وجّه "اتحاد الاطباء المسلمين "، المنظمة العالمية غير الربحية التي تأسست في العام 1981 لتطوير العمل الطبي الإسلامي وتبادل الخبرة والمعرفة بين أخصائيي الرعاية الصحية المسلمين بمختلف أنحاء العالم ، نداءً لكافة الأطباء المسلمين لتوحيد جهودهم في سبيل مكافحة مرض شلل الأطفال وتحسين صحة الأطفال، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمرض شلل الأطفال الذي صادف الجمعة 28 ذو الحجة لعام 1435 هجرية. وتُوقّع مجموعة كبيرة من الأطباء المسلمين من مختلف أنحاء العالم على "نداء الأطباء المسلمين لمكافحة شلل الأطفال وتحسين صحة الأطفال"، والذي يحتوي على عددٍ من الخطوات التي يتوجب على القادة والجهات المعنية في العالم الإسلامي، اتباعها للقضاء على مرض شلل الأطفال. وأكد الدكتور يعقوب المزروع، الأمين العام لمجلس الخدمات الصحية أن هذا الجهد الطيب ل "اتحاد الأطباء المسلمين" يستحق التقدير والدعم. وقال : لقد شارف المجتمع الدولي على القضاء بشكل كلي على مرض شلل الأطفال عالمياً، ونجحنا في الحد من حالات الإصابة بهذا المرض بنسبة تزيد على 99%، ولكن هنالك نسبة ضئيلة متبقية في منطقة الشرق الأوسط. ومن هنا، يتوجب علينا أن نوحد صفّنا للقضاء على شلل الأطفال تماماً، ونناشد كافة الأطباء المسلمين أن يعملوا سوياً لنقضي على هذا المرض الذي أصبح من السهل التحصن ضده. وأضاف: "انسجاماً مع مبادئ عقيدتنا الإسلامية السمحة، فإنه من واجبنا العناية بصحة الأطفال والحفاظ على سلامتهم وتحسين جودة حياتهم. ويقع على عاتقنا كأطباء توفير الرعاية والدعم اللازمين للأطفال ونشر الوعي بين العائلات حول أهمية تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال، ودعم حقوق مجتمعاتنا في الحصول على خدمات رعاية صحية عالية الجودة." ويبذل كبار العلماء في العالم الإسلامي دوراً محورياً في دعم المساعي الرامية لتحصين الأطفال والارتقاء بمستوى صحتهم. فعلى سبيل المثال، أصدر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة والعديد من كبار العلماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم، ما يقارب ثلاثين فتوى شرعية تنادي بسلامة وأمان لقاحات شلل الأطفال. كما أصدرت المجموعة الاستشارية الإسلامية، برئاسة إمام المسجد الحرام في مكة، تصريحًا دعمت فيه استخدام اللقاحات. وساهمت مجموعة من المتبرعين من العالم الإسلامي في دعم المساعي الرامية للقضاء على مرض شلل الأطفال، بمن فيهم دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والبنك الإسلامي للتنمية، إلى جانب العديد من الجهات الخيرية الإسلامية. وقد بات العالم على وشك القضاء على مرض شلل الأطفال، حيث انخفضت حالات الإصابة بهذا المرض بنسبة 99% منذ العام 1988، وقد شهد هذا العام تحديداً تقدماً كبيراً في الجهود الرامية للقضاء على هذا المرض شديد العدوى. فلم تُسجَّل في نيجيريا وأفغانستان، اللتين تُعتبران إحدى الدول الثلاث التي لا زالت تعاني من مرض شلل الأطفال، سوى ست حالات واثنتي عشرة حالة على التوالي اعتباراً من شهر أكتوبر 2014. وقد نجحت كل من العراق وسورية في كبح تفشّي المرض حتى في خضم الصراع الدائر في كلا البلدين. ولا زال مرض شلل الأطفال يصيب الأطفال في عدد من الدول، مثل نيجيريا وأفغانستان والعراقوالباكستان وسورية. وتستحوذ باكستان على أكثر من 80% من عدد الإصابات العالمية بهذا المرض كما في أكتوبر 2014، ولا تزال تُعد أكبر مُصدِّر للمرض في العالم، حيث تم اكتشاف أكثر من 200 حالة فيها خلال هذا العام وحده. جدير بالذكر أن عددًا من الأطباء قد قاموا بالفعل بالانضمام إلى الحملة، منهم: الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع، الأمين العام لمجلس الخدمات الصحية للمملكة العربية السعودية؛ والدكتور موسى بن محمد نورالدين، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في كلية سايبرجايا الجامعية للعلوم الطبية في ماليزيا؛ والدكتور طارق شيما، مؤسس والرئيس التنفيذي للمؤتمر العالمي الإسلامي للأعمال الخيرية؛ والدكتور سانيا نيشتار، مؤسس ورئيس مؤسسة هارتفايل بالباكستان؛ والدكتور جمال سرور، مدير المركز الإسلامي الدولي للدراسات والأبحاث السكانية في جامعة الأزهر في جمهورية مصر العربية. وأضاف الدكتور المزروع، "لا زال مرض شلل الأطفال متفشياً في بعض البقاع في العالم الإسلامي، ولكن بوسعنا القضاء عليه كلياً. واناشد زملاءنا الأطباء في مختلف الدول المسلمة للانضمام إلى حملتنا وجهودنا العاجلة للقضاء على مرض شلل الأطفال وحماية أطفالنا من كافة الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال التطعيم."