في اليوم ال1000 لحرب أوكرانيا.. روسيا إلى عقيدة نووية جديدة    الهويّة السعوديّة: ماضي ومستقبل    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي المتنازل عن قاتل أخيه    اليونيسف: مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين    التشكيلة الرسمية لمنتخب السعودية أمام اندونيسيا    جودة التدريس ومخرجات التعليم    مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة الأحد القادم    «السعودية للكهرباء» و«أكوا باور» و«كوريا للطاقة» توقع اتفاقية شراء الطاقة لمشروعي «رماح 1» و«النعيرية 1»    سوق حباشة وتأصيل الموسى    القبض على مواطن لترويجه 44 كيلوجراما من الحشيش في عسير    انطلاق ملتقى المسؤولية الاجتماعية 2024 تحت شعار "الإعلام واقع ومسؤولية"..غداً    جامعة الأميرة نورة تُطلق ملتقى "ريادة ملهمة" لتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال    الصناعة والثروة المعدنية تنفذ 1,584 زيارة ميدانية على المنشآت الصناعية خلال أكتوبر الماضي    ارتفاع أسعار الذهب إلى 2623.54 دولارًا للأوقية    القيادة تهنئ أمير موناكو بذكرى اليوم الوطني لبلاده    سماء غائمة تتخللها سحب رعدية ممطرة على جازان وعسير والباحة    منتدى الرياض الاقتصادي يطلق حلولاً مبتكرة    «الجامعة العربية» تدعم إنشاء التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع    دراسة: القراء يفضلون شعر «الذكاء» على قصائد شكسبير!    التعليم: إلغاء ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية    الأخضر السعودي تحت 19 يتغلّب على البحرين في ختام معسكر الشرقية    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    42 متحدثًا في الملتقى البحري السعودي الثالث    انعقاد أولى الجلسات الحوارية في المؤتمر الوطني للجودة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع حاكم إنديانا الأميركية    الأخضر «كعبه عالي» على الأحمر    «عكاظ» تكشف تفاصيل 16 سؤالاً لوزارة التعليم حول «الرخصة»    «الشورى» يطالب التأمين الصحي بالقيام بمهماته وتحقيق أهدافه    رينارد في المؤتمر الصحفي: جاهزون لإندونيسيا وهدفنا النقاط    الأخضر يختتم استعداده لمواجهة منتخب إندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم    الخليج يواجه الشباب البحريني في ربع نهائي "آسيوية اليد"    العتودي الحارس الأخير لفن الزيفه بجازان    اتهامات تلاحق كاتباً باستغلال معاناة مريضة ونشرها دون موافقتها    بعد سيلين ولوبيز وكاميلا.. العالمي هوبكنز يعزف في الرياض    163 حافظا للقرآن في 14 شهرا    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1 %    إصابات الربو في الطفولة تهدد الذاكرة    (إندونيسيا وشعبية تايسون وكلاي)    الأمير سعود بن مشعل يستقبل مندوب تركيا    لبنان نحو السلام    مرحلة الردع المتصاعد    إدانة دولية لقصف الاحتلال مدرسة تابعة للأونروا    ChatGPT يهيمن على عالم الذكاء الاصطناعي    الاختيار الواعي    صنعة بلا منفعة    سعادة الآخرين كرم اجتماعي    رسالة عظيمة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    بيع ساعة أثرية مقابل 2 مليون دولار    عودة للمدارس    المملكة ومكافحة مضادات الميكروبات !    الاكتناز    البرتقال مدخل لإنقاص الوزن    سعود بن طلال يطلق كائنات فطرية في متنزه الأحساء    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    برعاية سمو وزير الدفاع.. رئيس هيئة الأركان العامة يدشن أعمال الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملتقى أبوظبي الإستراتيجي: اختلاف حول بواعث الفكر المتطرف وإجماع على محاربته من جذوره
أول منتدى خليجي دولي من نوعه يناقش قضايا المنطقة من منظور أمني مستقل
نشر في الرياض يوم 20 - 10 - 2014

طغت التحديات المتصلة بظهور الفكر المتطرف، واستشراء تنظيماته على غرار ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" على نقاشات المفكرين والاستراتيجيين المشاركين، في «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» الذي انطلقت فعالياته أمس في العاصمة أبوظبي بتنظيم من مركز الإمارات للسياسات ويستمر حتى اليوم بالتعاون مع وزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة سياسيين وخبراء بارزين من منطقة دول الخليج العربي والدول العربية والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وعدد من دول العالم.
وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، على دعم بلاده لوجهة نظر المملكة حيال التدخلات الإيرانية في المنطقة، مؤكدا في كلمة في مستهل الملتقى "إن الإمارات تدعم ما ذهب إليه وزير الخارجية السعودي سمو الأمير سعود الفيصل في رفض التدخلات الإيرانية في المنطقة" مشيرا إلى أزمات عدة منها سوريا والعراق واليمن.
وجدد قرقاش موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الرافض للتطرف والفكر الإرهابي، مؤكدا أن المملكة والإمارات تقفان دائما مع دعم الاعتدال ودعم الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى الموقف الحازم من قبل السعودية والإمارات في دعم استقرار جمهورية مصر العربية لتعود إلى دورها الفاعل والمؤثر على المستوى العربي.
وأشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي بمواقف المملكة، تجاه نبذ التطرف، ودعم حماية الدول من آفات الإرهاب وسعيها إلى التخفيف من المعاناة الإنسانية التي نشأت نتيجية الأزمات الحالية المتفاقمة، مؤكدا أن التوافق السعودي الإماراتي ينبع من الحرص على أمن الخليج وأمن المنطقة ككل في وجه التطرف غير المقبول.
وقال قرقاش: إن هناك احتياجا عاجلا من أجل التفاهم المتبادل حول المخاطر والتحديات الإقليمية والدولية التي تواجهنا مؤكدا الحاجة لمواجهة الحركات الراديكالية الأيدولوجية، عبر الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة في محاربة الإرهاب، وعلى كل المستويات.
ودعا قرقاش إلى تنسيق الجهود الدولية على أرض الواقع لإنجاح الحملة العسكرية ضد الإرهاب والتطرف ووقف تدفقات الأموال والهجرة إلى مواقع تلك الحركات، مطالبا بالاهتمام بالتعليم والثقافة من أجل إيجاد عقول منفتحة للتعامل مع الجميع.
واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أن هناك مستويات مشتركة من التنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي، داعيا في سياق آخر إلى ضرورة الوصول إلى اتفاق بخصوص الملف النووي الإيراني وواصفا ذلك بأنه "أمر مهم".
وقال قرقاش: "إن هناك فرقا بين إيران كدولة ومجتمع وبين إيران كسياسة خارجية توسعية" معبرا عن ترحيب دولة الإمارات بإيران كجار إلا أنه اعتبر "سياستها التوسعية في الدول العربية في البحرين واليمن والعراق وسوريا تستثير الحروب الطائفية وتفاقم من عدم الاستقرار ونشر الفوضى".
وشدد قرقاش على أن دولة الامارات ليس لديها أطماع توسعية، كما عبر عن رفضه لكل المحاولات لتغيير عالمنا من خلال الحركات المتطرفة.
قرقاش: نقدر دور المملكة في حفظ استقرار المنطقة وحماية أبرز دولها من الصراعات الداخلية
نؤيد الرؤية السعودية حول رفض التدخلات الإيرانية.. وسياسات طهران تؤجج الحروب الطائفية والفوضى في المنطقة
(الاختلاف في الآراء)
وخلال جلسات الملتقى وفي اروقته اختلفت أراء الخبراء حول تشخيص الحالة التي يمر بها العالم العربي، من مخاضات صعبة ومعقدة للغاية، لكنهم اتفقوا على نقطة محددة تتمثل في الدعوة الى حشد التأييد العربي لمواجهة الفكر المتطرف وضربه من جذوره كما اتفقوا على محاربة تنظيم "داعش" بمختلف الوسائل الفكرية والعسكرية والمدنية لخطورته وتطرفه.
واختلف الخبراء الاميركيون من جهة مع والروس والصينيون من جهة اخرى حيال التداخلات الخارجية والاقليمية مع قضايا المنطقة العربية، في حين ركز بعض المتحدثين وروجوا لوجهات النظر في بلدانهم، وطالب عدد منهم بتعزيز الحس الوطني واللحمة الوطنية لدى كل دولة لمواجهة تحديات التطرف.
وعلى الرغم من التباين في تفسيراتهم لبواعث الفكر المتطرف، لكن الخبراء والاستراتيجيون في ملتقى ابوظبي الاستراتيجي اتفقوا على ضرورة محاربة تنظيم "داعش" ومواجهة خطورته في تأجيج الطائفية والمذهبية والتفتت، معربين في ذات الوقت عن مخاوف من تفتيت الانظمة الموحدة واذكاء النعرات الطائفية على حساب الوطنية وسيادة الدولة.
