شن التحالف الدولي امس ضربات جديدة على المواقع الرئيسية لتنظيم "الدولة الاسلامية" في مدينة عين العرب السورية بينما قللت واشنطن من خطر المتطرفين على بغداد عاصمة العراق المجاور. وبعد اكثر من شهر على بدء هجوم التنظيم المتطرف على كوباني التي سيسمح له الاستيلاء عليها بتعزيز سيطرته على الحدود التركية السورية، ما زال المقاتلون الاكراد تساعدهم ضربات مكثفة ومحددة الاهداف يتصدون للمتطرفين. وما زال مستقبل هذه المدينة التي اصبحت رمزا لمكافحة الجماعة المتطرفة التي ارتكبت فظائع في سورية والعراق غير واضح على الرغم من المعارك الطاحنة التي اودت بحياة اكثر من 700 شخص كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقد دفعت المعارك مئات الآلاف من الاشخاص الى النزوح. ورغم خسارتهم مربعهم الامني في المدينة الحدودية مع تركيا والتي تبلغ مساحتها بين ستة الى سبعة كيلومترات مربعة، يبدي المقاتلون الاكراد مقاومة شرسة تساعدهم على ذلك ضربات التحالف الدولي التي يجري تنسيقها بين القوات الكردية والاميركية. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان التنظيم المتطرف "نفذ هجوما بعد منتصف ليل الخميس الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو +وحدات حماية الشعب+ الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الاولى". واضاف ان الهجوم الذي تمكن الاكراد من صده "تزامن مع تنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي ست ضربات (جوية) استهدفت تمركزات لتنظيم +الدولة الإسلامية+ في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب". في مقابل ذلك، نفذ المقاتلون الاكراد "هجوما على نقطة تمركز لتنظيم +الدولة الاسلامية+ عند طريق حلب في جنوب غرب مدينة عين العرب حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها الى اشتباكات متقطعة". وذكر المرصد ان هذه "الاشتباكات اسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الاقل من الوحدات الكردية وما لا يقل عن ثمانية من تنظيم +الدولة الاسلامية+"، بعد يوم من مقتل خمسة من مقاتلي التنظيم وثلاثة مقاتلين اكراد في اشتباكات بين الجانبين. كما هاجمت "وحدات حماية الشعب" تجمعات لتنظيم "الدولة الاسلامية" في قرية مينازي جنوب غرب مدينة عين العرب، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الاذاعة في الريف الغربي للمدينة. واعلن المرصد السوري ايضا ان ضربات التحالف الدولي قتلت الخميس 13 مقاتلا من تنظيم "الدولة الاسلامية" في مناطق مختلفة من كوباني. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "هناك تنسيق بين القوات الكردية والاميركيين، إذ إن الاكراد يعطون الاميركيين احداثيات" خلال الاشتباكات. من جهتها، اعلنت قيادة المنطقة العسكرية الاميركية الوسطى في بيان ان طائرات التحالف شنت 14 غارة جوية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" قرب وفي كوباني يومي الاربعاء والخميٍس، وان هذه الضربات دمرت خصوصا 19 مبنى يحتله المسلحون المتطرفون ومركزين للقيادة. وشنت الطائرات الاميركية اكثر من 100 غارة جوية ضد مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" في محيط وداخل كوباني منذ نهاية ايلول/سبتمبر. وقال انور مسلم رئيس المجلس التنفيذي في عين العرب في اتصال مع فرانس برس ان "التحالف دمر الكثير من اليات ومدفعية تنظيم +الدولة الاسلامية+، ما ادى الى ابطاء تقدم المتطرفين . نحن نشاهد جثثهم في شوارع كوباني وقواتنا تحصن مواقعها الدفاعية". واضاف مسلم الموجود حاليا في كوباني ان مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" يتواجدون "خصوصا في شرق وجنوبالمدينة وقد قاموا بنشر عرباتهم ومدفعيتهم ودباباتهم بين المنازل حتى لا تكون هدفا لضربات التحالف". دبابة تركية تمر بالقرب من سيارات مهجورة بالقرب من عين العرب (رويترز) وذكر المسؤول المحلي ان "هناك مدنيين عالقون في وسط وجنوبالمدينة ونحن لا نقدر على اجلائهم بسبب اعمال القنص من قبل مسلحي تنظيم +الدولة الاسلامية+ وعمليات القصف التي يقوم بها مقاتلوه. وضعهم صعب". واكد عبد الرحمن ان "مئات المدنيين من عائلات المقاتلين لا يزالون يرفضون المغادرة". ويسيطر مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الاكراد، منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 ايلول/سبتمبر. وفي الجانب التركي من الحدود، تسمع اصوات تبادل اطلاق النار ودوي قصف قذائف الهاون صباح امس، قادما من شرق المدينة التي تبعد حوالى كيلومتر عن مركز مرشد بينار الحدودي. واعترف الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جون كيربي بان كوباني ليست نقطة استراتيجية بالضرورة. واضاف ان "ما يجعلها مهمة هو ان (تنظيم) الدولة الاسلامية يريدها. وبقدر ما يرغب في السيطرة عليها يقوم بنشر قوات وموارد ويكون لدينا مزيد من الاهداف". وفي جلساتهم الخاصة يعترف المسؤولون الاميركيون بان التغطية الاعلامية المهمة حول كوباني وخصوصا لقطات عمليات القصف واعمدة الدخان التي تصور من الحدود التركية جعلت منها رمزا. ونشرت تركيا قوات ودبابات ومدفعية على الحدود وفي بعض الاحيان على بعد مئات الامتار عن المعارك، بدون ان تتدخل فعليا. وفي العراق المجاور لسورية، سعت الولاياتالمتحدة التي اعترفت اولا بانها قلقة من تقدم المتطرفين الذين يسيطرون على الجزء الاكبر من محافظة الانبار (غرب) على الرغم من الضربات، الى الطمأنة بشأن مصير بغداد على الرغم من هجمات المتطرفين. وقالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) "نعتقد ان بغداد حاليا في منأى عن تهديد وشيك". واضافت "لا يوجد في الوقت الراهن تجمع كبير لقوات للدولة الاسلامية في الخارج، استعدادا لدخول" العاصمة العراقية. وقد بدأت قوات عراقية تنفيذ عملية واسعة بمساندة طيران دول التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة الاميركية، امس لاستعادة السيطرة على مناطق شمال مدينة تكريت شمال بغداد، التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية"، كما ذكرت مصادر رسمية وامنية.