها اي ان تكون مباشرا واضحا وصريحا ! لان الدبلوماسيين تعودوا خلال سنوات عملهم على الالتفاف والتنميق وأساليب السياسة لذلك عندما تعطيهم الحقيقة بكل صراحة دون رتوش فان ذلك يحدث صدمة داخلية لأنهم لم يتعودوا هذا النوع من المباشرة! فتعلق الرسالة في أذهانهم . إن رسالة خادم الحرمين الشريفين عند استقباله لسفراء الدول الاجنبية المعينين لدى المملكة قبل ايام كانت مثال الصراحة والمباشرة والتحذير الجدي الصادق والاختصار بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان. قلنا في مقال الاسبوع الماضي ان ما تفعله داعش تأنف منه النفس البشرية وان الموضوع اصبح إما أن تكون انسانا تحمل صفات البشر او لا تكون . وأبو متعب أعطى مثالا واقعيا وصادما عندما ذكر كيف تقطع رؤوس البشر وتعطى للأطفال لكي يعبثوا بها ! والإسلام دين الانسانية الذي يقول (من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا). وإحياؤها : اي ان لا يقتل نفسا حرمها الله، فذلك الذي احيا الناس جميعا، وهذا بعيد كل البعد عن تصرفات وعبث داعش الإرهابية غير البشرية. والصمت على الإرهاب من اجل مصالح موقتة سيضر الجميع وكان تحذير الملك -حفظه الله- مباشرا بانه إن لم يتحد الجميع بسرعة وقوة لمحاربة آفة الإرهاب فان الشر لن يستثني أحدا وسينتقل الى بقية العالم بسرعة ! ولا يعتقد احد انه بمأمن منه ! ان المملكة من الدول التي عانت من الإرهاب وتعرف جيدا مرارة سمه ولكن بفضل الله تمكنت من دحره وهي اكثر الدول إنجازات في محاربة الإرهاب بالأرقام بل انها حمت دولا اخرى وكل خبير يعرف مجهود وفضل المملكة على بقية دول العالم ! يجب ان لا تكون مكافحة الإرهاب اختيارية فبعض الدول تصنف الجماعات الإرهابية على حسب مزاجها ومصالحها فالارهابيون يحملون اللون الاسود ولا يوجد منطقة رمادية ! فإيران كمثال اذا ارادت ان تكون في مواجهة الارهاب فيجب ان تجرم الإرهاب كله وليس داعش فقط وتترك زعماء القاعدة يسرحون ويمرحون ويخططون من أراضيها وتدعم إرهابيي عصائب الحق وبدر ! وبعض الدول الأوروبية يجب ان تترك ألاعيب السياسة وتصنف جماعة حزب الله كلها على انها إرهابية وليس تقسمه جناحا عسكريا وسياسيا ! ياما وياما قلنا لبعض الدول الأوروبية الا تعطي بعض الجماعات المتشددة ملاذا آمنا ولكنهم فعلوا باسم الحرية والمعارضة ولكي يستخدموهم مستقبلا كأوراق المساومة والابتزاز والنتيجة هي من يربي الأفاعي في حضنه ستلسعه ! الإرهاب ليس له طائفة او جماعة معينة بل هو سم شيطاني لأناس تخلوا عن تعاليم دينهم وعن إنسانيتهم وباعوا أرواحهم للشيطان فما تفعله جماعات بدر وعصائب الحق من قتل المصلين في ديالى إرهاب مثله مثل أفعال داعش، وما تفعله كتائب حزب الله وأبو الفضل العباس في سورية إرهاب وما يفعله الحوثيون في اليمن من قتل إرهاب وما يفعله النظام السوري بشعبه هو الارهاب. ومحاربة الإرهاب الجادة تستلزم محاربة جميع الجماعات الإرهابية دون استثناءات. إن أبا متعب بلغ رسالته للعالم والجميع شهود على ما قاله والآن بقي على العالم ان يستجيب بقوة وسرعة فهذه حرب بين الانسانية واللانسانية، وكما نقول دائماً هذه معركة لا حياد فيها إما أن تكون من البشر او لا تكون .