(رؤية غير تقليدية)
وفي بداية المؤتمر رحبت رئيسة مركز الامارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي بالمشاركين الدوليين في الملتقى، معربا عن الامل في ان يحقق المؤتمرون الاهداف المرجوة من هذا اللقاء وابرزها وضع خارطة جديدة لتوصيف ما يعاني منه العالم من اضطرابات غير مسبوقة على الصعيدين الانساني والجيوسياسي.
وشددت الكتبي على ان مركز الامارات للسياسات، يهدف منذ نشأته الى بناء الجسور بين النخب المحلية والاكاديمية وصناع القرار وتقديم الاستشارات والاقتراحات التي تدعم متخذي القر ار، موضحة ان دولة الامارات العربية المتحدة رأت في هذا المركز، انه ليس من الابداع استنساخ تجارب اخرى بقدر التركيز على استحداث فكر جديد في التعاطي مع قضايا المنطقة، قائلاً: فنحن لا نتعاطى مع المشهدين الاقليمي والدولي في دراسات اكاديمية غير متصلة في الواقع المباشر وغير قادرة على تحويل هذه الابحاث الى سياسات تدعم القرار في تفاعله مع التحولات الاقليمية والدولية من حولنا.
د. أنور قرقاش
واكدت الكتبي ان مركز الامارات للسياسات، مستقل منذ تأسيسه ويتركز عمله على دولة الامارات وعلاقاتها الخارجية وكذلك على منطقة الخليج العربي وتفاعلاتها الاقليمية والدولية، وكذلك يطلع بمهمة استشراف مستقبل المنطقة واتجاهات السياسات الاقليمية والدولية وتأثير المشاريع الجيوسياسية المختلفة فيها، موضحة ان الملتقى يجمع نخبة من صناع القرار لمناقشة قضايا عدة في غاية الاهمية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط.
ورأت الكتبي ان الملتقى يسعى الى تحقيق فهم افضل بين الفاعلين الدوليين والاقليميين وتعزيز جهود صناعة السياسات بينهم والمسائلة في ايضاح المشهدين الاقليمي والدولي، ومقاربة خريطة التحولات الدولية مبينة ان المركز ينطلق في تنظيم الملتقى واختيار محاوره من ان دول مجلس التعاون بما لديها من عمق استراتيجي ليس متأثرة بالقوى الاقليمية والدولية فحسب، بل باعتبار المنظومة الخليجية فاعلة اقليميا ودوليا ومؤثرة في القرار العالمي.
وقالت رئيسة مركز الامارات للسياسات ان النظام الدولي، يمر في الوقت الحاضر في حالة غير مسبوقة تجلت في جملة من التحولات منها تزايد درجة عدم الاستقرار في النظام الدولي وتغير طبيعة العوامل المحركة للصراعات والنزاعات في النظام الدولي، والتي لم تعد اقتصادية فحسب وانما حضارية ودينية وطائفية ايضا، مع ظهور متغير للاقليات، الذي بات يهدد دولا كثيرة وظهور حركات انفصالية او مطالبات بالاستقلال.
واشارت الكتبي الى تصاعد دور الفاعلين من غير الدول وتشابك دورهم مع مصالح واهداف قوى اقليمية مؤكدة ان النماذج الثلاثة السائدة في نظرية تفسير النظام الدولي ما بعد الحرب الباردة وهي القطبية الاحادية والتعددية القطبية والفوضى وانعدام التوازن، لم تعد كافية لفهم ما يجري من واقع متقلب ومتغير بشكل متسارع.
واعتبرت الكتبي ان هذه النماذج شابتها عيوب في قدرتها على تفسير قواعد وحركة النظام الدولي الحالي، داعيا الى اعادة قراءة جديدة وواقعية لخريطة العلاقات الدولية، ويطمح مركز الامارات للسياسات الى المساهمة في انجاز هذا القراءة ونأمل ان يكون هذا الملتقى خطوة صحيحة في هذا الاتجاه بحسب ما قالت الكتبي في كلمتها الافتتاحية الى الملتقى.
