أبدى محاميان حزنهما الشديد بعد حكم السجن الذي صدر ضد ثلاثة محامين طعنوا في القضاء الشرعي، وبينا أن هؤلاء المحامين قد أخطأوا خطأً جسيماً عندما غردوا بالتغريدات التي أدينوا بها، وأكدا أن هز الثقة في القضاء يحدث الفوضى في البلاد خصوصاً أن المحامين كتبوا ذلك في موقع "تويتر" الذي يرتاده الصغير قبل الكبير. البابطين وقال المحامي والمستشار القانوني خالد البابطين حول هذا الموضوع: "حزنت كثيراً على ما آلت اليه قضية الزملاء المحامين، وما كان أحداً يتمنى أن يصل الامر الى هذا الحد، الا انني في الوقت ذاته لن أتردد في القول إن ثمة خطأ بدر من جانبهم وأخطاء لا تقل جسامة بدرت من جانب مغردين آخرين أخذوا طريق التهييج والتصعيد بدلَ محاصرة الأخطاء وتفادي ما لا يحمد عقباه". وأضاف البابطين: "لا يخفى أن الكلمة في عصرنا الحاضر، ومع تنامي تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، باتت أكثر تأثيراً وأشد خطورة، فلنا أن نتصور أن شاباً في عنفوان شبابه، أراد الذهاب الى المحكمة ليتقدم بدعوى يريد بها استرداد حقه المسلوب، وقبل ذلك دخل على مواقع التواصل الاجتماعية كي يبحث في مدى كفاءة وفعالية هذا الاختيار "اللجوء الى القضاء" وتجَولَ في حسابات المحامين فوجد تغريدة تحمله على الاعتقاد أن القضاء ليس مستقلاً، وتغريدة أخرى تجعله يجزم بعدم نزاهة القضاء، حينها سيعود أدراجه ليبحث في خيار انتزاع حقه بيده، وهذه هي الفوضى". وأردف: "وعودا على قضية الزملاء وان كنت اعتقد بجسامة خطئهم وأنهم تعمدوا كتابة تغريدات مسيئة تجاوزت حدود الذوق وحدود النقد البناء، إلا أنني لا أتصور أبداً أن إرادتهم كانت متجهةً الى زعزعة الثقة بالسلطة القضائية". زمزمي من جهته، أعرب المحامي والمستشار القانوني الدكتور ابراهيم زمزمي عن مدى حزنه لما آل اليه وضع هؤلاء المحامين، وشدد على ضرورة اخذ الحيطة والحذر والانتباه من الجميع بتبادل ماهو مفيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدم الدخول بالكتابة او اعادتها بما يقدح في نزاهة المؤسسات العامة أو الانجراف بالتعليق خلف المعرفات المسيئة للفرد او المجتمع او الكيانات العامة سواء في تويتر او باقي مواقع التواصل الالكترونية او وسائل الاعلام المختلفة. وحول التساؤل عن تعريف لفظ الجريمة الفوقية، أوضح زمزمي أن هذا اللفظ يميل الى وصف الجريمة الفكرية التي تؤثر على بعض أفراد المجتمع بالسلب عبر السلوك اللفظي والكتابة المُسيئة، ولها أكثر من مدلول، فمن ناحية تقنية هو استبدال النص الموجود بنص جديد تتم كتابته من خلال الضغط ع مفتاح Insert وقد يشتق مما يسمى بالبناء الفوقي ويقصد به وعي المجتمع وأخلاقه وإعلامه وثقافته من خلال النص أو السلوك اللفظي للمناقشة والكتابة ولغة التفكير، وفي محل آخر توصف الفوقية بالنزعة الشخصية أياً كانت الوسيلة وتصلح للتمييز بين الجرائم العادية والجرائم الكبيرة خاصة التي تنطوي على أبعاد خطيرة وهذا التفسير مجرد وجهة نظر ليس إلاّ، وختاماً أسأل الله عز وجل أن يفرج عن كل المسلمين همومهم ويصلح الحال لنا وله . يذكر أن المحكمة الجزائية المتخصصة أدانت يوم الاثنين الماضي 3 محامين تورطوا بالطعن في القضاء الشرعي وأحكامه وتشكيكهم فيه والنيل من هيبته وازدرائه والتدخل في استقلاليته ووصفه "بالتخلف" وافتئاتهم على ولي الأمر من خلال التدخل في اختصاصه، وحكمت المحكمة بسجن الأول 8 سنوات، والثاني والثالث 5 سنوات لكل منهما، ومنعهم من السفر بعد انقضاء محكوميتهم مدداً متفاوتة.