دعت دولة الإماراتإيران إلى الالتزام بالاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه مع الدول الست لضمان سلمية برنامجها النووي حسب المعايير الدولية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش، إن «الإمارات رحبت بالاتفاق التمهيدي وترى ضرورة أن يكون الاتفاق نهائياً»، مؤكداً أن «ذلك سيعزز الاستقرار في المنطقة ويمنع خطر الانتشار النووي». وشدد قرقاش خلال مؤتمر صحافي في أبوظبي أمس، على أن «مطالبة الإمارات باستعادة السيادة على جزرها الثلاث التي تحتلها ايران، موقف تاريخي وقانوني يستند إلى الحل السلمي من خلال المفاوضات أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، ولا يهدف أبداً إلى إيجاد أي نوع من التوتر غير المرغوب فيه بين البلدين أو في المنطقة». ولفت إلى أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد يزور طهران حالياً للقاء نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، من دون أن يعطي تفاصيل عن طبيعة المحادثات بين الجانبين، فيما أفادت مصادر في أبوظبي أن هدف الزيارة افتتاح المقر الجديد للسفارة الإماراتية في طهران. واكد قرقاش أن «لا جهود ولا اتصالات لحل أزمة الجزر سلماً، ولكن الإمارات مصرة على حقها، وأن يكون أي حل من خلال القانون الدولي أوالمفاوضات بهدف تعزيز الأمن والعلاقات بين دول المنطقة». وأكد وحدة الموقف الخليجي من معظم القضايا الإقليمية والدولية. وقال رداً على سؤال عن تفرد دولة قطر بمواقف تخالف مواقف السعودية والإمارات، خصوصاً من الوضع المصري:» ليس بالضرورة، كما في الاتحادات والتجمعات الإقليمية والدولية، أن تكون كل مواقفنا موحدة تجاه القضايا المطروحة». وشدد على صدقية الموقف الإماراتي والسعودي في دعم الاستقرار في مصر لأن في استقرارها «طمأنينة ومصلحة لنا في دول الخليج إلى جانب تعافي الشقيق الأكبر. إن مصر تتعافى بعد ثورتها الثانية، وهذا ركن أساسي لأمن المنطقة واستقرارها». وحذر من بناء السياسات في المنطقة على أسس طائفية، وقال إن «مثل هذه السياسيات الغريبة ستؤدي الى وجود عالم عربي غير العالم العربي الحالي». كما حذر من «التدخلات الإقليمية في الدول العربية»، مشدداً على «ضرورة بلورة موقف خليجي فاعل وإيجاد تنسيق عربي تجاه التدخلات الإقليمية التي أججت المشكلات في الدول العربية». وأعرب عن اعتقاده بأن المنطقة العربية «تمر اليوم بمرحلة حساسة. وقد أتاحت هذه الأزمات للدول الإقليمية التدخل فيها بحدة كأنها لاعب عربي». وقال عن التقارب «الأميركي الإيراني والتحول في سياسة واشنطن، والذي تجسد في الاتفاق النووي وعدم توجيه ضربة عسكرية الى سورية: «هناك جدل كبير على المستويات كافة داخل أميركا وفي العالم العربي وفي الخليج حول طبيعة المتغيرات في السياسية الأميركية. ورجح أن يكون ذلك نوعاً من المد والجزر». وأوضح أن «الرئيس (الأميركي) استطاع أن يخرج من حربين في العراق وأفغانستان وليست لديه الرغبة في الخوض في مشاكل الشرق الأوسط . فيما يرى آخرون أن أميركا بدأت تدرك أنها ليست القطب العالمي الوحيد مع بروز الصين وروسيا الاتحادية»، مؤكداً أن «الحكم النهائي على ذلك متروك للمستقبل». وزاد: «نحن أمام موجة انكفاء أميركية بسبب الحربين، ورئيسٍ يرى أولوياته داخلية، وشعبٍ ما زال يعاني تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية». ولكنه شدد على أن «انكماش السياسة الأميركية لم يؤثر في دورها السياسي في المنطقة، خصوصا لجهة إيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين». وأكد أن «قنوات الاتصال بين أميركا ودول الخليج مفتوحة ومتواصلة وواضحة، خصوصاً بعد جولة كيري في السعودية والإمارات التي حملت رسائل مطمئنة إلى دول الخليج حول المفاوضات مع إيران والتي تتصل بالملف النووي الإيراني ولا تتصل بالملفات الأخرى في المنطقة». وتابع: «سمعنا التطمينات ونود أن نراها على أرض الواقع»، لافتا إلى أن «التحول في السياسة الأميركية نحو آسيا يفرض عليها أن يكون لها دور في قضايا المنطقة». وأكد تأييد الخليج لعقد «جنيف 2»، وقال: «هناك في سورية أزمة سياسية وإنسانية وجودية، وفي حال عدم وجود حل لها سيكون استمرارها تهديداً لنا جميعاً».