(تأثير المحيط الخليجي)
وبحكم ان دول الخليج العربية موجودة في محيط جيواستراتيجي، تلتقي فيه المصالح الدولية رأت رئيسة مركز الامارات للسياسات ان هذه الدول تواجه العوامل الاقليمية، التي تساهم في التغيير في النظام الدولي خلال العشرين سنة المقبلة ومن اهمها، القدرة على هندسة التحالفات مع القوى القديمة و القوى الصاعدة والتنافس على الادوار الاقليمية، والطاقة وبدائلها، والنموذج الاقتصادي، والاستقرار الاقليمي، والتسابق نحو المجالات الحيوية الجديدة، وأمن الممرات المالية والمضائق البحرية.
وكما ان هناك تحولات طرأت على مفهوم القطب الواحد في النظام الدولي، رأت الكتبي ان النظام الاقليمي في منطقة الخليج والشرق الاوسط لا يحتمل فكرة القطب الاقليمي الواحد او حتى مفهوم القوى العظمى الاقليمية، مرجعا اسباب هذا التغير الجذري الى الثورات التي حصلت في بعض البلدان العربية وما نتج عنها من قراءات المشاريع الجيوسياسية في المنقطة وانحسار قوة بعضها واعادة ترتيب اولويات بعضها الاخر ولذلك اخفقت كل القوى التي تريد فرض نفسها كقوة اقليمية اولى، ولم تؤد مساعيها الا الى تفاقم الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة.
وقالت الكتبي ان المشهد الاقليمي للدول العربية في الشرق الاوسط امتاز في السنوات الثلاث الاخيرة، بأهم المعالم التالية: تداخلات الثورات العربية مع التحولات الدولية والمشاريع الجيوسياسية، وثانيا انفجار الجغرافيا السياسية الناتجة عن تفككك الامبراطورية العثمانية، والهيمنة الاستعمارية الاوروبية (سايكس بيكو)، وثالثا دخول بعض القوى الاقليمية مثل إيران وتركيا لاعبا داخليا فاعلا في المنقطة ومؤثرا في ازماتها وتوازناتها ورابعا دخول المنطقة في حرب طائفية طويلة ليست مرشحة للحل السريع.
واعتبرت الكتبي أن "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الأول" يمثل محطة استراتيجية إقليمية ودولية في غاية الأهمية وذلك بالنظر إلى وقت انعقاده وأهدافه والموضوعات التي يتناولها ، وقال القائمون عليه ان منطقتنا تعاني قلة مراكز البحوث المستقلة التي تسهم في رسم السياسات وتقدم خدماتها للهيئات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.
وأضافت أن التغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية تعزز أهمية هذا النوع من مراكز البحوث والدراسات والحاجة إلى مخرجاتها.. وقالت "كلما التزمت هذه المراكز بالموضوعية والدقة في المعلومات والتحليلات ازدادت أهميتها لصناع القرار".
رئيس التحرير في حديث مع الدكتور نايف عبيد أثناء المؤتمر
(الجلسة الأولى)
وفي الجلسة الأولى بعنوان «أثر الاستراتيجيات والرؤى الأمنية العالمية والإقليمية الرئيسية في بلورة نظام إقليمي في الخليج العربي» التي ترأسها باري بافل نائب رئيس المجلس الأطلسي ومدير مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي في واشنطن، ناقش المؤتمرون عددا من القضايا المهمة على الصعيدين العربي والدولي، موضحين ان ابرز الاخطار التي تواجه المنطقة في الوقت الحاضر تتمثل في تصاعد الفكر المتطرف في مقابل ضرورة ترسيخ عوامل التسامح والتعايش في المنقطة.
وخلال الجلسة قال الدكتور فيتاي نؤمكن مدير معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم ،ان بلاده تقف ضد أي تدخل خارجي، معتبرا ان التدخل الخارجي يأتي ليوقظ النعرات الطائفية ويؤجج الصراعات وعادة ما يكون التدخل الخارجي عبر الطيران ليس باستطاعته ان يحل مشكلة داخلية فالمشكلة الداخلية لا بد ان تحل من الداخل واي خلاف طائفي او مذهبي او عرقي يحل من خلال البيئة المنتجة لهذا الفكر.
وقال المتحدث الروسي ان موسكو نأت بنفسها عن عدم التدخل الخارجي الا فيما يخص المساعدات الانسانية مؤكدا ان روسيا متفقة مع دول الخليج على مساعدة اللاجئين والحالات الانسانية ولدينا مصالح مشتركة مع دول الخليج.
وردا على سؤال وجه له لماذا تدعم روسيا نظام بشار الاسد ضد الشعب اجاب المتحدث الروسي، بان بلاده لا تدعم شخصا بعينه ولكن تدعم الاستقرار ومصلحة بسط الأمن وهناك منظمات ارهابية تتدخل لتقويض الدولة.
