تهتم بعض الوسائل الإعلامية بإبراز الشخصيات الإدارية في القطاعات والهيئات الحكومية خاصة حول ما يدور عن التزامهم بالحضور المبكر إلى مواقع العمل أو قيامهم بالجولات التفقدية والتي هي بطبيعة الحال ضمن طبيعة عملهم كمسؤولين وكجزء من المهام الموكلة إليهم حسب الأنظمة الوظيفية ليأتي التساؤل البريء أليس هذا هو واجبهم الوظيفي الذي كلفوا من أجله ولا يستحقون الإشادة ان فعلوا ذلك!! فهذا بطبيعة الحال لا يدخل ضمن التحفيز على اعتبار أن الإعلام جزء من التحفيز للمسؤول لا جزء من العمل المؤسساتي للدولة بقطاعاتها المختلفة فهذا الخطأ يزرع في النفوس أن هذا الفعل قد لا يفعله سوى القلة المتميزون!! ولكن المثير أكثر هو أن مثل هذه الأخبار لا تجد تعليقاً عليها من قبل الجهات الرقابية المتعددة ولا تتحدث عن أن هذا الأمر الذي هو من صميم واجبات ومسؤوليات تلك الوظائف القيادية إلا أن كل ذلك يتبدد إذا ما علمنا أن بعضا من القطاعات الرقابية لا تشدد إلا على مسألة الحضور والانصراف خاصة بالأيام القليلة التي تسبق الإجازات أو تليها وتعلن عن ذلك بصراحة عبر الصحف اليومية باعتباره إنجازا مذهلاً؟ ان بعضاً من القطاعات الرقابية حقيقة هي بذاتها تعاني من ذات المشكلة فأصبح معها الالتزام بوقت الدوام الرسمي بين قياداتها كالعملة النادرة والذي تستحق من أجله الصحف أن تبرز ذلك المسؤول وتشكره على فعل واجباته ومسؤولياته تجاه عمله!! فمن ما يستحق أن تبحثه القطاعات الرقابية المتعددة هو دراسة الأسباب وراء تأخر العديد من القيادات في القطاعات الحكومية المختلفة ومعالجته في ظل أنظمتها لا جعل الأمر واقعاً لا مناص منه فمديرو العاشرة صباحاً في أحسن الأحوال يفتقدون أكثر مما يظنون فهم في الحقيقة القدوة لفرق العمل التي يعملون معها إضافة إلى ذلك فهنالك دراسة تشير إلى أن غالبية قيادات الشركات العالمية يستيقظون مبكراً ويتواجدون في مقرات عملهم حتى قبيل مواعيد العمل الرسمية لرسم الانطلاقة اليومية لفرق العمل معهم ولا مقارنة بين القطاعات الحكومية والشركات في ذلك ولكن من أراد للقطاع الحكومي أن يبرز وأن تكون نتائجه إيجابية فلينظر صوب الناجحين وأفعالهم تجاه مؤسساتهم وشركاتهم ويجاريها وان لم يستطع مجاراتهم فعلى الأقل تقليدهم. تذكرة مغادرة: من المشاهدات المتكررة أن من يحضرون متأخرين للعمل يطيلون البقاء فيه بعد انتهاء فترة العمل إلا أن هذا الفعل ليس من الخصائص الإدارية المميزة بل هو عنوان صارخ وواضح يحمله المسؤول فوق رأسه دون أن يشعر مكتوب فيه "لم أستطع إدارة وقتي فكيف لي أن أدير جهة ما أو قطاعاً ما".