مذيع قناة bein sport عند الانتقال لمعلق المباراة قال: نتمنى الفوز لممثل الكرة العربية الهلال، قبل المباراة انتشرت صورة جماعية لمذيعي القناة وضيفيهما من السعودية، جميعهم حملوا ورقة مكتوباً عليها هاشتاق كلنا الهلال، ما عدا سعودي واحد اكتفى بتوزيع الابتسامة..!! من الناحية الإعلامية عملهم احترافي، كون قناتهم مشفرة ومن يشاهدونها وخصوصاً في لقاءات الهلال من جماهير هذا النادي ومن السعودية تحديداً وكسب رضاهم أمر مهم، أنا هنا لن أتحدث عن موضوع رياضي، سأتناول ما تابعته خلال الأيام الماضية من وجهة نظر إعلامية، كتبنا المقالات العديدة التي تحذر من جرائم التعصب الرياضي عبر القنوات الفضائية خصوصاً، كنا نحذر والداء للأسف يستفحل، وظهر جلياً ذلك ونحن أمام حالة نادي الهلال، أمور مخجلة بالفعل، لم أكن أتصور أن التضخيم الإعلامي وزيادة جرعات التعصب أن تحدث ما أشاهده إعلامياً من الإعلام الرياضي، البرامج التلفزيونية الفضائية أصبح الصغار يعرفون ميولها، ويحفظون عن ظهر قلب الكثير من تجاوزاتها..!! أصبح لدينا ما يسمى الشخصية العدوانية، الفرح المبالغ فيه لإغاظة بعضنا، سلوكيات دخيلة على مجتمعنا، بث الروح العدائية بالصورة الحالية أمر خطير إعلامياً، الأمر لا يتعلق بمنتخب دولة ودولة أخرى، الأمر يتعلق بأندية سعودية تشارك ببطولات خارجية، في وهج وعز التنافس الكروي السعودي الكويتي وأثناء نهائيات كأس آسيا، وكجملة أخلاقية شهيرة استخدمها الراحل الشيخ فهد الأحمد وكدعم للمنتخب السعودي، قال: أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، مفهوم أخلاقي لمفهوم التنافس، عكس ما يبثه البعض هنا من سموم، بتحوير هذه الجملة إلى أنا والغريب على أخي. لو تتبعنا البرامج الفضائية الخاصة بالشأن الرياضي ودورها الكبير في تنمية الشخصية العدوانية في المجتمع، نجد أن المكاسب الكبرى تتحول إلى أرصدة مقدمي هذه البرامج، فيصبح بعضهم النجم الكبير والمتابع بالملايين، ولا يخجل بعضهم بالتصريح أو بالتغريد بجمل مليئة بالتعصب من أجل كسب أناس معينين، ولكن لك أن تتخيل ردود الفعل للآخرين والخروج عن المألوف والآداب أحياناً نتيجة هذا الاستفزاز. الإشكالية الكبرى أنه في زمن الانتصارات السعودية الكروية كان الإعلام الرياضي وتحديداً القناة الرياضية السعودية غائبة عن المشهد وللأسف استمرت على هذا المنوال، لم يجد الذين مروا على إدارتها منذ سنوات الوسيلة السليمة لتكريس عمل تلفزيوني رياضي يستحق الاحترام، ونتج عن ذلك أن ظهرت فضائيات ببرامج عناوينها الشتم والتجريح وإحراج الآخرين، فأعتقد الكثيرون أن الجرأة والحرية هما سبب نجاح هذه الفضائيات وانحدار مستوى الفضائية الرياضية السعودية، ولم يفكروا قليلاً ويعتبرون أن المهنية الإعلامية الاحترافية عندما تغيب تصبح لغة التعصب هي الرابح، شاهدوا حالياً واقع إعلامنا الرياضي، لتتأكدوا أننا أصبحنا وبكل جدارة مستنقعاً كبيراً لبث الكراهية، فهل هذا هو مجتمعنا الحقيقي؟ أم أن ما يحدث مجرد زوبعات إعلامية ستندثر مستقبلاً!؟.