اما المتحدث الصيني في الجلسة الاولى، دونغ مانيون، وهو باحث اول متخصص في دراسات الشرق الاوسط في المعهد الصيني للدراسات الدولية في بكين، قال ان على دول التدخل ان تاخذ درسا من الصين، في عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.
وشدد على ان الصين تمكنت من بناء تنمية اقتصادية، بمفردها دون تدخل من احد، وتمكنت من القضاء على الفقر بدون مساعدة من الخارج ولدينا 20 مليون مسلم، ولا نعاني من الطائفية والمذهبية والعرقية وسياستنا ترتكز على الاحترام والقيم وفهم الثقافات الأخرى.
وعبر عن اتفاقه مع ما ذهب اليه المحاورون في ضرورة القضاء على فكر تنظيم "داعش" فهي منظمة ارهابية متطرفة همجية تهدد امن المنطقة باكملها وتؤثر على السلم فيها ولا بد من حشد توعية ثقافية صحيحة ضد هذا الفكر الارهابي.
وقال ان البؤر الساخنة في المنطقة، لا بد وان تكسب الاهتمام من دول بقية الدول وعلى رأسها دول الخليج وهذا يحتم على المجتمع الدولي التعامل مع حالات معقدة في كل من اليمن وسوريا والعراق وليبيا.
ابتسام الكتبي: النظام العالمي للقطب الواحد يعاني من حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار والمنطقة لا تحتمل فكرة القطب أو الأقطاب الإقليمية
مفكرون وإستراتيجيون: حجم الخطر مزلزل للمنطقة والتدخل الجوي ضد «داعش» غير كاف
مطالبات بعدم التدخل الخارجي في محاربة التطرف مع تقوية الجبهة الداخلية لدول المنطقة
(اضطرابات متفاقمة)
من جانبه اعتبر السفير الكسندر فيرشبو نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ان الاضطرابات الدولية تلقي بثقل كبير على عاتق دول الحلف ويتطلب ذلك حشد الجهود اكثر من اجل مواجهة التداعيات المستقبلية لازمات المنطقة.
وبدوره عبر الباحث رودي ديلون من مركز التقدم الأميركي في واشنطن، عن اعتقاده بان كثير من الازمات المتشابكة في المنطقة نشأت بسبب تأثيرات خارجية لكنها ذات بواعث داخلية في الاساس، مؤكدا ان الترابط الكبير بين دول المنطقة يعطي تفسيرا منطقيا لما جرى، كما ان تيارات مؤثرة هي التي ساهمت في تعميق النزاعات في بعض المناطق وتركت الدول حائرة في التعاطي معها، بشكل جعل المجتمع الدولي ينظر بقلق الى ما يجري في المنقطة.
وعبر عن قلقه حيال تزايد التطرف الذي يعد مرتكزا للجماعات التي تبحث عن دور لها في حين انها لا تبالي في استقرار الامن والسلم الدوليين، وفي هذا مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدول والمجتمعات المتقدمة، التي تكون متأثرة بهذه الازمات من وقت الى اخر.
ومن جانبه قال، جون أورورك رئيس قسم شبه الجزيرة العربية والعراق وإيران في جهاز العمل الخارجي التابع للاتحاد الأوروبي في بروكسل، ان عددا من التنظيمات التي برزت في المنطقة، لم تكن وليدة الازمات الحالية، لكنها تعززت بفعل الاضطراب الذي استشرى ومنح فرصة للمتطرفين في جعل التحديات اكثر عمقا وتأثيرا، وبالتالي تطلبت الازمة وقفة جادة من جميع الدول المعنية وستلقي بكلف باهضة على عاتقها.
من ناحيته قال الدكتور شين يي رئيس مركز الشرق الأوسط للسلام في جامعة شنغهاي، ان الارهاصات الاولى للازمات في المنطقة كشفت عن كم هائل من عدم الفهم لحقيقة البواعث الرئيسية للازمات التي كانت تفسر سابقا لبواعث اقتصادية لكنها اليوم تتعدى ذلك الى مطالبات وتكتلات طائفية ومذهبية تهدد الامن الخاص بكل دولة وامن الاقليم وبالتالي تتداخل مع الامن العالمي بشكل لا يمكن الحد منه الا من خلال التنسيق والتعاون الدولي المبني على اسس واضحة ومحددة.
خبراء وقياديون يؤكدون على المنطلق الفكري لحل مشكلات العالم العربي
دعوة إلى نبذ كل جماعات التطرف وحشد الطاقات من أجل إبعاد الأثر السلبي للتناحر الطائفي
وناقش الملتقى عدد من اوراق العمل تهدف في مضمونها الى خلق فهم متبادل أفضل بين الفاعلين الدوليين والإقليميين، وتعزيز جهود صناعة السياسات بينهم، بشكل يتميز بمشاركة فاعلة من جانبين مهمين في المنطقة الخليجية وعدد من الباحثين الدوليين المطلعين على شؤون المنطقة.
وناقشت جلسات اليوم الاول عدد من المقترحات الرامية الى تحليل وتقييم التحديات الأمنية الإقليمية، حيث قامت مجموعة من المشاركين بمراجعة قضايا جيوسياسية تؤثر على الفاعلين الدوليين مثل الولايات المتحدة والصين ومنظمات دولية مثل حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي.
واعتبر مشاركون إن جلسات الملتقى نجحت في حشد الطاقات المحلية والاقليمية على غرار «منتدى دافوس» من خلال عدة جلسات مفتوحة شارك فيها الخبراء الفاعلون في وضع الاستراتيجيات الأمنية إلى جانب جلسات أخرى بحثت تأثير الضغوط السياسية الداخلية على صناعة القرار في مجال السياسة الخارجية للفاعلين الدوليين الرئيسيين، وسعت الى وضع اطر واسس من اجل تقييم اوضح للمناخ السياسي المضطرب في الشرق الأوسط.
وسعى المؤتمرون الى البحث في كيفية استفادة الدول التي شهدت أحداث «الربيع العربي» والدول التي قد تواجه اضطرابات من المساعدات التي يقدمها الفاعلون الدوليون ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
(الجلسة الثانية)
وعرضت الجلسة الثانية من الملتقى التي ادارها ستيف كليمنز رئيس تحرير موقع ذى اتلانتيك لايف، «اتجاهات السياسة الخارجية للقوى الرئيسية تجاه الخليج العربي» مؤكدا ان هذه الاتجاهات لم تكن منفصلة في تأثيرها على سياق ما يجري وكانت عاملا مؤثرا منذ البداية، في حين ان فهم التعاطي معها كان مختلفا من دولة الى اخرى من دول المنطقة العربية.
وذكر كليمنز، ان التوجهات الحالية للدول الكبرى، تبنى بناء على ما يجري على ارض الواقع اكثر من فرض وجهات نظر مشتقة من رؤى واجندة سياسية، لان التحولات الجذرية في الوقت الحاضر لم تدع مجالا للتدخل الا في سياق الانطلاق من المتطلبات المحلية لكل بلد، وفي هذا تحدي كبير في تفسير هذه الظواهر يتجلى امام الباحثين والمعنيين.
بدوره وخلال الجلسة الثانية قال الدكتور هارلان أولمان المستشار في مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي بواشنطن، ان دول المنطقة التي تعرض الى اضطرابات لم تكن لتتدارك مثل هذه الاضطرابات بحكم انها كانت عصية التفسير ولم يكن من السهل التنبؤ بها ولذلك ظل الباحثون حائرون في صياغة تكوين فكري للتعاطي مع هذه الحالات.
(متطلبات التحول الجذري)
اما السفير مارك أوتي مدير المعهد الملكي للعلاقات الدولية في بروكسل، اعتبر ان ما يجري من نقاشات في الاروقة السياسية ما لم يتصل في متطلبات التحولات الحالية للنظام العالمي، لن يكون قادرا على تفسير ما جرى من تحولات مؤخرا، مستعرضا عدد من الامثلة التي لم تتمكن فيها الدول الكبرى من ايجاد حلول للازمات بسبب عدم وجود تجانس وتوافق دولي حول جملة من القضايا التي شكلت عنصر عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
وقال اوتي، ان حالة عدم الاتفاق على كثير من ملفات المنطقة في سوريا والعراق وليبيا خلقت حالة فاصلة سببت تعميق اكبر للازمة وجعلت من المعالجات تاخذ وقتا اكبر وجهدا ربما مضاعف في كثير من الاحيان قبل الوصول الى طريق للحل، يمكن الاعتماد عليه، معتبرا ان التداخلات الاقليمية عقدت من المشهد اساسا.
من ناحيته اعتبر الدكتور دونغ مانيوان الباحث في دراسات الشرق الأوسط في المعهد الصيني للدراسات الدولية في بكين، ان التدخل الدولي في قضايا المنطقة يجب ان يقف على مسافة احترام استقلالية الدول، لكنه في ذات الوقت عبر عن قلقه من تصاعد التطرف ونمو الفكر المريض الذي يبني تحقيق المصالح على الفروقات ويجعل منها مصدرا للازمات.
من جانبها قالت الدكتورة إيلينا سوبونينا مديرة مركز الشرق الأوسط وآسيا في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في موسكو، ان كثيرا من ازمات المنطقة كشفت عن عدم القدرة على تحديد هوية الحلول المقبولة من جميع الاطراف للازمات في حين ظل الشغل الشاغل للمتأثرين بالازمة في كيفية التدخل الاجنبي فيها، معبرا عن قلقها ازاء تنامي التباعد في الافكار حتى في ظل وجود ازمات خانقة ومؤثرة بشكل متسارع لا يحتمل مزيدا من الخلاف في وجهات النظر.
(صناعة القرار)
وناقشت الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور ستيف كول زميل أول كرسي حسيب صباغ لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، "تأثير الديناميات الداخلية لصناعة القرار في السياسات الخارجية للفاعلين الدوليين الرئيسيين تجاه الخليج العربي".
وتحدث في الجلسة الثالثة السفير ريتشارد بيرت العضو المنتدب لشركة «ماكلارتي اسوشيتس» لشؤون أوروبا وروسيا وأوراسيا في واشنطن، الذي ناقش مع مجموعة من الباحثين خلال الجلسة تداعيات الخلافات في صناعة القرار في ظل الازمة، ما جعل المنطقة مهددة بالانقسامات كما حصل من نماذج في اليمن وغيرها وفي هذا تحدي كبير ينشأ معه تحديات اخرى اكثر خطورة قد تمدد من امد الازمة نفسها.
بدورها اعتبرت أنيت هوزر المديرة التنفيذية ومؤسسة مكتب «بيرتلزمان فاونديشن» في واشنطن، ان وجهة النظر الاميركية ظلت تدعم اية حلول تنشأ من على الارض، ومن دون فرض تدخلات قسرية، وبالتالي يمكن قياس الدور الاميركي بناء على معطيات وجهات التنظر حيال هذه الدور من قبل الفاعلين الداخليين في كل ازمة مرت بها دول المنطقة، سواء في مصر او في اليمن او في سوريا.
وعبر الدكتور وانج جيسي رئيس معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في جامعة بكين، عن رأيه في ان الاضطرابات الداخلية التي شهدتها دول المنطقة، لم تأت من فراغ، مؤكدا على وجهة النظر القائلة بان الحلول الجذرية لم تكن لتولد سريعا من غير تظافر في الجهود الدولية ودعم خارجي يكون مقبولا من الدول ذاتها.
من جانبها قالت الدكتورة ايكاترينا ستيبانوفا رئيسة وحدة دراسات السلام والنزاع في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسك، ان كثيرا من وجهات النظر الدولية لم تنطلق من حاجة المنطقة للمساعدة في حل النزاعات بقدر ما فرضت اجندتها التي كانت تنظر من زوايا التداعيات اللاحقة لهذا التدخل.
ويأتي "ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الأول" في سياق دولي وإقليمي بالغ التعقيد، تشهد فيه التوازنات حالةً من الاضطراب والتحول المتسارع. ونظراً لوجود دول "مجلس التعاون" في عمق جميع المعادلات الدولية والإقليمية القائمة، فإنه من المهم أن نتناول بالتحليل والتشخيص مجموع التحولات المؤثرة والمتأثرة بالمنظومة الخليجية، وأن نقدر حجم التحديات والفرص الناتجة عن تفاعلات المشاريع الإقليمية ومسارات التنافس بين القوى العظمى في المنطقة.
(اروقة الملتقى)
اعتبر كثير من الحضور والمشاركين الملتقى بانه محطةً للفاعلين الدوليين والإقليميين لتعزيز فرص الفهم المشترك بينهم، ومقاربة مسار العلاقات الدولية والإقليمية وتحولاتهما؛ بما يرشد عملية صناعة السياسات، ولذلك عبر القائمون على الملتقى عن سعيهم في أن تكون محاور الجلسات منسجمةً مع قضايا المرحلة وتحدياتها الاستراتيجية في بعديها الإقليمي والدولي؛ بما يساعد على استكشاف أثر استراتيجيات القوى العالمية الرئيسة، ورؤاها الأمنية في بلورة نظام إقليمي في الخليج العربي. ونطمح أن نخرج بمقاربة لاتجاهات السياسة الخارجية للقوى الرئيسة تجاه منطقة الخليج العربي، وأن نقيس الانعكاسات الجيوسياسية للمشاريع الإقليمية عليها.
ويعد هذا الملتقى الاول من نوعه في المنطقة، من حيث الاهمية والتوقيت، خصوصا مع كثافة المشاركة والحضور من قبل نخبة من أصحاب القرار من خبراء بارزين وفاعلين في الشأن الدولي والإقليمي لتعزيز جهود صناعة السياسات بين الدول، ولتقييم التحديات الأمنية الإقليمية التي تواجه المنطقة والعالم. واعتبر عدد من الحضور ان مؤتمر ملتقي ابوظبي الاستراتيجي فرصة نادرة للدول المشاركة لتحديد اهدافها الاستراتيجة وتبادل الافكار والرؤى حول القضايا السياسية والامنية، حيث يتحدث اليوم خلال الجلسات سياسين وخبراء بارزين من مختلف دول العالم.
واكدوا ان مناقشة الاستراتيجيات والرؤى العالمية حول قضايا المنطقة تعد فرصة للباحثين عن تفسير لما يجري من خلال نماذج دولية قادرة على اعادة صياغة للقراءة في المشهد السياسي العربي، تبرز اهمتيها في ظل تباعد اتجاهات السياسة الخارجية للقوة الرئيسية في العالم حيال ما يجري في المنطقة العربية من ازمات.
وكانت التحولات المؤثرة في منظومة "مجلس التعاون الخليجي" محورا للنقاشات التي استمرت عبر جلسات اليوم الاول، بشكل اثرى الحوار وعزز من تفنيد الكثير من الطروحات والمشاريع الإقليمية المتصارعة ومسارات تنافس القوى الدولية في المنطقة.
وسعى المؤتمرون الى تحقيق أهداف الملتقى التي ترتكز على ايجاد فهم واضح لاسباب التحولات في المنطقة بما تحمله تلك التحولات من تجاذبات دولية، بغية حشد الطاقات في تفسير اتجاهات السياسة الخارجية للقوى الرئيسية تجاه الخليج العربي.
الديناميات الداخلية
وكان لأثر الديناميات الداخلية في السياسات الخارجية تجاه الخليج العربي، جزءا خاصا في الملتقى جرى بحثه وقياس الأثر الجيوسياسي للمشاريع الإقليمية على دول الخليج وأثر التطورات السياسية في مصر على دول الخليج وأثر "البؤر الساخنة" في المنطقة على دول الخليج العربي مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا.
وناقش المؤتمرون الاستراتيجيات الأمنية للفاعلين الدوليين إلى جانب جلسات أخرى تبحث تأثير الضغوط السياسية الداخلية في صناعة القرار في مجال السياسة الخارجية للفاعلين الدوليين الرئيسيين وتقييم المناخ السياسي المضطرب في الشرق الأوسط والبحث في كيفية استفادة الدول التي شهدت أحداث "الربيع العربي" والدول التي قد تواجه اضطرابات من المساعدات التي يقدمها الفاعلون الدوليون ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وبحث اليوم الاول من "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الأول" عبر خمس جلسات الأولى تأثير الاستراتيجيات والرؤى الأمنية العالمية والإقليمية الرئيسية في بلورة نظام إقليمي في الخليج العربي واتجاهات السياسة الخارجية للقوى الرئيسية تجاه الخليج العربي وأثر الديناميات الداخلية في السياسات الخارجية للفاعلين الدوليين الرئيسيين تجاه الخليج العربي كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا. وسعى المؤتمرون في الملتقى الى ايجاد مقاربة بين التأثير الجيوسياسي للمشاريع الإقليمية على المنطقة العربية ودراسة أثر "البؤر الساخنة" في المنطقة على دول الخليج العربي وذلك من خلال محاور متشعبة تشمل ازمات دول المنطقة.
المتحدث الصيني دونج مانيون
إلينا سوبونينا المتحدثة من المعهد الروسي للدراسات
د. ابتسام الكتبي
ستيف اكليمنز رئيس تحرير موقع اتلانتك لايف
الزميل تركي السديري بجانب الدكتور سعد بن طفلة
جانب من الملتقى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.